يتميز الاقتصاد السعودي بتوسعه وتنوعه؛ حيث يعتمد بشكلٍ كبير على صادرات النفط والغاز الطبيعي، ومع ذلك فإن حكومة المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ وولي عهده الأمين -حفظهما الله- تعمل على تنويع اقتصادها من خلال إنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة، والتي تعتبر أداة مهمة لتعزيز النمو الاقتصادي وتحفيز الاستثمارات الوطنية والأجنبية.
تُعرف المناطق الاقتصادية الخاصة في المملكة بأنها مناطق تحتوي على بيئة تجارية محددة تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وتتمثل هذه البيئة في مجموعة من السياسات التي تُشجع الاستثمارات وتقلل من التكاليف، مثل: الإعفاءات الضريبية وتسهيلات الجمارك والمعاملات الإدارية والتشريعات المرنة وغيرها.
وبحسب هيئة المدن والمناطق الاقتصادية فإنه يُمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة الاستفادة من المناطق الاقتصادية الجديدة في المملكة؛ فعلى الرغم من أن هذه المناطق عادة ما تستهدف الشركات الكبيرة ومتوسطة الحجم إلا أنها تتيح أيضًا العديد من الفرص للشركات الصغيرة؛ حيث تُوفر الحكومة التسهيلات والتحفيزات للشركات الصغيرة والمتوسطة، مثل: توفير الأراضي والمكاتب بأسعار مخفضة والخدمات اللوجستية، والتسهيلات الجمركية والضريبية وتسهيلات الوصول إلى التمويل والتدريب والتعليم والبحث والتطوير.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة يُمكن أن تستفيد بشكلٍ كبير من وجود الشركات الكبيرة في المنطقة؛ إذ يُمكنها العمل كموردين أو شركاء لهذه الشركات، وبالتالي تحقيق النمو والتوسع في الأعمال. وبشكل عام فإن المناطق الاقتصادية تتيح عادة فرصًا للشركات الصغيرة والمتوسطة للتوسع في أعمالها وتحقيق النمو، وتقدم لها التسهيلات والتحفيزات التي يُمكن أن تؤثر بشكل إيجابي في عملياتها التجارية وتحسين أدائها المالي.
أهداف المناطق الاقتصادية الخاصة
تهدف المناطق الاقتصادية الخاصة في المملكة إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال تحقيق عدة أهداف من بينها: جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية؛ حيث تستهدف هذه المناطق جذب الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وتوفير بيئة تجارية مناسبة وتسهيلات تجعل الاستثمار في المنطقة أكثر جاذبية وسهولة.
وتعمل المناطق الاقتصادية الجديدة دائمًا على تحسين الإنتاجية والكفاءة في الصناعات والخدمات الموجودة بالمنطقة؛ وذلك عن طريق توفير التسهيلات والتحفيزات للشركات، علاوة على ذلك فإن المناطق الاقتصادية تُساعد في إتاحة المزيد من فرص العمل الواعدة لجميع المواطنين وتحسين مستويات الدخل والحياة في المملكة.
وتسعى المناطق الاقتصادية الجديدة بشكلٍ دائم إلى تطوير الموارد البشرية في المملكة؛ من خلال توفير التعليم والتدريب والتحفيزات للشباب والعمالة المحلية، كما تعمل على تعزيز التكنولوجيا والابتكار، وهو ما يُساهم بشكلٍ كبير في تطوير الصناعات وتحسين الإنتاجية والكفاءة.
وبحسب تقرير صادر عن الهيئة العامة للإحصاء فإن عدد الشركات المسجلة في المناطق الاقتصادية بالمملكة ارتفع بنسبة 20% خلال عام 2020، مقارنة بعام 2019، كما تُشير بيانات المركزي السعودي إلى أنَّ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المملكة ارتفع بنسبة 10% خلال عام 2020، ويتوقع أن يستمر النمو في السنوات القادمة.
ووفقًا لتقرير هيئة المدن والمناطق الاقتصادية ساهمت المناطق الاقتصادية في توفير أكثر من 125 ألف فرصة عمل داخل المملكة خلال عام 2020، كما تُشير الهيئة إلى أنَّ المناطق الاقتصادية الخاصة تُساهم بشكلٍ كبير في تعزيز التنافسية وتحسين الإنتاجية والكفاءة؛ حيث يتم تقديم التسهيلات والتحفيزات للشركات لتحسين جودة المنتجات وخدمات العملاء.
اقرأ أيضًا: انخفاض معدلات البطالة في المملكة.. رؤية 2030 تؤتي ثمارها
المناطق الاقتصادية الخاصة الجديدة
في خطوة مهمة لتعزيز النمو الاقتصادي في المملكة أطلقت هيئة المدن والمناطق الاقتصادية 4 مناطق اقتصادية خاصة جديدة؛ حيث تُتيح فرصة واعدة للانضمام إلى أهم الشركات العالمية لإطلاق ابتكارات جديدة وتوسيع الأعمال التجارية الخاصة في القطاعات الأساسية والناشئة ضمن مواقع استراتيجية عبر المملكة، وتتمثل هذه المناطق في التالي:
-
المنطقة الاقتصادية الخاصة بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية
تُعتبر المنطقة الاقتصادية الخاصة بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية واحدة من أهم المناطق الاقتصادية في المملكة؛ حيث تتمتع بموقع استراتيجي مميز في قلب طرق التجارة العالمية، وبحسب تقرير البنك الدولي 2022 فإن البحر الأحمر يحتضن 13% من تدفقات التجارة العالمية؛ ما يُتيح للأعمال التجارية الخاصة الوصول إلى سلاسل الإمداد العالمية بالاعتماد على بنية تحتية عالمية المستوى، وهو واحد من أكثر الموانئ كفاءة على مستوى العالم.
