في عالم شركات التكنولوجيا كشركة “جوجل”، تحتاج إلى إرضاء رئيسك في العمل. إنها مجرد حقيقة من حقائق الحياة، ويمكن القول إن أفضل طريقة للقيام بذلك هي التركيز على أهم أولوياتهم؛ فلا بد أن تسأل نفسك: “ماذا يريدون؟ ما الذي يمكنني تقديمه لهم؟”
فقد أوضحت تمارا بوس؛ باحثة في “جوجل” بعض الإجابات على هذه الأسئلة لمسؤول التسويق؛ حيث تعمل ضمن فريق رؤى السوق، والتي تهتم بالتركيز على فهم عقلية المسوقين الذين يعملون في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وقد اشتركت Google مؤخرًا مع شركة MTM، وهي شركة استشارية متخصصة في مجال الإستراتيجيات والأبحاث؛ لتطلب من مئات المتخصصين في التسويق في المملكة المتحدة مشاركة أولوياتهم الرئيسة للأشهر الـ12 القادمة.
وأفادت نتيجة الاستطلاع – الذي تم الانتهاء منه في صيف 2024 – عن أولويات التسويق والإعلان الرئيسة بين الرؤساء الكبار، والتي تشمل جميع صانعي القرار الرئيسين الذين يعملون تحت منصب مدير التسويق. والتي تتلخص في الآتي:
التفكير طويل الأجل أم التفكير قصير الأجل
كان من المنعش أن نرى أن رؤساء التسويق يقولون إنهم يركزون على الأهداف طويلة المدى في الوقت الحالي؛ مثل زيادة الوعي بالعلامة التجارية وفهمها، تحسين العائد على الاستثمار التسويقي. إضافة إلى تحسين تخصيص موارد التسويق
تعزيز قيمة العلامة التجارية. كما يركز قادة التسويق هؤلاء كثيرًا على العمل الإستراتيجي طويل الأجل من أجل تحقيق نمو مستدام للأعمال.
وقد أعطى المشاركون في الاستطلاع الأولوية لهذه المجالات قبل مجالات أخرى؛ مثل خفض الإنفاق التسويقي وتحسين هوامش الربح وزيادة المبيعات.
وقد جادل مارك ريتسون؛ أستاذ التسويق بأن التفكير قصير الأجل قد ميز قرارات التسويق في السنوات الأخيرة. حيث يشير هذا الاستطلاع إلى أن المد والجزر آخذ في التحول.
ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأولويات تباينت قليلًا بين المتخصصين في التسويق مع اختلاف مستويات الأقدمية.
من ناحية أخرى، كان كبار المسوقين الذين لديهم الكلمة الفصل في الميزانيات أكثر تركيزًا على بناء الوعي بالعلامة التجارية.
عمليًا، قال نصف هؤلاء الأفراد إن هذا الأمر كان أولوية رئيسة بالنسبة لهم، وقد برز هذا الأمر عن جميع الأهداف الأخرى. بينما كان تركيز نظرائهم في التسويق، الذين لديهم مسؤوليات “يومية” أكثر، أكبر على تحسين العائدات على الاستثمار التسويقي وتحسين تجربة العملاء.
وجهات نظر مديرين التسويق في جوجل
من المثير للاهتمام أنني أجريت مقابلات مع مديري التسويق في العام الماضي إلى جانب بعض زملائي الباحثين. حيث كشفت هذه المناقشات عن أن رؤساء التسويق يركزون بصورة متزايدة على تبني الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحقيق الأولويات الرئيسية لمجالس إدارتهم.
وقد أوضح زميلي ماكسويل مينكلر قائلًا: “يحتاج مديرو التسويق إلى إثبات قيمة وظيفة التسويق لقيادة مؤسساتهم”.
كما يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحقيق النمو والقياس الأفضل وزيادة الكفاءة، وهي أمور تميل مجالس الإدارة إلى الاستجابة لها.
لذلك، ستجد أن الحاجة إلى تطوير إستراتيجية واضحة للذكاء الاصطناعي تأتي على رأس جداول أعمال العديد من مديري التسويق.
مشاركة الأهداف
هل هناك عدم توافق بين المسوقين؟ هل يجب أن يكون هذا مدعاة للقلق؟
قال مديري؛ جوني بروثيرو، الذي يعمل في لندن ويقود فريقًا من باحثي Google في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “ليس بالضرورة.. من الطبيعي أن يكون للأدوار المختلفة أولويات مختلفة قليلًا.
وأضاف: “عندما تسير الأمور على ما يرام، يجب أن يكون لدى قادة التسويق مساحة للتركيز على الأهداف الاستراتيجية طويلة الأجل، بينما يركز من يتخذون القرارات “على أرض الواقع” على تحقيق المزيد من مؤشرات الأداء الرئيسية الفورية من حملتهم الأخيرة”.
وباختصار، يمكن أن يكون لكل شخص أولويات مختلفة، لكن الأمر كله يتعلق بالعمل معًا لتحقيق هدف مشترك؛ فبالنسبة للمسوقين على جميع المستويات؛ حيث إن بعض الطرق لضمان عمل فريقك معا لتحقيق النجاح. والتي تتلخص في النقاط الآتية:
- عبر بوضوح عن كيفية تغذية أولوياتك لأولويات الآخرين.
- إنشاء لغة مشتركة وإطار قياس مشترك لتتبع التقدم المحرز نحو الأهداف قصيرة الأجل وطويلة الأجل.
- حافظ على خطوط اتصال مفتوحة للتأكد من أن الجميع على نفس الصفحة ويمكنهم التكيف مع الظروف المتغيرة.
- إدراك أن تحقيق الأهداف اليومية والقصيرة الأجل لا ينبغي أن يكون على حساب الأهداف طويلة الأجل.
المقال الأصلي: من هنـا