فكرة “تشكيل” انبثقت من قراءة العقد القانوني للفرد المبدع
لم أفشل في نيل رخصة المحاماة بل كان قرارًا سياديًا
كنت من أول 10 محاميات بالمملكة يحصلن على الرخصة
سأقدم خدمات قانونية في القضايا التجارية بلغات متعددة
اشتهرت بمساهماتها في دعم قضايا تمكين المرأة بالمملكة، من استشارات اجتماعية حقوقية، ومساهمات ثقافية، وسطّرت اسمها بحروف من نور في الحراك الاجتماعي..إنها سفانة دحلان تلك الشخصية التي تتصف بالقوة والجرأة والصراحة والطموح.
ركزت سفانة اهتماماتها على خدمة المجتمع السعودي؛ بنشر الوعي من خلال عملها بالمحاماة وكتاباتها الصحفية حول المرأة وسبل نيلها حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مع تثقيف رواد الأعمال قانونيًا من خلال مؤسستها “تشكيل”.
من هي سفانة دحلان في سطور؟
سفانة ربيع دحلان، محامية وسيدة أعمال، ابنة لوالدين شكلا طريقي في الحياة، وأم لبنتين. مهنتي الأساسية المحاماة، ورائدة في الأعمال الاجتماعية.
ماذا عن مشروعك” تشكيل”، وكيف بدأت الفكرة ؟
انبثقت فكرة “تشكيل” عندما كنت أقدم ورش عمل حول كيفية قراءة العقد القانوني للفرد المبدع. وأثناء ذلك، كانت إحدى صديقاتي في مجال الإبداع قد وقعت عقدًا مع إحدى الوكالات من دون أن تقرأه.
اكتشفت بعد ذلك، أن صديقتي قد باعت حقوقها الفكرية لهذا الوكيل لمدة خمس سنوات، من دون أن تعلم، فقررت من جانبي إيجاد طريقة لتثقيف الناس، لكن لم أكن أمتلك مالًا يكفي لتأسيس أي مشروع؛ إذ كان تأسيس شركة يتطلب 75 ألف ريال؛ الأمر الذي شكَّل عائقًا أمامي لبدء المشروع.
عجزك عن توفير المبلغ الكافي لتأسيس شركتك قادك لبيع التمور والقهوة في لبنان.. حدثينا عن رحلة الكفاح ؟
البحث عن التمويل كان بمثابة شرارة الانطلاق في عالم الأعمال. وبعد أن جمعت ٦٠٠٠ دولار، أخبرت صديقتي المحامية بشروعي في تأسيس شركة، ثم انضمت إلينا صديقة كويتية ، ثم صديقتان أخريان .
كيف شققت طريقك لهذا العالم؟ وهل كان فشلك في نيل رخصة العمل بالمحاماة طريقك لعالم الأعمال ؟
لم أفشل في نيل رخصة المحاماة، فقد كان قرارًا سياديًا نحترمه. ولكن، بعد فتح المجال أمامنا، كنت من أول 10 محاميات سعوديات يحصلن على الرخصة. وفي الفترة مابين انتهاء دراستي الجامعية وحصولي على الرخصة، أصبحت رائدة أعمال في طريق لم يكن مفروشًا بالزهور، ولكن إيماني بالله أولًا ، ثم قدرتي على النجاح بددت الصعاب التي واجهتها.
وفيما يتعلق بالمحاماة، سأبدأ في تقديم الخدمات القانونية في القضايا التجارية بلغات متعددة وبأعلى مستوى من الجودة والاحترافية من خلال مكتبي للمحاماة الذي أسسته مؤخرًا، وسيكون تخصصي في القانون التجاري، وبشكل أدق في الوساطة التجارية والعقود؛ نظرًا لخبرتي فيه.
منافسة الرجل
وهل تستطيع المرأة منافسة الرجل في مجال المحاماة؟
تملك المرأة كل القدرات التي تؤهلها لأداء مهنتها وبجدارة؛ لقدرتها على التحليل والتفكير والاستنتاج، وشغفها بتطوير قدراتها بشكل مستمر، وعدم الوقوف أمام نقطة معينة من التأهيل، علاوة على أنها اكثر صبرًا للوصول إلى الحقيقة.
