هل تعرف ماذا يحدث عندما تطلق غالبية الشركات تطبيقًا جديدًا للهاتف المحمول يحمل علامتها التجارية، أو أي برنامج تسويقي آخر غني بالمحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي يهدف إلى الجمع بين المعلومات عنها، والترويج بشكل فعال، ونشر شعور العدوى الفيروسية في أرجاء العالم؟
لا شيء
عادةً ما تحتفل شركات عديدة لمجرد إنشاء تطبيق جديد يحمل علامتها التجارية، وعند الانتهاء من هذا التطبيق، أو البدء في التدوين، أو الإجابة عن الأسئلة تكتشف تلك الشركات أنها لم تصل إلى خط النهاية، ولكنها وصلت بالكاد إلى خط البداية.
وللحصول على فكرة أفضل عن كيفية استخدام الشركات للمحتوى ووسائل التواصل الاجتماعي معًا لتحقيق النجاح تحدثتُ مع صديقي “جاي باير”؛ مؤلف أحد الكتب الأكثر مبيعًا في “نيويورك تايمز”، وطلبت منه تلخيص مفاهيم منصة Youtility، وإليك ما قاله لي:
إن منصة Youtility التسويقة مفيدة للغاية لدرجة أن الناس سوف يسددون الرسوم إذا طُلب منهم ذلك؛ نظرًا لأنها غالبًا لن تكون مكلفة عند النظر إليها في سياق البرامج التسويقية الشاملة، والخدمات المقدمة منها باعتبار أنها بسيطة نسبيًا، وهو ما جعلها لا تتلقى دعمًا ترويجيًا مخصصًا حتى عند إطلاقها.
وبدلًا من ذلك تم الترويج لتلك المنصة جنبًا إلى جنب أي علامة تجارية مغمورة؛ ما أدى إلى الحد بشكل كبير من ظهورها، وهو ما يتعارض مع فرضية Youtility بأكملها.
التسويق على وسائل التواصل
إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق علامتك التجارية غالبًا ما يتحول إلى هراء؛ فهذا السيناريو المحبط للعلامات التجارية التي تواصل الحديث والكلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا تشير أبدًا إلى أي شيء ذي قيمة بخلاف “نحن رائعون، يجب أن تعطينا المزيد من أموالك”، هو مثال لسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو الأمر الأكثر إثارة للاهتمام الذي تقدمه العلامات التجارية، ومفيد بطبيعته، وبالتالي من المرجح أن يكون رسالة تسويقية فعالة؟
إن الشركات من كل الأحجام والأشكال والأوصاف تتنافس بكسل يعقبه خمول لجذب انتباه جمهور من المستهلكين الحقيقيين الذين نعرفهم، في حين أن تلك الشركات يمكنها التغلب على هذه الفوضى من خلال كونها مفيدة، وليس عن طريق الصراخ بصوت أعلى.
وسائل التواصل الاجتماعي وقود للمحتوى
لا يتعلق الأمر بكون تلك المنصات حقيقية وإنما بإبقائها ذات صلة، فإذا ما كانت وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك تقدم المعلومات أكثر مما تروج لها فأنتما على المسار الصحيح، في حين إذا كانت ما تقدمه مفيدًا للغاية وليس ترويجيًا للغاية فمن المحتمل أنك في طريقك إلى النجاح.
وفيما يلي مثال حقيقي لفكرة النار/الوقود، والتي تضمنت رسائل متتالية مُرسلة من شركة برمجيات للتسويق التفاعلي ExactTarget على قناتها عبر Twitter في الصيف الماضي:
– التغريدة الأولى عبارة عن رسالة مؤسسية مخزية من الشركة حول إصدار جديد من برنامجها الذي أصبح أقل أهمية؛ لأنه مخصص فقط للأشخاص الذين يبحثون عن إصدار ألماني، أو برتغالي، أو برازيلي من البرنامج، ومن المحتمل أن يكونوا مجموعة فرعية صغيرة جدًا من متابعي العلامة التجارية الخاصة بالشركة على “تويتر”.
– ولكن في التغريدة التالية عدّلت الشركة الأمر ليكون بشكل صحيح تمامًا؛ حيث احتوت رسالتها، التي تم إرسالها أثناء دورة الألعاب الأولمبية في لندن، رابطًا يؤدي عند النقر عليه إلى رسم بياني مثير للاهتمام للغاية، يوضح الرياضات الأولمبية التي تحوي أكبر عدد من التغريدات عنها، وأكبر عدد من متابعينها على “تويتر”، والعديد من الحكايات الإحصائية الأخرى، ولكن هل قدم الرابط السابق أي معلومات واضحة حول منتجات وخدمات الشركة؟
بالطبع لا، ولكن اقتنصت الشركة الفرصة في الوقت الفعلي لإثارة الاهتمام من خلال رابط موضوعي؛ نظرًا لأن أحد منتجاتها عبارة عن برنامج يسمح للشركات بمراقبة “تويتر” والمشاركة فيه.
جمهورك الأكثر أهمية
في الواقع يمكنك استخدام التسويق عبر الإنترنت لزيادة الوعي بالمعلومات المفيدة بحق والتي تقدمها للعملاء والعملاء المحتملين، وتنفذ الشركات الذكية، مثل: Columbia Sportswear وExactTarget، هذه الأفكار بنجاح، ومع ذلك هناك جمهور آخر مهم جدًا لمؤسستك والذي يتم تجاهله باستمرار، ألا وهو موظفوك.
إذا كنت حقًا مفيدًا فإن إظهار هذا النهج سيكون ذا قيمة لأعضاء فريقك كما هو الحال بالنسبة للعملاء، وربما أكثر من ذلك، على سبيل المثال: هل تعرف من يهتم بشكل خاص بالتطبيق الذي يوضح لك كيفية ربط رباط الحذاء؟ إنهم فريق العمل الذين يعملون في شركة Columbia Sportswear؛ فالعديد منهم متحمسون للانطلاق في الهواء الطلق، ومن المرجح أن يجدوا أنفسهم في موقف يتطلب عقد عقدة رباط الحذاء بصورة صحيحة.
والآن في عالم اليوم؛ حيث تعد العلاقات الشخصية ووسائل التواصل الاجتماعي عملتي العالم، يصبح فريقك بمثابة المحرك التسويقي الأعظم لديك، والروابط الاجتماعية لموظفيك تتجاوز الروابط الاجتماعية لشركتك، وهؤلاء الموظفون في وضع مثالي لصنع الوعي التسويقي بمنصة Youtility المفيدة.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
5 أسباب تجعل مندوبي المبيعات بحاجة إلى وسائل التواصل الاجتماعي
التسويق عبر “تيك توك”.. خطوات عملية للشركات
وسائل التواصل الاجتماعي.. بوابة سحرية لجذب المستهلكين