أول ما يلاحظه المتأمل للأدبيات التي تتحدث عن امتياز التوزيع هو ذاك التداخل الشديد بينه وبين مصطلحات وفروع أخرى، فمثلًا دومًا هناك خلط بين امتياز التوزيع وبعض الأشكال الأخرى من الفرنشايز.
ويمكنك أن تلاحظ تلك الحالة من عدم الفهم والتخبط والدمج بين ما لا يمكن دمجه، سوى أنه، والحق يقال، هناك الكثير من الأمور التي تجعل من حالة اللغط تلك منطقية؛ أهمها أن المنطقة التي يعمل فيها امتياز التوزيع جِد غائمة، فضلًا عن أن هذا المجال من مجالات الفرنشايز يُحدث حالة من التنازع بين سُلطة المانح والممنوح.
ورغم أن حدود هذه السلطة، من المفترض، أنها واضحة، وأن كلا الطرفين (المنتج والموزع، أو قل إن شئت المانح والممنوح) يعرف ما له وما عليه، سوى أن الأمور لا تسير وفق ذاك المنظور، عندما تُناقش اتفاقية الفرنشايز.
اقرأ أيضًا: امتيازات اللياقة البدنية.. فرص وتحديات الجائحة
الفكرة العامة
لكن ما هو امتياز التوزيع؟ وما هي فكرته الأساسية؟ الفكرة هنا أن يتعهد الممنوح بتوزيع منتجات المانح. إذًا ثمة مُنتِج، أو مالك علامة تجارية لديه بعض المنتجات التي قام بتصنيعها أو استيرادها، المهم أنه يتمتع بكامل حقوق ملكية هذه المنتجات، ثم يأتي شخص آخر هو الممنوح ويتعهد بتوزيع هذه المنتجات.
يقوم مانح الامتياز بترخيص علامته التجارية ولكنه عادة لا يوفر للممنوحين نظامًا كاملًا لإدارة أعمالهم، فمنذ اللحظة التي تحصل فيها على المنتج تنقطع علاقة صاحبه به، وتكون أنت المسؤول الأول والأخير عن التوزيع والتسويق وكل هذه الأمور.
بل في بعض الأحيان لا يكتفي المانحون بمنحك (كممنوح) ترخيص التوزيع فحسب، وإنما يشركونك أيضًا في جزء من عملية التصنيع، كما هو الحال في حالة مصنعي المشروبات الغازية Coca-Cola وPepsi.
اقرأ أيضًا: تكاليف الفرنشايز.. مسارات أساسية
نطاق العمل
ليس من الممكن حصر نطاق عمل امتياز التوزيع فطالما أن هناك منتجًا بحاجة إلى توزيع فثمة امتياز للتوزيع، أو هناك فرصة لوجوده على الأقل.
لكن الواقع يقول إن امتياز التوزيع مزدهر وبقوة في مجال المنتجات الكبيرة، مثل السيارات، وقطع غيار إصلاح السيارات، وآلات البيع، وأجهزة الكمبيوتر، والدراجات، وأجهزة الكمبيوتر والحواسيب.
ومن ضمن العلامات الرائجة في مجال امتياز التوزيع Exxon وTexaco وGoodYear Tyres وFord وChrysler وJohn Deere.
اقرأ أيضًا: كيف تروج لعلامتك التجارية بنجاح؟.. استراتيجية فعالة لتنمية أعمالك
العلاقات وامتياز التوزيع
يمكن الجزم، ومن دون شك، أن التشبيك بين الفاعلين في السوق؛ من موردين ومصدرين وتجار تجزئة، وتشعب العلاقات العامل الأول وربما الأهم لأي نجاح يمكن أن يتحقق في مجال امتياز التوزيع؛ إذ إن الممنوح لن تأتيه الجرأة للحصول على منتج وامتلاكه بشكل كامل إلا إذا كان يعرف الطريق/ الطرق التي يمكنه توزيعه من خلالها.
وإن كنا نشدد على أهمية العلاقات في هذا النوع من الامتياز فإننا لا نغفل أمورًا أخرى، ولا نقلل من شأنها أيضًا مثل: استراتيجيات التوزيع وكيفية تسويق المنتج، لكن تبقى العلاقات مع الفاعلين في السوق على رأس القائمة.
اقرأ أيضًا: تحديات تطوير الفرنشايز.. 3 خطوات للتغلب عليها
فيما وراء معطيات الفرنشايز
بالإمكان تقديم انتقادات جمة لنظام العمل في الفرنشايز في العمل، أبزرها على سبيل المثال لا الحصر: تسلط المانحين، ضيق مساحات الحرية الممنوحة للممنوحين، سوى أن كل هذه الانتقادات قد تنتفي جملة أو أكثرها على الأقل إن نحن توجهنا إلى امتياز التوزيع، فهنا للممنوح الحرية الكاملة في فعل ما يشاء مع المنتج الذي تولى توزيعه، فليس لصاحب المنتج أو مالك حقوق امتيازه التجارية أي حق للتدخل في استراتيجيات التوزيع ولا كيفياته.
وعلى الرغم من أن البعض قد ينظر إلى هذه المسألة على أنها أحد عيوب أو سلبيات امتياز التوزيع؛ إذ قد يُرى أن المانح يسلّم الممنوحين للهاوية دون تقديم أي معونة أو مشورة.
لكن هذا الانتقاد سينتفي إن نحن فهمنا أنه لا يعمل في مجال امتياز التوزيع، وكممنوح بشكل أدق، إلا من كان راسخ القدم في السوق، وله في التوزيع يد طولى وخبرة مديدة؛ حتى يكون بإمكانه التمتع بالحرية التامة التي يتيحها له هذا النوع من التوزيع، ثم لا تضيره تلك الاستقلالية التامة عن المانح.
اقرأ أيضًا:
أخطاء ممنوح الفرنشايز وموقف المانحين منها
ما أهمية الخبرة الصناعية عند الحصول على حق الفرنشايز؟