ليس كافيًا أن تمتلك فكرة رائدة، ولا حتى أن تحولها إلى مشروع، وإنما أن تديره بشكل فاعل ومؤثر؛ كي يضمن لك تحقيق الأهداف المنشودة من ورائه، والسؤال الآن هو: كيف تدير مشروعك بنجاح؟ إذ إن مجرد الإدارة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تكون إدارة تعزف على لحن الأهداف، وتقودك إلى الطريق الذي يوصلك إلى تحقيق هذه الأهداف.
فإنما وُجد المشروع لتلبية بعض الأهداف، وإشباع بعض الاحتياجات، سواءً كانت احتياجات المالك أو العميل، وفي كل مرة نسأل: كيف تدير مشروعك بنجاح؟ فإنما نسأل عن الكيفية التي يمكن من خلالها تلبية هذه الاحتياجات، أي تحقيق الربح للمالك، وتلبية احتياجات العميل وإشباع رغباته.
اقرأ أيضًا: مراحل تطور المشروع الصغير
متطلبات إدارة المشروع
تتطلب الإدارة الناجحة لأي مشروع توافر خبرات ومهارات في مدير المشروع؛ كي يحقق المشروع أهدافه المرجوة؛ وذلك من خلال تثبيت مكانة الشركة في السوق، ورفع نسب مبيعاتها؛ وبالتالي تحقيق الأرباح المستهدفة.
يُفهم من هذا أن مدير المشروع هو رأس الحربة ونقطة الانطلاق؛ فإذا أردنا الإجابة عن السؤال: كيف تدير مشروعك بنجاح؟ فلنجعل من مدير المشروع هو النقطة التي ننطلق منها؛ فلو لم يكن على القدر المطلوب من الخبرة والمهارة، والإلمام بأهمية المشروع وجدواه، فلن يحقق المشروع نجاحًا يُذكر وسيكون معرضًا لخطر الزوال.
وتُعد إدارة المشروع عملية حيوية ونشطة، تستفيد من المصادر المناسبة للمؤسسة بطريقة منظمة ومنضبطة؛ لتحقيق أهداف محددة بوضوح، تمثّل ضروريات استراتيجية.
اقرأ أيضًا: المشروع الناشئ.. تعريفه وخصائصه
التغيير طريق النجاح
وتركز إدارة المشروع على الأهداف، والتغيير؛ لإيجاد ما نحتاج إليه، واستخدام المعارف والمهارات، وتوفير بيئة عمل فاعلة، وصناعة هوية مشتركة للفريق، والتركيز على الأداء، ومحاولة تحسينه باستمرار.
ويجب أن يكون التغيير في بيئة العمل مضبوطًا ومحكومًا باستراتيجية تخطيط عامة تحكم المؤسسة ككل؛ لأن التغييرات العشوائية تؤدي إلى نتائج كارثية، قد تطيح بالمشروع.
ولن تستطيع _كرائد أعمال_ إدارة التغيرات التي تطرأ على عملك بشكل مستمر، إلا إذا كان لديك رؤية واضحة لما تريد أن يكون عليه مشروعك مستقبلًا، مع وضع خطة واضحة للتسويق والمبيعات، تؤهلك لتحقيق أهدافك القريبة والبعيدة، على حد سواء.
اقرأ أيضًا: استدامة المشاريع الصغيرة.. نمط اقتصادي بديل
ولكي يحقق رائد الأعمال النجاح المأمول، فإنه يحتاج إلى فريق عمل مؤهل ومدرب تدريبًا جيدًا؛ ليساعده في تنفيذ خططه وأهدافه؛ إذ ليس من المنطقي أن يفعل كل شيء بمفرده، فضلًا عن افتقاده كثيرًا من المهارات التي يقدمها له فريق العمل.
فلئن كان مدير المشروع هو رأس الحربة، فإن بقية أفراد فريق العمل هم عماد المشروع، ومن دونهم لن يُنجز شيء أصلًا.
تغيير عادات العمل
يتوقف نجاح إدارة المشروع على تغيير رائد الأعمال عادات أعضاء فريقه، وعادات العمل بشكل عام، فقليل من الأشخاص هم الذين يحبون التغيير، لكن هذه الصعوبة ستزول باعتياد الموظفين على الطريقة الجديدة؛ إذ ليست العادات القديمة سوى طريقة جديدة تم التعود عليها.
اقرأ أيضًا: التوظيف في المنشآت الصغيرة.. كيف السبيل؟
وليس المشروع كفكرة وممارسة عملًا روتينًا، كما قد يتصور البعض، بل هو نتاج فكرة مبتكرة استحدثها رائد الأعمال؛ ومن ثم فإن إنجاحها يتطلب نوعًا من الإبداع ومجاوزة المألوف، وتخطي روتين العمل اليومي.
وعندما تقرر الشركة تنفيذ مشروع ما، فأمامها خياران:
1- انتداب موظفين من أقسام أخرى للعمل فيه، شريطة تمتعهم بمرونة هائلة، وأداء مهام متعددة في وقت واحد، وإنجاز ما يُطلب منهم في الوقت المحدد.
2- تعين موظفين آخرين بعقود تنتهي بانتهاء المشروع؛ ما يعني البعد عن الروتين وتحجر الأفكار.
اقرأ أيضًا: العائد من المشروع.. قف وتأمل النتائج
وعلى كل حال، فإذا أردت أن تعرف كيف تدير مشروعك بنجاح، فضع في اعتبارك كل ما فات، وكن على علم بأن المشروع فكرة فريدة، لها غرض محدد؛ إما تغيير أمر قائم، أو جلب نفع محتمل، ينهض به فريق عمل ماهر، ويكون مقيدًا بوقت وتكلفة وأشخاص محددين؛ ما يتطلب من رائد الأعمال أن يكون منفحتًا على أفكار الآخرين، منصتًا إليهم، فلعل من بين ما يقولونه فكرة مشروع تجلب له ملايين الدولارات!
اقرأ أيضًا:
الأسئلة الخمسة قبل بداية المشروع
فشل المشاريع الناشئة.. كيف تنجو؟
10 نصائح قبل ممارسة العمل الحر