تُعرّف صناديق الاستثمار بأنها أوعية استثمارية تجمع رؤوس أموال مجموعة من المستثمرين وتديرها وفقًا لاستراتيجية وأهداف استثمارية محددة يضعها مدير الصندوق؛ لتحقيق مزايا استثمارية لا يمكن للمستثمر الفرد تحقيقها بشكل منفرد في ظلّ محدودية موارده المتاحة.
ووفقًا لهذا التعريف يشتمل الصندوق الاستثماري على مجموعة من الأوراق المالية تُختار وفقًا لأسس ومعايير محددة تحقق أهداف الصندوق الاستثمارية، علاوة على تحقيق فائدة التنوع للمستثمر بالصندوق التي تؤدي إلى خفض مستوى المخاطر الإجمالية للاستثمار. وتتجنب استثمارات الصناديق القيود التي تقع عادةً على استثمارات الأفراد، فيتحقق لها مزيد من القدرة على التنويع، وانخفاض في تكاليف بيع وشراء الأسهم.
وتتكوَّن أرباح الصناديق الاستثمارية عادةً من الأرباح الرأسمالية؛ أي الأرباح الناتجة عن تحسن أو تغير أسعار الأوراق المالية المستثمر بها إضافة إلى أرباح التوزيعات، إن وجدت، للأوراق المالية.
وقد يتعرض الصندوق للخسارة وذلك في حالة انخفاض قيمة الأوراق المالية المكونة لأصول الصندوق.
اقرأ أيضًا: ظافر الفهاد: مشاريع هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بمنطقة جازان تتواءم مع رؤية 2030
أنواع صناديق الاستثمار
عند تأسيس أيّ صندوق يحدد مدير الصندوق هيكلة رأس مال الصندوق؛ أي المبالغ التي سيتولى الصندوق جمعها واستثمارها. والصناديق ذات النهاية المفتوحة هي صناديق استثمارية مرنة.
وذلك يعني أن رأس المال المستثمر فقد يزيد أو ينخفض متأثرًا بعدد الوحدات المُصدرة التي تمثل نسبة مساهمة المستثمرين في الصندوق ويمكن استعادة المستثمر لقيمة استثماره فيها متى ما أراد، وهذا النوع هو الأكثر شيوعًا في الأسواق المالية ومنها المملكة.
أما الصناديق ذات النهاية المغلقة فتتسم بثبات رأس المال المستثمر، فعدد وحداتها ثابت ولا يتغير وطريقة التخارج من الصندوق لا تكون عن طريق استرداد الوحدات بل عن طريق بيع الوحدات لمستثمر آخر، أو بانتهاء مدة الصندوق.
ومع تسارع وتيرة ظهور الابتكارات المالية في نهاية الثمانينيات، وتحديدًا في عام 1989م، ظهرت لأول مرة صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) التي تجمع بين مرونة الصناديق مفتوحة النهاية من حيث رأس المال والسيولة العالية التي تتسم بها الصناديق ذات النهاية المغلقة.
وظهرت هذه الصناديق من خلال الأسواق الكندية ثم تبعتها الأسواق الأمريكية في عام 1993 م، ومنذ ذلك الوقت بدأت تنمو بوتيرة سريعة.
اقرأ أيضًا: خبراء لـ “رواد الأعمال”: إطلاق “داون تاون السعودية” يوفر العديد من الفرص الاسثتمارية
قد تصنف صناديق الاستثمار بحسب مجالات الاستثمار التي تتبعها لتحقيق أهدافها، وذلك على النحو التالي:
-
صناديق سوق النقد
هي صناديق تَستثَمر في سوق النقد، وتَتَسم بسيولتها العالية، وقصر آجالها الاستثمارية، وانخفاض درجة مخاطرها مقارنةً بأنواع الصناديق الأخرى، ويترتب على ذلك انخفاض عوائدها نسبيًا. وعلى الرغم من تصنيف صناديق سوق النقد بشكل عام منخفضة المخاطر لا تُعدّ هذه الصناديق خاليةً من المخاطر؛ وذلك أنّ المبلغ المستثمر قد ينخفض أو يتذبذب بشكل كبير بسبب عدة عوامل.
-
صناديق أدوات الدين ذات الدخل الثابت
هي صناديق تستثمر في أدوات الدين مثل: الصكوك والسندات وغيرها التي تُصدرها الشركات والجهات الحكومية وشبه الحكومية، أو أيّ جهة أخرى يحق لها إصدار أيّ نوع من أدوات الدين.
وتتأثر أسعار أدوات الدين من صكوك وسندات بعوامل خطر متعددة، منها على سبيل المثال لا الحصر: معدل الفائدة، وتصنيف السند من شركات التصنيف، ومخاطر توقف الدفعات الدورية.
-
صناديق الأسهم
هي صناديق تستثمر بصفة رئيسة في أسهم الشركات سواءً كانت محلية أو دولية أو إقليمية. ويندرج ضمن صناديق الأسهم العديد من الأنواع بحسب أهداف الصندوق وفقًا لما يلي:
-
صناديق الدخل
تسعى إلى الحصول على دخل عن طريق الاستثمار بصورة أساسية في أسهم الشركات التي لها سجلّ متميز من عائدات التوزيعات.
- صناديق أسهم النمو
تبحث عن تنمية رأس مالها عن طريق الاستثمار في الشركات المتوقع أن ترتفع قيمتها السوقية؛ بحيث يعتمد الصندوق في أدائه اعتمادًا رئيسيًا على تحقق الأرباح الرأس مالية، ولا يُعدّ دخل التوزيعات عاملًا مهمًا.
اقرأ أيضًا: وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.. تاريخ من الإنجازات
الأهمية والمزايا
ويوضح «رواد الأعمال» بعض مزايا صناديق الاستثمار وذلك على النحو التالي..
-
الإدارة المتخصصة
إنّ الميزة الأساسية للاستثمار في الصندوق هي الاستفادة من خبرة ومعرفة مدير الصندوق في اتخاذ أفضل القرارات الاستثمارية.
ويستوجب الاستثمار المُباشر في الأوراق المالية: التحليل والدراسة والإلمام بمُحدِّدات الربح والخسارة والمخاطر المرتبطة بالأوراق المالية، ولا تتوافر هذه المهارات إلا لدى شريحة محدودة من المستثمرين.
لذا تمنح صناديق الاستثمار المستثمرين غير الملمين بمهارات التحليل المالي فرصة الاستفادة من معرفة ومهنية المختصين بالاستثمار في إدارة الأوراق المالية، وتتسم طبيعة عمل مديري الاستثمار بتفرغهم التام لمتابعة تطورات السوق والاقتصاد لحظة بلحظة وبراعتهم في فهم المعطيات واستنتاج العواقب.
-
تنويع الاستثمارات وتقليل المخاطر
الاستثمار في الصناديق يتيح للمستثمر الفرد إمكانية تنويع استثماراته بتكلفة أقل نسبيًا من الاستثمار والتنويع المباشر؛ ما يعطيه فرصة أكبر لتقليل مخاطر الاستثمار نتيجة تنوع الأوراق المالية التي يمتلكها الصندوق.
وتتيح صناديق الاستثمار للمستثمرين إمكانية تنويع وتوزيع الاستثمارات بطريقة منهجية عبر نطاق أوسع من الأصول والمناطق الجغرافية والصناعات؛ للتقليل من مخاطر تركز الأصول والاستفادة من تباين عوائدها.
اقرأ أيضًا:
صندوق تنمية الموارد البشرية.. الأهداف والبرامج
تحدي إنترنت الأشياء.. الأهداف والمجالات
بمناسبة اليوم الوطني 92.. المرأة السعودية مثالًا يحتذى به
استطلاع عالمي: 96% من الشباب السعودي يدعمون إصلاحات القطاع الخاص
القمة العالمية للذكاء الاصطناعي.. بناء اقتصاد المعرفة لخدمة كل الأجيال