ما تحقق من نقلة نوعية في مسيرة المرأة السعودية يعود إلى نقلة حضارية عامة يعيشها المجتمع السعودي
الإعداد الجيد والمدروس والمناسب لطبيعة المرأة يعتبر عنصراً حاسماً في نجاح أي مشروع
نسعي لتحسين وتطوير بيئة العمل المتاحة للمرأة السعودية بمنطقة الرياض
هناك جهات محددة يصبح وجودها ضروريا ومهما عندما تسود طفرة استثمارية أو تجارية في اقتصاد بعينه وتزداد أهمية هذه الجهات بالنظر لما تقدمه من دعم بصفة خاصة عند الحديث عن منشآت نسائية حديثة العهد بعالم الاستثمار والتجارة وتحتاج إلى أشكال مختلفة من الدعم أقلها الدعم الاستشاري والمعلوماتي.
فرع السيدات بغرقه الرياض التجارية يقوم بهذا الدور وربما يتعداه إذا لزم الأمر بقيادة الأميرة هيلة بنت محمد بن عبد الرحمن بن ناصر بن فرحان آل سعود، وقد أخذت على عاتقها تولي مسؤولية الوقوف على مشكلات ومعوقات القطاع الخاص بوجه عام وقضايا القطاع النسائي على وجه التحديد، لكن هناك الكثير من التساؤلات ظلت مطروحة وتحتاج إلى إجابات قدمتها الأميرة هيلة بكل وضوح وشفافية في حوارها التالي.
* بصفتك مدير القسم النسائي في غرفة الرياض التجارية، ما هي أهم قضايا ومشكلات المنشآت النسائية؟
– قد لا تختلف قضايا أو مشكلات المنشآت النسائية عن معظم قضايا القطاع الخاص باعتبار أن البيئة العامة واحدة، كما أن القرارات التي تصدر عادة تشمل قطاع الأعمال دون استثناء، بمعنى أنها لا تفرق بين رجال أو سيدات أعمال، لكنها قد تتفاوت بدرجة أو بأخرى بشأن آثار تلك القرارات على القطاعات، وقد تكون قضايا الاستقدام والسعودة مثلاً أحد أبرز القضايا التي تحتاج إلى نظرة أعمق من أصحاب القرار تجاه ما يخص بعض المشاريع النسائية مثل المشاغل.
والحديث عن مشكلات أو قضايا القطاع النسائي لا يعني أن القطاع أو الأنظمة لم تتحسن، على العكس فإن الكثير من إجراءات التحسين شهدتها المعاملات المتعلقة بالمرأة عموماً وسيدات الأعمال على وجه الخصوص، مثلا إلغاء شرط الوكيل في مجال ممارسة الأنشطة التجارية والصناعية، لا سيما مع القرارات والأنظمة والتشريعات الحديثة التي أسهمت في دفع عجلة تنمية النشاط الاقتصادي.
* هل لديكم إستراتيجية أو خطة محددة لمعالجة مشكلات المنشآت النسائية حتى تقوم بدورها كاملاً؟
غرفة الرياض تعنى بكل قضايا قطاع الأعمال، وهي مشغولة دائماً بالوقوف على أي معوقات تعترض طريق القطاع الخاص، وتسعى لمعالجتها بالتنسيق والتواصل الدائم مع الجهات المعنية، وقضايا القطاع النسائي تحظى بكل العناية من الغرفة وفي المقام الأول فرع السيدات الذي يحمل هموم القطاع بكل اهتمام فتلك هي وظيفته الأساسية، كما أن هناك العديد من اللجان القطاعية بالغرفة تضم عضوات سيدات يشاركن الرجال في طرح القضايا واقتراح الحلول.
ونحن في فرع السيدات نسعى لدعم منشآت سيدات الأعمال، وتزويد صاحباتهن بالبيانات والإحصاءات المتوافرة لدى مركز المعلومات بالفرع، حول الأنشطة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي تعينهن على اتخاذ القرار السليم بشأن المشاريع التي ينفذنها، وتزويدهن كذلك بتطورات الاقتصاد العالمي والإقليمي وتأثيرات ذلك على الاقتصاد الوطني.
كما يسعى الفرع إلى المساهمة في تحسين وتطوير بيئة العمل المتاحة للمرأة السعودية بمنطقة الرياض من الناحية النظامية والقانونية، من خلال التواصل مع جهات الاختصاص من أجل زيادة فاعلية أداء قطاع الأعمال النسوي، وقد حمل الفرع على عاتقه هموم سيدات الأعمال في منطقة الرياض، وسعى لطرح مشكلاتهن والعمل على نقل هذه المشكلات إلى أصحاب القرار والاختصاص للعمل على تذليلها، وأن يكون الفرع منبراً يعبرن من خلاله عن همومهن ومشكلاتهن، ويتبادلن عبره الرأي والفكر حول كل ما ينهض بقطاع سيدات الأعمال.
* هنالك العديد من النساء الراغبات للدخول في عالم الاستثمار والتجارة لكن لديهن مخاوف، ما هي رؤيتك لاجتذاب هؤلاء وإزالة مخاوفهن؟
نحن كفرع للسيدات نشجع سيدات الأعمال على الاستثمار الآمن، ونسعى لاستكشاف وإبراز المجالات الاستثمارية المناسبة لهن، غير أن هناك مجالات جيدة للاستثمار ولا تنطوي على مخاطرة مثل الاستثمار في سوق الأسهم والعقارات، لكن الأمر يتطلب دراسات استثمارية سليمة قبل اتخاذ قرار الاستثمار.
وفي تقديري أن سيدات الأعمال مطالبات بالبحث عن مشاريع تخرج عن التقليدية، ونتمنى أن نرى استثمارات نوعية تسهم في فتح مجالات أوسع لعمل المرأة في الكثير من القطاعات مثل الخدمات، واللوجستيات، والمجالات الصناعية والتقنية المناسبة، والمكاتب الاستشارية والسياحية والهندسية، والخدمات الطبية، وأعتقد أن أي مشروع استثماري يحتاج إلى دراسة جدوى جادة تدرس المشروع من كافة جوانبه، كما تمحص حال السوق.
وعلى صاحبات المشاريع الناشئة الجد والمثابرة، ومتابعة العمل، وتحصيل الخبرة الإدارية عن طريق الانخراط في الدورات التأهيلية والتدريبية والممارسة الشخصية، والسعي لمتابعة اتجاهات الاقتصاد والسوق المحلية، وأقول للراغبات في مزاولة نشاط استثماري جديد، إن الإعداد الجيد والمدروس والمناسب لطبيعة المرأة يعتبر عنصراً حاسماً في نجاح المشروع الذي يتم اختياره.
كما نأمل ألا تلجأ الأخوات إلى تقليد الغير أو البدء في النشاط من دون إتمام دراسة الجدوى اللازمة، وعلى سيدات الأعمال تدعيم خبراتهن ومعارفهن عن طريق تكثيف الدورات التدريبية لهن .. وعلى الجانب الحكومي والرسمي فلا بد من تخفيف الشروط والمتطلبات المتعلقة بإصدار تراخيص المشاريع الاستثمارية، وتذليل المعوقات النظامية والبيروقراطية أمام المستثمرات.
* هل أنتم راضون عن واقع المنشآت النسائية الحالي، أم أن لديكم طموحات أكبر لتفعيل وتنشيط هذا القطاع؟
بالتأكيد إن المنشآت النسائية حققت قفزات مهمة على خارطة الاستثمار، ولكن الطموح أكبر من ذلك حيث إن المملكة تتمتع باقتصاد قوي، والسوق السعودية تتميز بقوة شرائية عالية، والمناخ بشكل عام محفز لمزيد من النمو لهذا القطاع، لاسيما مع تراكم الخبرات النسائية في الاستثمار والأعمال.
ولا شك أن تطورا مهما طرأ على وضعية سيدات الأعمال السعوديات في السنوات الأخيرة، حيث حظين بكثير من التسهيلات والآليات التي تزيل جملة من العقبات التي كانت تشكل جداراً حاجزاً بينهن وبين النشاط الاستثماري، لكن المرأة السعودية أصبحت أكثر حرية الآن في اقتحام عالم التجارة والاستثمار عن ذي قبل، بيد أنها لا تزال تشكو من بطء الإجراءات وتعقيدات البيروقراطية أو عدم وضوحها في بعض الأحوال.
* ما هي أهم ملامح برامج الدعم التي تقدمها الغرفة للرائدات خاصة في مجالات المعلومات؟
– فرع السيدات بالغرفة يسعى بكل همة للعمل على دعم المشتركات من سيدات الأعمال، وهناك عناية خاصة بالمنشآت الناشئة، حيث تقدم سلسلة من الدورات والبرامج التدريبية بعنوان: “كيف تبدأ مشروعك الصغير”، كما يقدم استشارات فنية وإدارية وتسويقية لهن، وتوفر الغرفة الأدلة والبيانات والدراسات التي تعين على الإلمام بواقع الاستثمار، إضافة إلى ما سبق أن أشرت من إقامة العديد من الفعاليات والمحاضرات التي تستهدف دعم صاحبات هذه المنشآت من سيدات الأعمال، وإكسابهن الخبرات من خلال ما يقدمه الخبراء وذوي التجارب في تلك الفعاليات.
ومع إصرار سيدات الأعمال وبعد النجاحات التي حققنها فإنهن سوف يصلن بحول الله إلى ما يصبون إليه من تطلعات، خصوصاً أن القيادة السعودية حريصة على المشاركة الفاعلة للمرأة في مجالات التنمية الاقتصادية جنباً إلى جنب مع الرجل، وفي تقديري أن ما تحقق من نقلة نوعية في مسيرة المرأة السعودية يرجع في الأساس إلى نقلة حضارية عامة يعيشها المجتمع السعودي منذ عقود.
تعليقان
اهل خير وبركة
شكرا أستاذة أحلام على المشاركة