سجلت أسعار النفط ارتفاعًا في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الإثنين. وجاء هذا الصعود الحذر بعد قرار مجموعة “أوبك+” تعليق زيادة الإنتاج المقررة في الربع الأول من العام المقبل؛ ما ساهم في تهدئة المخاوف المتزايدة بشأن وفرة المعروض العالمي.
وبحسب ما أوردته “رويترز” فإن العقود الآجلة لخام برنت ارتفعت بمقدار 47 سنتًا، أو ما يعادل 0.73%. لتصل إلى 65.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 23:36 بتوقيت جرينتش.
علاوة على ذلك، أغلقت عقود برنت مرتفعة بمقدار 7 سنتات يوم الجمعة الماضي؛ ما يؤكد الزخم الإيجابي.
قرار “أوبك+” بتعليق الزيادة
كما زاد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 45 سنتًا أو ما يعادل 0.74% ليصل إلى 61.43 دولار للبرميل. وجاء هذا الارتفاع بعد أن أغلق على ارتفاع قدره 41 سنتًا في الجلسة السابقة. ما يعكس استجابة السوق لقرارات المجموعة المنتجة.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها، المعروفون باسم “أوبك+”، يوم أمس الأحد على زيادة إنتاج النفط بمقدار 137 ألف برميل يوميًا لشهر ديسمبر. وهو مستوى الزيادة ذاته لشهرَيْ أكتوبر ونوفمبر.
“أوبك+” تستشهد بعوامل موسمية
من ناحية أخرى، أصدرت المجموعة بيانًا ذكرت فيه أنه “بعد ديسمبر وبسبب عوامل موسمية، قررت الدول الثماني أيضًا تعليق زيادات الإنتاج في يناير وفبراير ومارس 2026”. ويعد هذا القرار بمثابة دعم قوي للأسعار في مواجهة التوقعات بضعف الطلب الموسمي.
كذلك، قالت هيليما كروفت؛ المحللة في آر بي سي كابيتال إن هناك مجال واسع لاتباع نهج حذر نظرًا لعدم اليقين بشأن الإمدادات في الربع الأول والضعف المتوقع على الطلب. وأشارت إلى أن القرار يتماشى مع توقعات السوق الحذرة.

روسيا تبقى عاملًا رئيسًا لتقلبات العرض
وشددت “كروفت” على أن “روسيا لا تزال عاملًا رئيسيًا في تقلبات العرض”. ويأتي ذلك في أعقاب فرض الولايات المتحدة عقوبات على شركات نفط روسية كبرى مثل: روسنفت ولوك أويل.
كما تأتي المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بروسيا من الهجمات المستمرة على البنية التحتية للطاقة الروسية. وقد تعرض ميناء توابسي، وهو أحد موانئ النفط الرئيسة على البحر الأسود، لهجوم أوكراني بالطائرات المسيرة أمس الأحد.
النفط يتجه لإنهاء الشهر بخسائر
علاوة على ذلك، تسبب الهجوم في ميناء توابسي في نشوب حريق، كما ألحق أضرارًا بناقلة نفط واحدة على الأقل. ويسلط هذا الحادث الضوء مجددًا على المخاطر التي تواجه إمدادات النفط في المنطقة.
وانخفض خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من اثنين بالمئة للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر تشرين الأول. ووصل الخامان إلى أدنى مستوى لهما في خمسة أشهر في 20 أكتوبر الماضي، وسط مخاوف من وفرة المعروض والمخاوف الاقتصادية بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية.
إنتاج قياسي أمريكي
كذلك، أظهر استطلاع أجرته “رويترز” أن المحللين يُبقون توقعاتهم لأسعار النفط دون تغيير إلى حد كبير؛ حيث رأوا أن ارتفاع إنتاج “أوبك+” وضعف الطلب عوضًا المخاطر الجيوسياسية على المعروض.
وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الجمعة الماضي أن إنتاج النفط الخام الأمريكي ارتفع بمقدار 86 ألف برميل يوميًا إلى مستوى قياسي بلغ 13.8 مليون برميل يوميًا في أغسطس. بينما نفى الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي أنه يفكر في شن ضربات داخل فنزويلا.