وتُركز المنطقة الاقتصادية الخاصة بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية على العديد من المجالات الرئيسية، والتي تشمل سلسة توريد وخطوط تجميع السيارات، السلع الاستهلاكية، تقنية المعلومات والاتصالات، الصناعات الدوائية، التقنية الطبية، الخدمات اللوجستية.
وتتميز المنطقة بإمدادات كهربائية كافية تشمل ما يزيد على 29 جيجا وات من الطاقة النظيفة سنويًا، وتوفير إمدادات مياه الشرب والمياه المعالجة بمعدل 1.5 بار على الأقل، كما توفر منطقة الغاز للمستثمرين إمدادات الغاز الطبيعي بتكلفة منخفضة، إضافة إلى محفظة واسعة من خدمات الاتصالات بالاعتماد على شبكة ألياف ضوئية فائقة التطور، وأخيرًا شبكات صرف صحي عالية الجودة، بما في ذلك مفاعل الأغشية الحيوية.
-
المنطقة الاقتصادية الخاصة برأس الخير
تتمتع المنطقة الاقتصادية الخاصة برأس الخير بموقع مميز في منطقة الخليج العربي، وتوافر قوى عاملة متخصصة ونظام نقل متطور وفعال يتيح وصول جميع الأعمال التجارية إلى أهم الأسواق العالمية.
وتُركز المنطقة على العديد من المجالات الرئيسية؛ أهمها: بناء السفن وصيانتها وإصلاحها وتشغيلها، ومنصات الحفر البحرية وصيانتها وإصلاحها وتشغيلها، وتتميز المنطقة بالوصول إلى أحدث التقنيات، بما في ذلك: الذكاء الاصطناعي والقياسات الحيوية وإنترنت الأشياء، منتجات ومواد صديقة للبيئة ومصادر طاقة متجددة، الاستفادة من المنتجات والمواد المستدامة ومصادر الطاقة المتجددة، مجموعة واسعة من خدمات الاتصال باستخدام أحدث شبكات الألياف الضوئية، الاستفادة من الأسعار التنافسية العالمية.
-
المنطقة الاقتصادية الخاصة بجازان
تتسم المنطقة الاقتصادية الخاصة بجازان بموقع جغرافي فريد على طريق الشحن الحيوي عبر البحر الأحمر، ويتميز هذا الموقع بقربه من الأسواق الإفريقية المتنامية، إضافة إلى دوره المهم كمنصة للاستثمار السعودي – الصيني.
وتهتم المنطقة الاقتصادية الخاصة بجازان بمعالجة الأغذية وتحويل المعادن والخدمات اللوجستية، وتُقدم إمدادات كهربائية فعالة من حيث التكلفة؛ حيث يتم توليد 2.4 جيجا وات منها في محطة أرامكو، كما توفر خيارات كبيرة من الكفاءات وقوى العمل الماهرة والمتخصصة، وإيجارات صناعية تنافسية مقارنة مع باقي المناطق محليًا وإقليميًا، ومجموعة خيارات واسعة لإمدادات المياه بتكاليف منخفضة، بما في ذلك: المياه المخصصة لأغراض الري والشرب والصرف الصحي.
-
المنطقة الاقتصادية الخاصة للحوسبة السحابية والمعلوماتية
من خلال المنطقة الاقتصادية الخاصة للحوسبة السحابية والمعلوماتية يُمكن لرواد الأعمال الانضمام إلى وادي السيليكون والبدء في تأسيس المشاريع التقنية بهذه المنطقة الحاضنة للتقنيات الرقمية الناشئة والمتقدمة.
وتتميز المنطقة الاقتصادية الخاصة للحوسبة السحابية والمعلوماتية باستثناءات ضريبية تتماشى مع مبدأ تجنب الازدواج الضريبي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وتتوافق مع النماذج التشغيلية الخاصة بمزودي خدمات الاتصالات، وإعفاء الموظفين الوافدين في المنطقة من الرسوم المفروضة على مرافقيهم، وتكلفة منخفضة لتوصيل المنشآت بالشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى توفير خدمات فعالة في مجال الحوسبة السحابية ضمن المنطقة، مع إمكانية بناء مراكز البيانات وتشغيلها من أي مكان في المملكة.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
منصة نسك.. خدمات متميزة لضيوف الرحمن
مجموعة الخطوط السعودية تستعد لموسم الحج.. تحديثات شاملة
مسرعات الأعمال وتنمية المشاريع.. وسيلة الدعم الأولى
أداء الميزانية السعودية.. نمو الإيرادات وتقلّص الدين العام
استعدادات المملكة لموسم الحج.. جهود لخدمة ضيوف الرحمن
اقرأ أيضًا المزيد على موقع الجوهرة: