درست العلوم السياسية وعملت في القطاع الخاص والقطاع الصحي، ثم عملت مسوؤلة علاقات عامة لفترة، وساهمت في أعمال تطوعية مع اللجنة النسائية للهلال الأحمر واللجنة النسائية للسلامة البحرية، وكانت لديها مجلة الكترونية باسم “سبكترم” وكانت تهتم بنشر الثقافة الفنية بين المملكة والدول الأوروبية، تقلدت عدة مناصب بالقطاع الخاص، وتعمل حالياً في مؤسسة “قولد ستار” التي أسستها مع خبراء أجانب، وتشغل منصب المدير العام لها، تتمنى رانيا أن تتحول إلى شركة كبيرة في المستقبل، تضم كوادر من شباب سعودي مؤهل ولديه أفكار، فالمؤسسة ليس هدفها تحقيق أعمال ربحية فحسب، بل الهدف هو تعليم الكوادر السعودية على تنفيذ العمل بشكل احترافي وراقي ينافس السوق الدولية، في الحوار التالي تسرد رانيا تجربتها في مجال التصوير والعمل الحر وتقدم نصائح للراغبين في الدخول إلي مجال الأعمال.
*كيف دخلتِ إلى عالم التصوير؟
– دخلتُ عالم التصوير في بداية العام 2006م والآن لي أكثر من عشر سنوات في هذا المجال، وقد دخلتهُ بالصدفة وكانت في البداية مجرد هواية ثم بدأتُ أطورها عبر الدورات المتواصلة إلى أن احترفت العمل فيه وأنجزت أعمالاً جيدة بحمد الله.
*كيف يمكن أن تدعم ريادة الأعمال مجال التصوير؟
ريادة الأعمال تدعم أي مشروع جديد، وأنا أرى أن عالم التصوير عالم كبير ومتجدد لا نزال نحتاج إلى تطويره، وريادة الأعمال معروف أنها تنمي المشاريع الشبابية وتدعمها سواء أكانت منظمات أو مشاريع ربحيه، وبالتالي تخلق فرص عمل متنوعة، كما أنها تشجع الشباب على دخول السوق بشكل منظم وبدعم لوجستي وتقدم لهم أفكاراً لكيفية تحقيق النجاح والمنافسة في السوق.
*حدثينا عن فوزك بجائزة حماية البيئة طريق لمستقبل أخضر؟
– الجائزة كانت في العام 2010م بألمانيا عن حماية البيئة، ومن خلال زيارتي لعدة مدن خاصة الأحياء القديمة لاحظتُ أن التلوث البيئي عالي جداً، وأنا مهتمة جداً بالصحة العامة، ووجدتُ أن الأحياء التي تنعدم فيها الرقابة وليس بها معايير صحية، تؤثر على حياة الناس على المدى القريب والبعيد وتنتشر بينهم الأمراض.
ومنذ ذلك الوقت بدأتُ أهتم بموضوع تلوث البيئة، خاصة مع ظهور أمراض جديدة مثل انفلونزا الطيور والخنازير وغيرها، كل ذلك جعلني أركز على موضوع حماية البيئة، حتى أكرمني الله ونلتُ جائزة فضية بالمانيا سلمني لها رئيس البرلمان، وكان هذا الانجاز بدعم كبير من ولاة الأمر ووزارة الإعلام التي كانت من أكبر الداعمين لي.
* افتتحت السعودية الآن دورً للسينما مما يوفر فرص للمصورين، ما هي نوعية الفرص التي يمكن أن تتوفر؟
– السينما صناعة وسوق، وهي بالفعل توفر فرص عمل كثيرة، في التصوير والإنتاج والإخراج وكتابة السيناريو والهندسة والممثلين وغيرها، وهي صناعة متأصلة فيها إبداع وفن، ودائما ما اردد إن الفن يكسر الحواجز بين الشعوب، وأتمنى أن يكون هناك دور أكبر للمسرح؛ لأنه مهم جداً في نقل الثقافة، وأتمنى أن تكون هناك معاهد مختصة لتعليم الشباب والشابات كيفية صناعة السينما وفنونها، والسينما في رأيي هي سوق عمل جديد يتطلب التوجه نحوه والبحث عن مواهب جديدة، وأعتقد أنه ليس فقط مجال للمصورين بل لكل المبدعين الذين يحملون فكراً ونظرة فنية، وأتمنى أن يتم عمل فيلم توثيقي للفترة التاريخية الحالية التي نعيشها حتى ننقل أحداثها للأجيال الجديدة، وليس بالضرورة أن يتم التصوير الآن ولكن ينبغي أن تكتب وتؤرخ حتى تعرف تلك الأجيال كيف عشنا هذا التحول، ومعروف أن السينما هي الأسرع في إيصال أي رسالة، كما أنها تبقى مستمرة وتشاهدها أجيال مختلفة، وأوضح مثال على ذلك فيلم “صلاح الدين” وهو بالرغم من قدمه لا تزال أجيال جديدة تشاهدهُ، وأيضاً فيلم “وا اسلاماه” وهو فيلم مُهم في تاريخ السينما العربية، وأتمنى أن يكون لنا دور كذلك في تاريخ السينما العربية، وتكون لنا أفلام توثق تاريخنا، تتوفر في المكتبة السينمائية العربية لتستفيد منها الأجيال المختلفة.
