لا تلبث المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان؛ ترتاد مناطق وفضاءات جديدة، ولعل برنامج أجيال الفضاء أحد تجليات هذه الريادة السعودية.
ويبدو أن المملكة لم تقنع بما وصلت إليه من نجاحات وإنجازات في مجالات شتى، فعمدت إلى غزو الفضاء، وما يميز برنامج أجيال الفضاء أنه يبدأ البداية الصحيحة؛ فهو يعمل على تطوير وتأهيل الكوادر البشرية الوطنية أولًا، قبل أن تضع المملكة في الفضاء بصمتها.
اقرأ أيضًا: الجوهرة العطيشان توضح أساليب دعم ريادة الأعمال بالمؤتمر الافتراضي الخليجي
ما هو برنامج أجيال الفضاء؟
يُعد برنامج أجيال الفضاء أحد أهم البرامج الممكنة للهيئة السعودية للفضاء، والذي يعني بتنمية رأس المال البشري في قطاع الفضاء، إضافة إلى اهتمامه بآفاق البحث العلمي وتعلم العلوم المختلفة في مجالات: العلوم، التقنية، الهندسة، والرياضيات (STEM)؛ بهدف تمكين الأجيال القادمة من تحقيق الريادة في استخدام وتطوير تقنيات الفضاء وتطبيقاته، وتم تأسيسه تماشيًا مع توجهات قيادتنا الرشيدة ومواكبةً لرؤية وأهداف المملكة 2030.
ويطرح برنامج تنمية رأس المال البشري _التابع لبرنامج أجيال الفضاء_ أدوات متنوعة لكل الشرائح التعليمية، بدءًا من الوسائط الرقمية الملهمة للصغار في المرحلة التمهيدية، وصولًا إلى البرامج الشاملة لقطاع الفضاء في المراحل الجامعية؛ وذلك لتمكين وتدريب الكوادر السعودية على علوم الفضاء.
ويتيح مشروع الابتعاث لأجيال الفضاء الفرصة للطلاب المتميزين للتقديم للجامعات المعتمدة لدى البرنامج والحصول على بعثة دراسية في التخصصات ذات العلاقة بقطاع الفضاء.
اقرأ أيضًا: صندوق البيئة السعودي.. مهامه وآلية عمله
مبادرة التدريب الصيفي
انطلاقًا من رؤية برنامج أجيال الفضاء في إلهام أبناء وبنات المملكة العربية السعودية للوصول إلى الريادة في قطاع الفضاء وعلومه، ورسالته في تشجيع الأجيال الناشئة للمشاركة في مبادرات رائدة تحفز الابتكار في هذا المجال، أطلق برنامج أجيال الفضاء مبادرة التدريب الصيفي؛ سعيًا لتحقيق أهدافه المنشودة في تحفيز وتشجيع وتأهيل الأجيال الناشئة من طلاب وطالبات المملكة العربية السعودية لقيادة قطاع الفضاء والنهوض به.
وتوفر مبادرة التدريب الصيفي الخاصة ببرنامج أجيال الفضاء فرصة مميزة للشباب السعودي من طلاب وطالبات المدارس والجامعات المهتمين بمجال الفضاء وعلومه؛ للمشاركة في الأنشطة والفعاليات المعتمدة دوليًا خلال الفترة الصيفية.
وتتوفر المبادرة على مزايا جمة؛ حيث يرعى التدريب الصيفي لبرنامج أجيال الفضاء عددًا من الفعاليات والأنشطة المختلفة والتي تُقدم مجموعة متنوعة من المزايا للمشاركين بما في ذلك:
إتاحة الفرصة للمشاركين بتنمية وزيادة مهاراتهم وإثراء خبراتهم العلمية والعملية في مجال الفضاء وعلومه؛ من خلال التواصل ومشاركة المعرفة مع الطلاب والمهنيين المهتمين بقطاعات الفضاء وعلومه، والعمل مع عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات العالمية المميزة وزيارة المرافق العلمية المُرتبطة بعلوم الفضاء أثناء فترة عقد التدريب وبعد انتهائه.
بالإضافة إلى التعرف ومقابلة أشخاص من مختلف أنحاء العالم بخبرات ومهارات مختلفة تساعد المشاركين في التعرف واكتشاف منظور عالمي مختلف، ناهيك عن وجود أدوات تعليمية وأنشطة مختلفة تساعد في اكتساب وتنمية مهارات جديدة وقيّمة للمشاركين.
وهناك أيضًا فرصة الانضمام وتسجيل مقررات علمية تطبيقية في جامعات عالمية مميزة تساهم في اكتساب المعرفة العلمية في مجال الفضاء وعلومه، كما يوفر التدريب للمشاركين تسهيلات الحصول على قبول دراسي في الجامعات العالمية المتميزة، وهناك كذلك دعم وتوجيه المشاركين في اتخاذ القرارات المهنية؛ من خلال التعرف على رغباتهم وتحديد مهاراتهم.
اقرأ أيضًا: البنك الأهلي السعودي.. تعزيز قوة العمل المصرفي
رأس مال بشري
وفي هذا السياق أوضح الدكتور عبد العزيز آل الشيخ؛ الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للفضاء، أن برنامج أجيال الفضاء الذي أطلقته الهيئة يسهم في إنشاء قاعدة وطنية لرأس المال البشري في قطاع الفضاء، كما يشجع على الاهتمام بالبحث العلمي وتعلم العلوم المختلفة في مجالات الابتكار (STEM) العلوم، التقنية، الهندسة والرياضيات.
وأضاف أن برنامج أجيال الفضاء يسعى جاهدًا للتعاون مع الأوساط الأكاديمية المتخصصة؛ لتحقيق المزيد من التقدم في الأبحاث المتعلقة بعلوم الفضاء وتطبيقاته، وتوفير بيئة تعليمية مزدهرة في المملكة؛ من خلال تأسيس بيئة محفزة وممكنة لقطاع الفضاء لتكون منصة تنطلق منها مسارات اقتصادية وعلمية كبيرة بالتعاون مع جميع شرائح المجتمع.
واستطرد قائلًا: “نستمد إلهامنا من تجربة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز؛ رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، وفريقه الذين تحلوا بالشغف والإبداع والإصرار والعزيمة للوصول إلى الفضاء”.
ولفت إلى أن الفريق العلمي الذي ساند رحلة الأمير سلطان كان يضم نخبة من العلماء، وكذلك أمهر الفنيين والمصممين والمفكرين المبدعين الذين أسهموا في تحقيق هذا الحلم، مؤكدًا أن نجاح الرحلة كان نتاج جهود الفريق بأكمله؛ لذا تسعى الهيئة السعودية للفضاء إلى تكوين فريق أحلام مماثل يسهم في تحقيق رؤيتنا الطموحة لمستقبل قطاع الفضاء في المملكة.
من جانبها ذكرت إلهام الحربي؛ المدير العام لبرنامج أجيال الفضاء التابع للهيئة السعودية للفضاء، أن البرنامج لديه مجموعة شاملة من الأهداف والرؤى الاستراتيجية التي تهدف إلى غرس إلهام الأجيال لتحقيق الريادة في علوم الفضاء، وبناء وتطوير أجيال المملكة القادمة من علماء الفضاء، وتحويل أحلامهم لبصمات في عالم الفضاء، وتمكين هذه الأجيال من تحقيق الريادة في استخدام وتطوير تقنيات الفضاء؛ من خلال توفير بيئة تعليمية ملهمة، وقيادة قطاع الفضاء بما يخدم المملكة والإنسانية.
اقرأ أيضًا:
برنامج “شريك” وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص
منصة إحسان.. تسخير التقنية في العمل الخيري
برنامج صنع في السعودية.. بين تمكين المنتج الوطني ودعم الأفكار الإبداعية