وأعتقد أن الرجل والمرأة مكملان لبعضهما البعض، ويحتاج إليهما عالم المحاماة من دون تفرقة، فنجاح المحامي وتفوقه ليس مرتبطًا بجنس معين .
وماذا عن العوائق في هذا مجال المحاماة؟
أرى أن ظروف المحاكم في الوقت الراهن لا زالت تصعِّب من عمل المرأة داخل أروقتها، فالعاملون ليسوا مهيئين بعد لهذا النوع من التغيير، الا أن ذلك سينجلي بشكل تدريجي بعد دخول كثير من المحاميات ذلك المعترك.
ماتعليقك على أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة ؟
لاشك في أن فوز المرأة بانتخابات المجالس البلدية يمثل إنجازًا للمرأة السعودية. وتكمن أهمية مشاركة المرأة في المستويات المختلفة؛ لكونها تتيح للنساء المشاركة في التنمية الوطنية، ورسم السياسات وتوجيهها بشكل يخدم فكرة المساواة، ليس بين الجنسين فحسب، بل بين جميع المواطنين بشكل عام.
تحديات عصرية
أين تقف المرأة العربية الآن في ظل التحديات العصرية والتنافسية العالمية؟
أثبتت المرأة العربية جدارتها علميًا وأدبيًا واجتماعيًا وسياسيًا، ودفعت عجلة التطور في كافة المستويات داخل المجتمعات العربية وعززت مكانتها بها، في الوقت الذي تجد فيه منافسة كبيرة من الرجل، كما تفوقت المرأة العربية في مجالات متخصصة مثل الطب والهندسة وغيرها من المهن، واستطاعت أن تحقق إنجازات عالمية في العديد من المجالات.
لا تزال قضية “تحرر المرأة” تشغل الكثيرين في عالمنا العربي ، كيف ترين التحرر ؟
لست مع التحرر، وإنما مع التمكين، فتمكين المرأة من وجهة نظري هو إعطاؤها الخيارات التي تمكنها من تشكيل حياتها، وتكوين نمط معيشتها الذي تطمح إليه، سواء على الصعيد الشخصي أو المهنى أو الاجتماعي، ومواجهة كل التحديات والقدرة على تجاوزها.
تمكين المرأة
هل هناك قضية محددة تدعمينها ؟
أعمل على دعم قضايا تمكين المرأة؛ من خلال مشاركتي في مؤسسات تتبنى القضية؛ وبالتالي دعمي لهم هو دعمي للمرأة هو دعم للقضية نفسها. ومن هذه المشاركات، عضويتي في كلٍ من مجلس إدارة مركز السيدة خديجة، ومجلس إدارة شبكة صلة لسيدات الأعمال، والمجلس الوطني لرائدات الأعمال التابع لصندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة، كما أسست شبكة رائدات الأعمال السعوديات في جدة مع الزميلة سارة العايد، علاوة على أن مشاركتي كمتحدثة -عالميًا أو محليًا- تتمحور دائمًا حول دعم وتحفيز وتمكين المرأة، خاصة وأن المرأة السعودية لديها الطموح والدافع الكبير لتحقيق النجاح في مجال عملها.
وماذا عن دورك في الدفاع عن الحقوق المسلوبة للمرأة كما يزعم البعض؟
أرى أن هذا أمر مبالغ فيه. ولو نظرنا إلى التقاليد التي كانت تعاني منها المرأة، لوجدناها تغيرت كثيرًا ؛ إذ أصبح لدى المجتمع كثير من الوعي والثقافة التي ساهمت في التخلص من بعض تلك التقاليد غير المشروعة.كذلك، تغيرت الأنظمة عما كانت عليه وأصبح هناك مشاركة واهتمام بالمرأة من خلالها.
أما فيما يتعلق بدفاعي عن حقوق المرأة، فأكرر أنني أسعى دائمًا إلى دعم قضايا تمكين المرأة ومشاركتها الفاعلة؛ ما يؤهلها للدفاع عن نفسها وقدرتها في الحصول على حقوقها.
تم اختيارك العام الماضي ضمن أبرز شباب القادة العالميين في منتدى القيادات الشابة، الذي يقيمه سنويًا المنتدى الاقتصادي العالمي، ماتعليقك؟
الاحتفال بالمرأة ودعمها وتمكينها هو عنصر حيوي وهام في قطاع الأعمال، يساعد المجتمعات على النمو والازدهار. وجاء اختياري ضمن شباب القادة العالميين بتوفيق الله عز وجل، ثم تسخير كل ما أملك من جهود في عملي، وإخلاصي في ذلك. أما اختياري سفيرة المملكة في اليوم العالمي لرائدات الأعمال، فإنجاز يحسب للمرأة السعودية وليس لي فقط، وسنعمل على تطوير وإيصال سلسلة من الرسائل من سيدات ورائدات الأعمال في كافة القطاعات وعلى كافة المستويات؛ وذلك من أجل الاستفادة من الفرص والإمكانيات التي نملكها، والتعاون معًا لنمكن صاحبات الأعمال المبتدئات من تحقيق النجاح.
ما نصيحتك للفتيات السعوديات ؟
سأختصر ذلك في عدة نقاط أراها أساسية ، وهي الإيمان بالله تعالى، ثم الثقة بالنفس وفي قدراتهن الداخلية، وإطلاق مواهبهن من خلال الأعمال التطوعية، وعدم اليأس عند الفشل، وتحويله من محبط إلى محفز إلى مزيد من العمل والبحث عن النجاح، بالإضافة إلى الصدق في التعامل والمشاركة في القضايا الاجتماعية بشكل إيجابي؛ لأن مساعدة الآخرين واجب إنساني، ومن أهم ابواب النجاح.
حدثينا عن إطلاق المبادرة الوطنية السعودية للإبداع ؟
المبادرة تحمل أهدافًا تنموية وتأهيلية وبحثية مستقاة من الرؤية الاستراتيجية الوطنية للمملكة؛ للتحول نحو اقتصاد المعرفة بحلول عام 2030م؛ حيث نصت خطة التنمية على ضرورة تطوير وتنمية قدرات ومؤهلات المبدع المحلي السعودي بشكل فاعل ينعكس إيجابيًا على المجتمع السعودي اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا. وانطلاقًا من هذه الرؤية الواضحة، قمنا – بعد البحث والمراجعة والدراسة مع مختصين في مجال الاقتصاد المعرفي والإبداع أفرادًا ومراكز محلية وخارجية- بإطلاق «مبادرة وطنية سعودية للإبداع “SNCI”.
وهل حققت المبادرة شيئًا، وما الجديد فيها؟
المبادرة بدأت مرحلتها الأولى “التجريبية”، والتي تشمل التأهيل من خلال الأسابيع الإبداعية السعودية، والتي تضم ورش عمل وندوات ومعارض تدريبية وتأهيلية؛ حيث أقيم الموسم الإبداعي التجريبي خلال العام الماضي، والذي استفاد منه كثير من الشباب والفتيات من الدورات المقدمة من كبار الخبراء حول العالم في عدة قطاعات متنوعة. ويعمل فريق عمل المبادرة حاليًا على الإعداد للموسم الإبداعي الرسمي الأول، والذي انطلق خلال شهر مارس ، بالإضافة إلى تدشين أول بوابة إلكترونية متكاملة للمبدعين في المملكة قريبًا .
من هم شركاء النجاح في “المبادرة” ؟
تعمل المبادرة بالتعاون مع وزارة العمل، وهيئة الإعلام المرئي والمسموع، وجامعة الأعمال والتكنلوجيا، و40 شركة ومؤسسة، وغيرها من القطاعات الحكومية والخاصة ، ومازلنا نتطلع لمزيد من الدعم في هذا الجانب.