يبدو مخالفًا للمنطق والحقيقة دمج الفرنشايز وامتياز توزيع المنتجات تحت مظلة واحدة، وحديثنا عن فرنشايز التوزيع Product distribution franchising لا يعني أننا نساوي بين هذين الطرفين؛ فلكل منهما هدف وطريقة عمل مستقلة عن الأخرى.
فالفرنشايز، كما هو معروف، يشترط تبعية الممنوح للمانح، كما أن مانح الفرنشايز هو المخول بوضع كل الأطر والمعايير التي سوف يعمل الممنوح وفقًا لها، والإخلال بها يعني الإضرار بالعلامة التجارية، ومن ثم خسارة لكلا الطرفين.
أما فيما يتعلق بتوزيع المنتجات _الذي نسميه مجازًا فرنشايز التوزيع_ فالموزعون مستقلون تمامًا عن المنتج الأساسي، بل قد تنتهي العلاقة بين المُنتِج والموزع بمجرد حصول هذا الأخير على المنتج المراد توزيعه.
اقرأ أيضًا: كورونا وانتشار الفرنشايز.. كيف أثرت الجائحة في الصناعة؟
فرنشايز التوزيع
نحن نفترض أن هناك نمطًا معينًا نسميه فرنشايز التوزيع، وهو ذاك الذي قد يعني وجود طرف أو حلقة وسيطة بين المنتج الأساسي والموزع، وربما يكون الشخص الذي يمثّل هذه الحلقة هو مانح الفرنشايز.
لكن الأمور لا تسير عادة وفق هذا التصور؛ حيث يتضمن توزيع المنتج السماح لطرف مستقل ببيع سلعة المنتِج الأساسي.
ولا يعمل موزعو المنتجات تحت الاسم التجاري الخاص بشركتك (وهنا مكمن الفرق بين ما نسميه فرنشايز التوزيع وبين الفرنشايز في صورته المألوفة) فهم يعملون تحت أسماء شركاتهم الخاصة.
إذًا لدى الموزعين شركات خاصة بهم، وبالتالي فهم لا يعملون تحت اسم علامة تجارية ما، كما أنهم لا يتلقون تعليمات وإرشادات من صاحب العلامة الأصلية أو من صاحب المنتج، ولكنهم يحصلون على المنتج ثم يتولون بيعه وتوزيعه بالطريقة التي تروق لهم.
وبناءً على ذلك فإن النجاح هنا فردي، وهذا بخلاف ما عليه الأمر في الفرنشايز؛ فهذا النموذح الذي تصالحنا على تسميته «فرنشايز التوزيع» ينهض على فكرة أساسية: صاحب المنتج الأصلي يحصل على ثمنه، وتنتهي علاقته بالموزع الذي قد يفشل أو ينجح، وبالتالي فإن النجاح هنا فردي؛ ونجاح طرف لا يعني نجاح الطرف الآخر، كما هي العلاقة بين مانح الفرنشايز وممنوحه.
ولك أن تتوقع أيضًا أن فكرة العمليات (البيعية والتوزيعية) لن تسير وفق مسار يحدده المنتج الأساسي، ولكن الأمر متروك للموزعين.
اقرأ أيضًا: إبراهيم الشميمري: أسست منش بيكري بمدخراتي.. وهدفي 70 فرعًا بالمملكة
الاستقلالية
لعله بات واضحًا الآن أن المنظور الذي نطرحه الآن والذي نسميه «فرنشايز التوزيع» يتخطى مشكلة أساسية، وأحد الاعتراضات المحورية التي توجه إلى نظام الامتياز التجاري هو ذلك المتعلق بتسلط المانحين، وعدم وجود المساحة الكافية من الحرية بالنسبة للممنوح.
غير أن فرنشايز التوزيع _لو وافقتنا على هذه التسمية_ يضمن للموزعين الحرية الكاملة في العمل، وفي اختيار الطريقة المناسبة لتوزيع المنتج وإيصاله إلى المستهلك النهائي أو حتى تجار التجزئة.
فالموزعون يتولون شراء السلع وتخزينها في أماكن التخزين الخاصة بهم، ثم إعادة بيعها إلى تجار التجزئة أو مباشرة إلى المستهلكين. وعادة ما يكونون غير ملزمين بفعل أي شيء بخلاف الحفاظ على المخزون والوصول إلى الحد الأدنى من مستويات دوران المنتج أو إرجاعه.
وغالبًا ما تُستخدم طريقة امتياز توزيع المنتجات أو ما نسميه «فرنشايز التوزيع» مع المنتجات الأكبر، مثل السيارات وخلافه.
وهناك العديد من العلامات التجارية الكبرى التي تستخدم هذا المفهوم (فرنشايز التوزيع) من أشهرها: Coca-Cola وFord Company.
اقرأ أيضًا: الأغذية والمشروبات.. والعالم الرقمي (1/2)
التوسع
الهدف الذي يسعى إليه طرفا فرنشايز التوزيع هو الوصول إلى أكبر معدل من التوزيع، وهذا هدف كبير وعام، ولا يهم الطرق التي يمكن اتباعها من أجل تحقيقه.
لكن هناك مسألة أخرى قد تجمع بين الفرنشايز، في شكله العادي، وبين فرنشايز التوزيع كما نطرحه، وهي أن كل واحد منهما يساعد في التوسع، ولا يمكن أن نجزم، هكذا من دون وقائع معينة ومعرفة طبيعة كل عمل، بأن هذا المسار أنسب من غيره أو أكثر فائدة للتوسع، لكن المؤكد أن كلًا منهما يعمل على ذلك (التوسع) لكن العبرة بنوعية العمل ذاته وطبيعته.
اقرأ أيضًا:
مزايا لمانح الفرنشايز.. إيجابيات نظام الامتياز
المعرض الدولي للاستثمار والامتياز التجاري.. فرص واعدة
مميزات فرنشايز المطاعم.. مغامرة محسوبة العواقب