يختبر دانيال جولمان؛ مؤلف كتاب Ecological Intelligence، حجة قوية حول الذكاء البيئي وعلاقة ذلك بعالم الأعمال، لا سيما أن التأثيرات البيئية تلعب دورًا محوريًا في عالم اليوم، ومن ثم لا محيد عن وضع الأمر على طاولة النقاش والنظر.
يركز الكتاب على موضوعات قريبة من مجال معرفتنا، وفي الوقت نفسه يقدم معلومات حول القضية العالمية التي تهدد الكوكب وهي “التلوث البيئي”.
في العصر الرقمي تسيطر التكنولوجيا على العالم، كما تنتج الشركات التي تستخدم الآلات المتطورة وفرة من العناصر والسلع الفاخرة ولكن على حساب تلوث البيئة وصحة الإنسان. نحن نهمل نداء الطبيعة وندفع ثمن هذا السلوك الجاهل. ذاك هو الخيط الناظم في كتاب Ecological Intelligence.
محاور كتاب Ecological Intelligence
ونوضح في «رواد الأعمال» أهم محاور وثيمات كتاب Ecological Intelligence، وذلك على النحو التالي..
إهلاك الكوكب وإنقاذه
الكوكب يحتض كل الوسائل التي تؤدي إلى هلاكه مع الأسف، فلا تنخدع بفكرة أن العالم يقدم منتجات أو خيارات مقبولة بيئيًا. ومن أجل تلبية احتياجاتنا نحتاج إلى شراء هذه السلع الخطرة. لكن تلك الفكرة يرفضها مؤلف كتاب Ecological Intelligence جملة وتفصيلًا.
أولاً وقبل كل شيء يبدأ كل تحول من الداخل؛ أي من الأفراد أنفسهم، ولكن السيناريو الأسوأ يتكشف حاليًا؛ إذ ثمة من يقول كيف يمكنني التأثير في العالم؟
إذا كانت الحرية هي ما ترغب فيه، وتريد العيش في بيئة صحية غير ضارة، فعليك أن تساهم في الحفاظ على الطبيعة الأم؛ لأنه لا يجب أن تؤدي حريتك إلى إكراه الآخرين على ما تريد.
وفقًا لتوقعات “جولمان” إذا بدأ السكان في استخدام المنتجات البيئية، وأصبحنا مستهلكين واعين بالبيئة، فسيؤدي ذلك تلقائيًا إلى إحداث تغيير وزيادة عمر الكوكب وإنقاذه.
اقرأ أيضًا: قواعد المسؤولية الاجتماعية للشركات.. إطار مرجعي لممارسات جمة
هل الربح هو الحاكم؟
من الواضح أن الشركات لن تتماشى مع فكرة المسؤولية الاجتماعية أو البيئية ببساطة؛ لأنها تخشى أن تأتي هذه الممارسات على حساب أرباحها. ومع ذلك فإن هذا ادعاء خاطئ تمامًا؛ لأن مؤلف كتاب Ecological Intelligence يعتقد أن هذه التغييرات لن تؤدي فقط إلى استقرار الاقتصاد ولكن ستعزز أرباح الشركات أيضًا.
لا يتفق الكثير من المتشككين مع هذا البيان النبيل لأسباب جمة لا مجال لنقاشها هنا، ولكن يجب أن نتمسك بأن لدينا كوكبًا واحدًا فقط، إنه وطننا المتواضع وحمايته ضرورة لازمة.
من أجل حماية المجتمع ورفاهية الجميع سيكون من المفيد معرفة كيفية تأثير منتجات وتقنيات معينة في “المحيط الحيوي” و”المحيط الجغرافي” و”المحيط الاجتماعي”، هكذا ينادي مؤلف كتاب Ecological Intelligence.
فعندما يثير الذكاء تحولًا داخليًا يؤدي إلى بيئة صحية لن يكون أمام الشركة خيار آخر سوى اتباع خطوات المستهلكين. لا يشير الذكاء البيئي إلى التلوث فقط كما قد يفترض المرء، فهناك المئات إن لم يكن الآلاف من الطرق التي نؤذي بها أنفسنا ومن نحبهم؛ من خلال العيش دون الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
تشير الأبحاث والاكتشافات المكثفة إلى أن العديد من العملاء أو الأفراد على استعداد لدفع سعر أعلى لمنتج معين إذا كانوا متأكدين من أن الإنتاج مستمر بشكل أخلاقي.
فيما يتعلق بالشركات فإن بناء الذكاء البيئي أصعب قليلًا. ومع ذلك يقدم دانيال جولمان؛ مؤلف كتاب Ecological Intelligence، تقنيات للشركات ويتوقع أنها ستطبق هذه الاستراتيجيات في المستقبل القريب لتحقيق الأرباح مع تحمل المسؤولية الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: مجالات المسؤولية الاجتماعية.. منهج جديد للتصنيف
حوكمة ومراقبة الشركات
لا يهتم جزء كبير من الناس على الإطلاق بكيفية صنع منتجاتهم المفضلة، إنهم يريدونها فحسب، بشكل عام الشركات موجهة للربح أكثر من اللازم، ونحن بحاجة إلى مسؤولين حكوميين لتنظيم هذه الإمبراطوريات التجارية.
بل ينادي مؤلف كتاب Ecological Intelligence بعدم الخوف من المضي قدمًا في الضغط على الشركات؛ فبمجرد الغوص في التشديد على أهمية الذكاء البيئي من المرجح أن يفضل الناس أنواعًا مختلفة من المنتجات، ويؤكد المؤلف أن هذا السلوك المسؤول يحدث نتيجة للوعي المتزايد الذي يمكّنك من النمو والحفاظ على البيئة والمجتمع.
اقرأ أيضًا:
الحوكمة البيئية.. التعريف والمبادئ العامة
تنافسية الشركة.. عناصرها وتأثرها بالمسؤولية الاجتماعية
سمعة الشركات.. الباب الخلفي لنجاح رواد الأعمال
البيئة النظيفة وحدود المسؤولية الاجتماعية
المأمول من المسؤولية الاجتماعية.. رد على كوارث عولمية