تحديد أولويات المشروع هو الخطوة الحاسمة الأولى التي على رائد الأعمال اتخاذها، نحن لا نتحدث هنا عن التخطيط المسبق للعمل، وهي عملية لا بد من الخوض فيها قبل الإطلاق الفعلي للمشروع، وإنما نتحدث عن إدراك رائد الأعمال الناشئ لما ينبغي تحقيقه، ولكن في حدود الإمكانات المتاحة لديه.
ومن المعروف أن تحديد أولويات المشروع تسير جنبًا إلى جنب مع تحديد القدرات المتاحة، بل إن هناك من يذهب إلى أن الأولويات أهم من القدرات؛ لأن الأولويات تحدد القيود على عملك؛ كم مرة فكرت، على سبيل المثال، فيما تعجز منظمتك بشكل أساسي عن فعله؟!
إن فهم القيود التي تفرضها أولوياتك على مؤسستك له آثار عميقة في الاستراتيجية والابتكار ككل. بهذا نفهم أن تحديد أولويات المشروع عملية صعبة ومعقدة؛ لأنها لا يمكن أن تنطلق إلا بالاعتماد على عوامل ومتغيرات أخرى.
اقرأ أيضًا: تحديات بدء المشاريع التجارية وطرق التغلب عليها
ماهية المشروع
تنطوي عملية تحديد أولويات المشروع على فائدة جد كبيرة، تلك التي تتمثل في دفع رائد الأعمال إلى إدراك ماهية مشروعه تمامًا، وفرص نجاحه في المستقبل ونقاط ضعفه، بل تساعده هذه العملية أيضًا في تحديد المسارات التي يتوجب عليه السير فيها، والفرص التي عليه اقتناصها، وتلك التي عليه التخلي عن السعي ورائها.
لا يتعلق الأمر هنا بالتخطيط، وإنما بخطوة سابقة على التخطيط، إن فهم الأساسيات التي ينطوي عليها بدء عمل تجاري ضروري للنجاح في هذا المسعى، لا يمكن التقليل من أهمية التخطيط السليم؛ لأن هذه القرارات أساسية لكيفية تشكيل عملك في المستقبل، ولكن يمكن أن تساعدك عملية تحديد أولويات المشروع في اتخاذ قرارات جيدة في وقت مبكر، ومن ثم ضمان استمرار النمو.
اقرأ أيضًا: كيف تنجح في مشروعك الأول؟.. استراتيجيات ريادية لا تفوتك
الأولويات والقدرات
لا مناص من التطرق إلى الأولويات والقدرات عند الحديث عن تحديد أولويات المشروع؛ فأولوياتك، كما أسلفنا، محكومة بعوامل ومتغيرات جمة.
وإنما يتم عادة التركيز على الاختلافات بين القدرات والأولويات؛ نظرًا للآثار المترتبة على التحولات المؤسسية التي تنتج عن هذه العملية.
وتتكون القدرات من الأشياء المادية (المصنع والأدوات وخلافه) والتكنولوجيا والموظفين وعلاقات العملاء التي تشكل مواردها، بالإضافة إلى أنماط التفاعل التي تشكل أنشطة المنظمة، في حين تتمثل أولويات العمل في عرض القيمة، كما يتم التعبير عنها؛ من خلال الوظيفة التي يتعين القيام بها وصيغة الربح وكيفية تنظيم العمل لكسب المال.
ولك أن تدرك عند تحديد أولويات المشروع أن الأولويات هي الأكثر أهمية؛ لأنها توجه تركيز المنظمة، وسيتم متابعة الأنشطة التي تتوافق مع الأولويات بينما سيتم تجنب الأنشطة التي لا يتم تجاهلها، بغض النظر عن مدى الأهمية الاستراتيجية أو مدى محاولات الإدارة العليا لدفع المنظمة وإجبارها على متابعتها.
وتترجم المنظمة أولوياتها إلى أنشطة؛ من خلال عملية تخصيص موارد الشركة؛ حيث تعمل عملية تخصيص الموارد كمقياس يوازن بين استثمارات موارد المنظمة، بما في ذلك الأشخاص والمال والوقت مقابل الثقل الموازن لأولوياتها.
ويتم تمويل الأنشطة التي تدفع الأعمال لتحسين أولوياتها من خلال الموارد التي تتحصل عليها الشركة.
ومن الصواب بلا شك أن يتم تحديد أولويات المشروع بناءً على الإمكانات؛ لأنها تبدو مثل عوامل التمكين والقيود الواضحة، ويجب أن تكون الفرص التي تعتمد على قدراتنا الحالية هي الأفضل والأسهل للاستفادة منها، كما تخبرنا الحكمة التقليدية.
اقرأ أيضًا: كيفية بدء المشروع الاقتصادي؟
تحديد أولويات المشروع
السؤال الآن: كيف يمكن تحديد أولويات المشروع؟ ولكن هذا سؤال يعثر الإجابة عنه؛ ذلك لأن لكل مشروع أولوياته، ولا يمكن -وليس صوابًا أصلًا- فرض أولويات عليه من خارجه، وإجباره على متابعتها والعمل وفقًا لها.
ناهيك عن أنه ليس هناك أولوية صحيحة أو خاطئة، ولا يوجد نظام يرجح بين الأولويات وبعضها، وهذا مما يجعل من تحديد أولويات المشروع عملية جد عسرة.
ويقول الخبراء إن بعض الخطوات الأولى الجيدة في بدء عمل تجاري هي البحث عن المنافسين، وتقييم الجوانب القانونية لصناعتك، والنظر في الشؤون المالية الشخصية والتجارية، والحصول على الواقعية بشأن المخاطر التي تنطوي عليها، وفهم التوقيت، والتوظيف.
ومن المهم البحث في مجال عملك والعثور على المنافسين وفهم المخاطر وتحديد مجالات الإنفاق والربح.. إلخ، لكن هذا كله لا يساعدك في تحديد أولويات المشروع؛ فمن شأن هذه المهام والإجراءات أن يقوم بها كل مشروع، ولكن تحديد أولويات المشروع لا يمكن أن يتم إلا بعد دراسة وافية لوضع المشروع وحدود قدراته وإمكانياته.
اقرأ أيضًا:
الذكاء عند بدء المشروع.. تَجَنُب مخاطر المستقبل
أهداف المشروع قصيرة المدى.. كيف تحددها؟
معايير اختيار الشركات البرمجية للمشاريع الرقمية