على الرغم من أننا نعيش تطورًا هائلاً في التكنولوجيا، والتي أصبح لها تأثير قوي وفعّال في نمط الحياة التي نعيشها، وأمسينا نعتمد عليها بشكلٍ كبيرٍ جدًا في جميع المجالات، حتى صار بإمكاننا الوصول إلى أي شيء نرغب في الحصول عليه من خلال ضغطة زر واحدة، إلا أن المبالغة في استخدام هذه التكنولوجيا، بالتأكيد سيكون لها تأثير سلبي في بعض جوانب حياتنا، كالصحة النفسية والجسدية والعلاقات الاجتماعية.
إذن، يُمكننا القول إن التكنولوجيا بكل أنواعها هي سلاح ذو حدين، فبقدر ما تحمله من جوانب إيجابية تعود بالفائدة على المجتمعات، فهي أيضًا تحمل جوانب سلبية قد تؤثر في نمط الحياة اليومي الذي يعيشه الإنسان، فهذا وذاك يتوقفان على طريقة الاستخدام، وهذا ما نتحدث عنه في السطور التالية.
التاثير السلبي لخدمة GPS
يعتمد الكثير من الأشخاص على خدمة GPS بشكل يومي، ويكثر استخدامه في الطرقات والوصول إلى الأمكان الصعبة، وتحديد بعض المناطق، ورغم أن هذه الخدمة سهلت الحياة على الكثير من الأشخاص، إلا أن الإفراط في استخدامها تؤثر سلبًا في الذاكرة.
وأثبتت بعض الدراسات، التي أجريت في جامعة McGill حول هذه التقنية، أنّ الإفراط في استخدام خدمة GPS لتحديد المواقع يُمكن أن يؤدى إلى مشاكل عديدة في الدماغ؛ من حيث عدم القدرة على التذكر بشكل فعال، وبالتالي سيكون سببًا من أسباب الإصابة بالخرف المبكر والضعف الإدراكي.
لذا، ينبغي عليك ألا تُفرط في استخدام هذه التقنية؛ لتجنب الإصابة بضعف الذاكرة في وقت مُبكر.
التكنولوجيا والتفكير الإبداعي
في ظل التطور التكنولوجيا الهائل، خاصة في الآونة الأخيرة، ظهرت تقنيات متطورة أحدثت ثورة معلوماتية كبيرة بمختلف المجالات، وعلى الرغم من أن هذا يُعد شيئًا إيجابيًا؛ لأنه ربما يُساعد في تنمية وتثيقف العقول البشرية، إلا أنه في المقابل ينتج عنه آثار سلبية قد تتسب في قلة التفكير والإبداع؛ لأنه ببساطة أصبح العقل البشري ليس بحاجة إلى بذل الجهود من أجل الحصول على ما يريده.
وفي هذا الشأن، أفادت دراسة أجريت في «جامعة إلينوي»، بأن الاعتماد على الموارد الوفيرة يؤدي إلى ضعف في الفكر وقلة الإبداع، فعندما تكون الموارد شحيحة ويجد الشخص صعوبة في الحصول عليها سيكون قادرًا على التفكير والإبداع.
الهواتف الذكية والنوم
من الأشياء المؤكدة، أننا نستخدم الهاتف الذكي بشكل مفرط، فالهاتف الذكي أصبح يشبه الرفيق الصغير الذي يلازمنا في كل مكان نذهب إليه حتى عند الذهاب إلى النوم، وهو ما يُشكل خطورة بالغة على صحتنا.
في نهاية العام الماضي، حذرت إدارة الصحة العامة في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية من أضرار خطيرة تنتج عن الرفيق الصغير «الهاتف الذكي»، وذلك في حالة الاستخدام بشكل مفرط، ما قد يتسبب في مشاكل صحية وربما الإصابة بأمراض خطيرة.
شبكات الإنترنت والعلاقات
لا يستطيع أحد منا إنكار أهمية شبكة الإنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، في حياتنا اليومية، فهي تُنجز لنا الكثير من المهام التي نحن بحاجة إليها، ولكن ما يغفل عنه البعض أنها أحدثت تأثيرًا سلبيًا في نمط الحياة اليومي لنا، خاصة على المستوى الاجتماعي والعلاقات، إذن؛ فشبكة الإنترنت بشكل عام سلاح ذو حدين، وبقدر ما لها جوانب إيجابية، فهي أيضًا لها آثار سلبية، فكلاهما يتوقف على طبيعة ونوعية استخدام الفرد لها.
إن التطور السريع الذي تشهده شبكة الإنترنت، وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، أدى إلى إصابة العلاقات الاجتماعية بحالة من الملل وأصبحت شبه راكدة، فهي تسببت في استبدال الزيارات والتجمعات العائلية في المناسبات والأعياد برسالة صغيرة، يرسلها الشخص إلى من يرغب عوضًا عن زيارته؛ لذا يُمكنا القول بأن تلك الرسائل أصبحت أشبه بتسجيل الحضور في حياة البعض.
اقرأ أيضًا: أدوات فعالة.. كيف يُمكن تطوير التطبيقات الإلكترونية؟