تعد تقلبات أسعار الصرف من أبرز التحديات التي تواجه الشركات الناشئة، وقد تؤثر بشكل كبير في استدامتها ونجاحها، ففي حين تعد هذه الشركات مصدرًا مهمًا للابتكار والنمو الاقتصادي؛ فهي في الوقت نفسه تواجه تحديات كبيرة في جمع التمويل اللازم لتحقيق أهدافها.
تأثير تقلبات أسعار الصرف
نوضح في «رواد الأعمال» تأثير تقلبات أسعار الصرف في تمويل الشركات الناشئة، وبعض الاستراتيجيات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع هذه التحديات، وذلك على النحو التالي:
أولًا: يعد تقلب أسعار الصرف تحديًا كبيرًا للشركات الناشئة التي تعتمد بشكل كبير على التجارة الدولية والتعامل مع العملاء والموردين في عملات أجنبية. عندما يحدث تقلب في سعر صرف العملة قد تزداد تكلفة استيراد المواد الخام أو تكلفة تصدير المنتجات؛ ما يؤثر سلبًا في هوامش الربح وقدرة الشركة على تسديد الالتزامات المالية.
ثانيًا: تقلبات أسعار الصرف قد تزيد من عدم اليقين المالي وتخوّف المستثمرين والمقرضين من تمويل الشركات الناشئة. فعندما يتعرض الاقتصاد لتقلبات شديدة في سعر الصرف يصعب على المستثمرين والمقرضين تقييم المخاطر المالية وتوقع عوائد الاستثمار.
ربما يؤدي هذا إلى تراجع الثقة وتقليل التمويل المتاح للشركات الناشئة، وبالتالي يمكن أن يصبح له تأثير سلبي في قدرتها على النمو والابتكار.
اقرأ أيضًا: كيف تحصل على قرض شخصي للعاطلين؟
التحوط والحماية التمويلية
للتعامل مع تقلبات أسعار الصرف وتأثيرها في تمويل الشركات الناشئة يمكن اتخاذ بعض الاستراتيجيات الفعالة، والتي من بينها ما يلي:
-
بناء شراكات محلية
يمكن للشركات الناشئة البحث عن شركاء محليين في الأسواق الخارجية للمساعدة في تقليل تأثير تقلبات أسعار الصرف. قد يملك الشريك المحلي فهمًا أفضل للسوق وعملياتها المالية، وبالتالي يساعد في تقديم الدعم المالي والاستشاري اللازم.
-
تخفيض التعرض للعملات الأجنبية
تقلل الشركات الناشئةالتعرض للعملات الأجنبية من خلال البحث عن موردين محليين للمواد الخام أو تطوير سلاسل توريد محلية. هذا يقلل من تأثير تقلبات أسعار الصرف في تكاليف الإنتاج والتصنيع.
-
توسيع قاعدة رأس المال
تستطيع الشركات الناشئة البحث عن طرق بديلة للتمويل بجانب التمويل التقليدي. واستكشاف تمويل المخاطر الاستثمارية ورأس المال الاستثماري والشراكات مع رجال الأعمال المستثمرين؛ لتعزيز قدرتها على تلبية الاحتياجات المالية في مواجهة تقلبات أسعار الصرف.
-
العقود الآجلة (Futures)
تُعتبر التعاقدات الآجلة أداة شائعة للتحوط من مخاطر سعر الصرف. تتيح هذه العقود للشركة شراء أو بيع عملة معينة بسعر محدد في وقت مستقبلي محدد. بواسطة هذه الأداة يتم تأمين سعر الصرف المستقبلي وحماية الشركة من التقلبات غير المرغوب فيها.
-
الخيارات (Options)
تقدم الخيارات للشركة حق شراء أو بيع عملة معينة بسعر محدد (سعر التمرين) خلال فترة زمنية محددة. بالمقابل يتم دفع رسوم مقابل الحصول على هذا الحق. إذا تغير سعر الصرف ضد مصلحة الشركة يمكنها استخدام الخيارات للتحوط وتنفيذ الصفقة بسعر التمرين المحدد.
-
تبادل العملات (Currency Swaps)
تعتبر الخيارات العملائية أداة تمويلية وتحوطية تسمح للشركة بتبادل العملات مع شريكها بمعدلات ثابتة لفترة زمنية محددة. يتم استخدام هذه الأداة للتحوط ضد مخاطر سعر الصرف وتقليل التعرض للتقلبات.
-
تحوط النقد الأجنبي (Foreign Exchange Hedging)
يمكن استخدام تقنيات تحوط النقد الأجنبي، مثل: تحوط النقد الأجنبي المستقبلي وتحوط الخيارات العملائية والخيارات العقودية؛ للتحوط ضد مخاطر سعر الصرف. يتم ضبط هذه التقنيات وفقًا لاحتياجات وأهداف الشركة ومستوى التعرض للمخاطر.
اقرأ أيضًا: