إننا لا نصل إلى فريق العمل المتناغم دفعة واحدة، وليست هناك عصا سحرية تؤدي بنا إلى هذه الغاية، وإنما لا بد من خطط واستراتيجيات؛ بمعنى أن هذا الفريق المتناغم نتيجة وليس معطى مسبقًا، ولا نأتي إلى أماكن العمل نجد أشخاصًا متناغمين مع بعضهم.
ولكن الرغبة في الوصول إلى فريق العمل المتناغم تستلزم الكثير من الجهد والكدح؛ كيما نجعل من التعاون سمة أساسية، وكي نحول زملاء العمل كما لو كانوا عازفين في أوركسترا كبيرة.
سعادة وإنتاجية
لكن ما الذي يحملنا على السعي الدؤوب للوصول إلى فريق العمل المتناغم؟ الحق أن هذه الغاية تؤدي مباشرة إلى نتيجتين أساسيتين هما: السعادة والإنتاجية، وهل هناك من نتيجتين في أي مؤسسة أهم من هاتين؟!
فمن شأن فريق العمل المتناغم أن يكون أكثر قدرة على العمل الدؤوب، والمبدع، واللافت أن ذلك سوف يتم من دون الشعور بتعب أو ملل، وعلى الرغم من أن كل زميل يعمل في مهمة مستقلة بذاتها إلا أن الجميع، يعزف، في النهاية، لحنًا واحدًا؛ وهو الأمر الذي يعود بالنفع على المؤسسة ككل.
وطالما أن فريق العمل المتناغم سيكون سعيدًا، وأن السعادة تعم جميع أعضائه، فمن المنطقي أن يؤثر ذلك إيجابيًا في معدلات إنتاجية الجميع؛ فالكل يعمل، والكل يدرك ما هو مطلوب منه بالضبط، وأثر ما يقوم به على المستوى الفردي في الشركة أو في السياق العام، كما يدرك كل فرد في فريق العمل المتناغم كيفية تناغم عمله الفردي مع عمل بقية زملائه.
اقرأ أيضًا: 7 طرق لتوفير بيئة عمل إيجابية
الطريق إلى فريق العمل المتناغم؟
والآن كيف يمكن أن نصل إلى فريق العمل المتناغم؟ ذاك ما يحاول «رواد الأعمال» الإجابة عنه على النحو التالي..
-
الشكر
أول خطوة على طريق الوصول إلى فريق العمل المتناغم أن تشكر الناس (أعضاء فريقك) خاصة إذا كنت مديرًا أو قائد فريق، فالناس يعملون بجد ويفخرون بإنجازاتهم إذا قلت لهم شكرًا، لكن يمكن أن يشعروا بالتجاهل جراء غياب هذه الكلمة.
لكن لا تقل شكرًا على المهام الكبيرة فحسب، وإنما قل شكرًا حتى على المهام الصغيرة التي ينجزونها، بل حتى على التصرفات والسلوكيات الاجتماعية المحببة والمهذبة، كأن يفتح لك أحد بابًا أو يدعوك لتناول فنجان قهوة معه وقت راحته.
اقرأ أيضًا: كيفية الحفاظ على الود بين الزملاء؟
-
لاحظ الأشياء الصغيرة
لعله من المعروف أنه إذا كان هناك زميل عمل أو موظف مجتهد في وظيفته فسوف يبذل قصارى جهده لإضافة المزيد إلى التزامه، والقيام بالعديد من المهام بما فيها حتى تلك المهام الخارجة عن إرادته.
فقد تجد الواحد منهم يتولى مهمة إضافية، أو يتأخر للمساعدة في مشروع غير مكتمل، أو قد يقوم البعض منهم بأشياء دقيقة، مثل تنظيف منطقة المطبخ أو تحرير مستند الشركة الذي لاحظوا فيه وجود أخطاء.
وإذا أردت صنع فريق العمل المتناغم فأولى بك أن تلاحظ مثل هذه الأمور الصغيرة، وأن تشكر القائمين بها؛ فمن شأن هذا أن يبني السعادة والانسجام في المكتب، وكلما زدت في شكرك زاد تحفيز زملائك في العمل لمواصلة البحث عن طرق لتحسين الأعمال.
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع الموظف الجيد؟.. استراتيجية نجاح الشركات
-
الثرثرة والنميمة
ومن البديهي أنه لا مجال لوجود فريق العمل المتناغم في ظل وجودة حالة من الثرثرة والنميمة في مكان العمل، صحيح أن الأمر قد يبدو مسليًا في البداية، لكنه يفت في بنية ثقة الفريق في بعضه، وسيجعل من الناس مادة للحديث والسخرية.
فإذا أردت الوصول إلى فريق العمل المتناغم المنشود ذاك فينبغي عليك أن تضع “سياسة عدم القيل والقال” وفرضها على الجميع.
ليس هذا فحسب إنما قم بتوسيع سياسة عدم القيل والقال هذه للأحداث خارج المكتب أيضًا؛ فلا يجب أن يتحدث أحد عن أحد لا داخل المكتب ولا خارجه.
-
سياسة الباب المفتوح
يسير فريق العمل المتناغم جنبًا إلى جنب مع سياسة الباب المفتوح؛ فمن شأن هذه السياسة أن تصنع بيئة مفتوحة للنقاش؛ من خلال إنشاء نظام عنوانه “تعال إلي في أي وقت”.
وعلى المدير إن رام تكوين فريق العمل المتناغم أن يكون منفتحًا على الاقتراحات أو الشكاوى أو المناقشات دون قولبة، أو إصدار إحكام على الناس.
وهذه السياسة _إن تم اتباعها_ ستصنع حالة من الثراء لدى المدير؛ فلأن الأشخاص يأتون من خلفيات وخبرات مختلفة فلكل شخص طريقته الخاصة في النظر إلى الأشياء، ومن خلال الاستماع يمكنك (كمدير) فهم ما يراه الآخرون من وجهة نظرهم بدلًا من وجهة نظرك.
وعندما يشعر الناس بالانفتاح في الحديث يمكنك التخلص من المشكلات في مهدها قبل أن تتصاعد إلى عقبات حقيقية أو اكتشاف فرص كبيرة ربما لم تلاحظها من قبل.
اقرأ أيضًا:
جمع بيانات الموظفين.. من الأخلاقية إلى الاستفادة المهنية
جذب المواهب.. معركة لا بد من خوضها
استطلاع: 51% من موظفي السعودية أكدوا زيادة المهام منذ التحوّل إلى العمل عن بُعد
رهاب العمل الجديد.. أسبابه وطرق التخلص منه
أهم 10 نصائح في عملية توظيف المناصب العليا