احتلّت دول الخليج العربي المراتب الأولى عربيًا في مؤشر السعادة، الذي أصدرته “شبكة حلول التنمية المستدامة” التابعة للأمم المتحدة، فيما احتلت الدول الإسكندنافية المراكز الأولى في قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم، وذلك على مستوى 156 دولة.
وكانت الأمم المتحدة في دورتها 66- منذ عام 2012- قد اعتمدت يوم 20 مارس من كل سنة للاحتفال بالسعادة على المستوى العالمى، اعترافًا بأهمية السعي والتخطيط والتنظيم للوصول للسعادة، أثناء تحديد أطر السياسة العامة لتحقق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاهية لجميع شعوب العالم.
وتُعد السعادة ورفاهية المجتمع مطلبًا عالميًا، يستلزم تبني نموذج اقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الاقتصاد، والتي تعتمد على التنمية المستدامة والرفاهية المادية والاجتماعية وسلامة الفرد والبيئة.
ويؤكد الباحثون أن حوالي 40% من سعادتنا تتوقف على قدراتنا على السيطرة على حياتنا الخاصة، والباقي يدخل فيه العوامل الخارجية.وأن خوض مغامرات وتجارب جديدة كالغوص أو ممارسة رياضة تأملية يجعلك تشعر بالسعادة أكثر من اقتناء الأشياء باهظة الثمن.
وقد رصدت صحيفة “بيزنس إنسايدر” مجموعة مصفات وسلوكيات مشتركة يمارسها السعداء أهمها: امتلاك علاقات قوية مع أشخاص يتمتعون بروح مرحة وإيجابية نراهم أكثر سعادة وأفضل صحة، كما أن تأمل الطبيعة والبعد عن صخب الحياة يسهمان بشكل كبير في شعور المرء بالراحة والسعادة.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن الأشخاص الأكثر سعادة يفضلون امتلاك الوقت أكثر من المال؛ فهذا يجعلهم يشعرون بالرضا والسعادة، فيما انتهت دراسة أمريكية إلى أن حصولك على دخل ثابت يكفي لتأمين حياة سعيدة كريمة.
وبإلقاء نظرة على تقرير السعادة لعام 2018، والذي أصدرته “شبكة حلول التنمية المستدامة” التابعة للأمم المتحدة، وساهم فيه”عزا جيفري ساكس”؛خبير أمريكي معروف في مجالات اقتصاد التنمية، احتلت الدول الإسكندنافية المراكز الأولى في قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم، والتي تشمل 156 دولة.
فنلندا الأولى
جاءت فنلندا الأسعد في العالم، بينما تراجعت النرويج- التي كانت الأولى في العام الماضي- إلى المركز الثاني هذا العام.
ويصنّف التقرير الدول انطلاقًا من 6 معايير رئيسة هي:حصة المواطن من الناتج المحلي، والحرية، ومتوسط العمر المتوقع، والدعم الاجتماعي، والكرم.
وطبقًا للتقرير، فقد فازت الدنمارك وسويسرا والنرويج وفنلندا، بالمراكز الأولى في جميع تصنيفات تقارير السعادة العالمية الستة، منذ التقرير الأول، فيما جاءت ألمانيا في المرتبة 15، متقدمة على الولايات المتحدة، التي تراجع تصنيف السعادة فيها.
وعلى المستوى العربى، احتلّت دول الخليج المراتب الأولى، فحافظت الإمارات على الصدارة، فيما احتلت المرتبة الـ 20عالميًا بعد بريطانيا، تلتها قطر والسعودية والبحرين والكويت، فيما تذيلت سوريا واليمن القائمة عالميًا.
وقد أسست الإمارات مركزًا لسعادة العاملين والإيجابية الوظيفية، أطلق مجموعة مشاريع ممثلة في “مسرّعات السعادة”؛ لتعزيز أهداف معادلة السعادة؛ إذ أصبح عنصر إسعاد العاملين جزءًا رئيسًا في الإمارات.
نظرت الإمارات، إذًا، للسعادة كهدف إنساني ومنهج حياة، وحق مكتسب لمواطنيها والمقيمين على أرضها؛ لذلك سعت لتصدير هذا الهدف على سلم أولويات عملها الحكومي، باستحداثها أول وزارة للسعادة في العالم، وإطلاق ميثاق وطني يكرس ريادتها العالمية في هذا المجال.
أنصحك عزيزى الموطن العربى بالعمل على رفع قدرات السعادة لديك، عش حياتك مبتسمًا، متفائلًا، عطوفًا، اقرأ أكثر تسعد أكثر، احلم بالفرحة، ابعد عن الثرثرة، كن مرنًا، صبورًا حكيمًا، لا تفكر فى الماضي، فهو ليس ملكًا لك، واقترب في المستقبل من أصدقاء أعمارهم بعد السبعين؛ لتتعلم من خبرتهم، واقترب من أطفال أقل من ست سنين لتتعلم من براءتهم، كن نباتىًا تصح أكثر.
د. جيهان فرحات
رئيس رابطة المرأة المبدعة