عندما نتحدث عن الإدارة غالبًا ما يتم التركيز على المهارات الفنية والمعرفية والقدرات القيادية. ومع ذلك يجب ألا نغفل دور العوامل العاطفية في سياق الإدارة. فعلى الرغم من أن العاطفة قد تبدو مفهومًا شخصيًا وغير ذات صلة بالعمل الإداري، إلا أنها في الواقع تؤثر بشكل كبير في الأداء والمناخ المؤسسي والعلاقات العاملة في المنظمات.
تأثير العاطفة في الإدارة
تؤثر العاطفة في الإدارة بالعديد من الجوانب المختلفة. لنلقِ في «رواد الأعمال» نظرة على بعض هذه التأثيرات:
-
صنع القرار
تؤدي العاطفة دورًا مهمًا في صنع القرار. فالقادة والمدراء الذين يتخذون قراراتهم بناءً على مشاعرهم وعواطفهم قد يتأثرون بالمكانة الاجتماعية أو المعرفة السابقة أو الانحيازات الشخصية؛ ما يؤثر في الجودة والموضوعية للقرارات التي يتم اتخاذها.
-
التواصل والعلاقات العاملة
تؤثر العواطف في كيفية التواصل وبناء العلاقات داخل بيئة العمل. القادة والمدراء الذين يتعاملون بشكل إيجابي مع العواطف ويظهرون التفهم والتعاطف تجاه الموظفين يمكنهم بناء علاقات أكثر تعاونًا وتحفيزًا ومرونة في المنظمة.
-
الأداء والإبداع
ترتبط العاطفة بشكل وثيق بمستوى الأداء والإبداع في العمل. الموظفون الذين يشعرون بالرضا والحماس والاهتمام بعملهم يكونون أكثر إنتاجية وإبداعًا ورغبة في تحقيق النجاح.
-
المناخ المؤسسي
تؤثر العاطفة أيضًا في المناخ المؤسسي بالمنظمة. فعندما يكون هناك توافق بين العواطف الشخصية للأفراد وقيم وثقافة المنظمة يمكن أن تتشكل بيئة عمل إيجابية وتنمو روح الفريق والانتماء والولاء.
اقرأ أيضًا: العلاقات الشخصية في الإدارة وأهميتها للأداء المؤسسي
استراتيجيات فعالة
من الواضح أن العاطفة لها تأثير قوي في الإدارة؛ لذلك يجب على القادة والمدراء أن يكونوا على دراية بالعواطف الخاصة بهم وكيفية تأثيرها في أدائهم والتفاعلات مع فريق العمل. فيما يلي بعض الاستراتيجيات للتعامل مع تأثير العواطف في الإدارة:
-
الوعي الذاتي
يبدأ التعامل مع العواطف بالوعي الذاتي. كن على دراية بمشاعرك وعواطفك وكيفية تأثيرها في سلوكك واتخاذ القرارات. حلل العواطف الشخصية وكيفية تأثيرها في أدائك بالعمل.
-
التواصل الفعّال
يجب أن تتواصل بفعالية مع فريقك وتظهر التفهم والتعاطف تجاه مشاعرهم واحتياجاتهم. استمع بعناية وتعامل بلطف مع المشكلات والتحديات التي يواجهونها. كوّن بيئة عمل مفتوحة؛ حيث يشعر الموظفون بالراحة في التعبير عن مشاعرهم.
-
التحفيز والتشجيع
استخدم العواطف بشكل إيجابي لتحفيز وتشجيع فريق العمل. أظهر التقدير والاعتراف بالجهود المبذولة والنجاحات المحققة. تعامل بلطف وحساسية مع الأوقات الصعبة وقدّم الدعم المناسب.
-
التوازن بين العاطفة والعقلانية
يجب أن يكون لديك توازن بين العاطفة والعقلانية في اتخاذ القرارات وإدارة العمل. حاول أن تستخدم المنطق والمعرفة الفنية في صنع القرارات بدلًا من الاعتماد الكلي على العواطف.
-
التطوير الشخصي
عزز مهاراتك في إدارة العواطف من خلال التطوير الشخصي. عليك بقراءة الكتب وحضور الدورات التدريبية واستشارة الموارد المتاحة؛ لزيادة فهمك ومهاراتك في هذا المجال.
اقرأ أيضًا: رقمنة المهام الإدارية.. تحويل التقنية إلى أداة إنجاز
الاستخدام الإيجابي
هناك العديد من الطرق التي يمكن استخدامها لاستخدام العواطف بشكل إيجابي في الإدارة. إليك بعض الأمثلة:
-
إظهار التقدير والاعتراف
وجّه الثناء والتقدير للموظفين عند تحقيقهم للأهداف أو أداء عمل متميز. يمكنك أيضًا تحفيزهم عن طريق توفير مكافآت أو مزايا إضافية. هذا يعزز العاطفة الإيجابية ويعطي الموظفين شعورًا بالقيمة والاهتمام بمساهماتهم.
-
بناء علاقات قوية
استثمر في بناء علاقات جيدة مع الموظفين. استمع إلى مشاكلهم واهتماماتهم بصدق وتعامل معها بشكل ملائم. يمكنك أيضًا تنظيم فعاليات اجتماعية غير رسمية لتعزيز التواصل والتواصل بين الموظفين.
-
تشجيع التعاون والفريق
يمكنك استخدام العواطف لتعزيز روح الفريق والتعاون بين الموظفين. شجّع المشاركة والعمل الجماعي وتعزيز بيئة عمل إيجابية. احتفل بالنجاحات المشتركة وتعاون في حل المشاكل والتحديات.
-
التعاطف والتفهم
كن على استعداد للتعاطف مع الموظفين عندما يواجهون صعوبات شخصية أو مشاكل في العمل. ينبغي عليك الاستماع الفعّال وتقديم الدعم المناسب والتوجيه. هذا يساعد في بناء الثقة وتعزيز العلاقات المهنية.
-
توفير بيئة ملهمة
وفر بيئة عمل محفزة وملهمة للموظفين. استخدم العواطف بشكل إيجابي لإثارة الحماس والرغبة في التفوق. قدّم التحفيز والتحديات المناسبة لتعزيز الإبداع والتطوير الشخصي.
اقرأ أيضًا:
اقرأ أيضًا المزيد على موقع الجوهرة: