انتشر لدى الجيل الحالي من الشباب، خاصة الفتيات، حب التطوع والانتماء إلى فرق وجمعيات ولجان تطوعية أو خيرية. وفي مجتمع غالبية أفراده من الشباب؛ حيث الطاقة والحماس والإبداع والرغبة الجادة في التأثير وبناء الهوية، تصبح لدينا آمال في تحقيق طموحات وطننا من خلال جيل قادر على قيادة المستقبل.
ومن التحديات التي تواجه الباحثين عن عمل: انعدام فرصتهم لاكتساب مهارات النجاح؛ بسبب تواجدهم خارج سوق العمل. فاكتساب المهارة يحتاج إلى الممارسة الدائمة وفي ظروف مختلفة وحقيقية. ومن هنا تكون مجالات التطوع الفرصة والبيئة المثالية لهم حتى يدخلوا سوق العمل، كما أن التطوع سوف يساعدهم في كسر الحواجز خلال التعامل مع الآخرين، واكتساب التجربة التي تساعدهم في الحصول على الوظيفة المناسبة، خاصة مع التوجه الكبير إلى التوظيف بناءً على المهارات والسلوكيات.
لو استعرضنا أهم المهارات والسلوكيات الضرورية للنجاح المهني لوجدناها كالتالي:
– التواصل الفعال.
– الذكاء العاطفي والتعامل مع الآخرين.
– حل المشكلات المعقدة.
– الإصرار والالتزام .
– التخطيط والتنظيم .
– العمل الجماعي .
أعتقد أن الأسباب التي دفعت لهذه الثقافة القيّمة والعمل النبيل هي:
– حب الانتماء لفرق أو مجموعات ذات هوية وتقدم فائدة للمجتمع.
– شعور الشباب بأن لديهم الوقت والطاقة والمواهب التي يستفيد منها الآخرون.
– الدافع القوي لدى الشباب أن تكون لهم قيمة، وأصحاب تأثير في المجتمع.
– وجود الكثير من النماذج التطوعية التي قدمت الكثير للمجتمع وكانت عامل تحفيز للآخرين.
ماذا يستفيد الشاب أو الشابة من التطوع؟
لاشك أن التطوع أو الانتساب لجمعيات أو لجان أو فرق مهنية أو تطوعية أو خيرية يتطلب الكثير من الجهد والوقت؛ ولكن القيمة من هذا العمل لا تُقدر بثمن. حيث يكتسب المتطوع الفوائد الآتية:
– بناء شخصية قوية معطاءة تساهم في بناء المجتمع والوطن بلا مقابل.
– تنمية الشعور بالولاء وحب الخير للمجتمع والوطن.
– اكتساب مهارات وسلوكيات العمل مع فريق، ومهارات التنظيم وإدارة الوقت والتعامل مع الآخرين.
– تساعد في تنظيم الوقت، وأن تكون حياة الشخص مرتبطة بأهداف سامية يسعى لتحقيقها من خلال العمل مع الفريق.
– اكتساب سلوكيات ومهارات قيادة الذات وقيادة الآخرين والتأثير.
– اكتساب سلوكيات الالتزام الشخصي تجاه الذات والفريق والمجتمع.
– النجاح المهني والوظيفي.
ومن خلال عملي لسنوات في لجان وبرامج وجمعيات تطوعية لاحظت الحماس والشغف الكبيرين لدى العاملين في هذا المجال، والإصرار على النجاح وصنع التأثير وتعظيم الفائدة للمستفيدين والمجتمع بأكمله.
الأهم مع تزايد هذه المجموعات والفرق أن تقدم لها الجهات الرسمية الدعم والتوجيه والقيادات التي تساعدها في الاستمرار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المملكة.
وكان من أهداف رؤية المملكة 2030 رفع عدد العاملين في القطاع الثالث (القطاع الخيري) من 11 ألفًا إلى مليون شخص؛ إدراكًا من الدولة بأهمية هذا القطاع في دفع عجلة التنمية وتقديم الخدمة المجتمعية بشكلٍ أكبر من قِبل أعضاء المجتمع كافة. بحول الله وتوفيقه تتحقق الرؤية والهدف؛ ليكون لدينا مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
اقرأ أيضًا:
المراوغة الذهنية.. وإنجاز مشروعك