*ما هي المعوقات التي تواجه المرأة في مجال الأعمال بشكل عام؟
– أعتقد أن من أهم المعوقات التي تواجه شابات الأعمال، إنه ليس لديهنَّ العلم الكافي بحقوقهنَّ القانونية عند دخولهنَّ مجال الأعمال، وقد كان موجوداً بصورة أكثر في السابق، أما الآن فهناك توعية من قبل كل الجهات مثل: وزارة العمل والتجارة وغيرها، كما ساهم الإعلام في التثقيف العام ونشر الوعي بالقوانين والحقوق، خاصة في مجالات مثل: كيف يمكنك فتح مشروع جديد؟ وقد سهلت الحكومة الالكترونية الكثير على شباب وشابات الأعمال، ولا بد من زيادة التطور في هذا الجانب وتنشيط جميع الدوائر الحكومية إلكترونياً، حتى تساعد الشباب لدخول سوق العمل.
*ما هي الأساسيات التي يحتاجها رائد الأعمال لافتتاح أي مشروع؟
– أولاً: أهم الأساسيات هي تحديد الهدف، واختيار المشروع الذي يحتاجه السوق، وتوفير الموارد اللازمة وتحمل المخاطر ومحاولة تطوير المشروع على الدوام، وإذا كانت هناك إمكانية شريك مالي يدخل معه المشروع، والدراية الكاملة بالقوانين والنظم حتى لا يعرض الشركة أو المؤسسة للخطر، واستشارة ذوي الخبرة عن كيفية نجاحهم في بداية مشاريعهم، والأهم من كل ذلك هو الاستمرارية؛ لأن المشروع يحتاج لصبر ووقت حتى يبدأ، وحتى يثق صاحب المشروع في قدراته وتكون لديه رؤية شاملة للمشروع، وكيف يكون قادراً على إقناع العملاء، وتكون لديه رؤية إستراتيجية لمشروعه، وكيف يستطيع إدارة وقته، وهذه أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها كل من يريد أن يدخل مشروعاً جديداً.
*من وجهة نظرك ما دور المرأة السعودية في تنفيذ رؤية 2030م؟
– المرأة عنصر قوي في المجتمع، وتمكينها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً بما يتوافق مع تعاليمنا الإسلامية، سيخدم أهداف الرؤية ويحقق التنمية المستدامة، والمرأة لها دور قوي في المنهج السعودي الجديد، وهي جزء من المجتمع وكلما مكّناها ساعدت على إنشاء جيل يُكمل مسيرة وأهداف الرؤية، وأتمنى أن يكون هناك رفع لنسب تمثيل المرأة في المناصب الداخلية والخارجية لتساعد القيادة في تحقيق أهداف الرؤية، ومن هنا أشكر قادتنا وولاة أمرنا لأنهم وضعوا للمرأة مكانة وهدف لتحقيق الرؤية، وفتحوا لها عِدة مجالات لتمكينها وتمثيلها في الحكومة وفي المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
*في ظل التوجه للسماح بالفيز للسياحة في السعودية واستقطاب المستثمرين الأجانب إلى أي درجة وثقت أماكن السياحة بالصور؟
– هناك مجموعات كثيرة قامت بعمل جولات داخل مدن المملكة واكتشفوا أماكن جديدة ووثقوها بالصور، مثل: رحلات الهايكنق وزيارة الأماكن الأثرية، كل هذا سيساعد كثيراً على زيادة أعداد السياح، وهذه صناعة جديدة ينبغي علينا كمصورين أن نجتهد أكثر لتطويرها؛ لأننا بصراحة مُقِلين جداً في هذا الجانب ربما بسبب أن أكثر المصورين غير متفرغين تماماً للتصوير، وأتمنى أن يكون هناك دعم للمصورين ليقوموا بتغطية كل الأماكن الأثرية والتاريخية الجميلة بكل مناطق المملكة، وأن يكون هناك مشروع موحد ينضم إليه كل شباب المصورين ليقوموا بعمل جولات متنوعة في شكل فرق إلى كل المناطق، ويكون ذلك تحت مظلة رسمية- هيئة السياحة أو وزارة الثقافة- حتى يخدم السياحة الداخلية.
*كيف توفقين بين حياتك العملية والشخصية؟
– أولاً: التوفيق بيد الله، ثم الشيء الآخر هو أهمية إدارة الوقت بالنسبة لي في التنسيق بين حياتي العملية والشخصية، وأنا أعتقد أن مدينة الرياض التي أعيش فيها لا تسمح لك إلا بالعمل وبذل مزيد من الجهود لشدة المنافسة في سوق العمل، وحتى تنجح لا بد أن تكون سريع في اتخاذ القرارات وكسب الفرص، لذلك فالتنظيم مهم جداً، فلا بد أن تنظم حياتك الشخصية بما لا يؤثر على حياتك العملية وعلى نجاحك، وأنا أؤمن تماماً أن من لديه هدف محدد فإنه سيسخر كل طاقاته لتحقيق هذا الهدف.
*أنت شابة وحققت إنجازات كثيرة خلال سنوات قليلة.. ما هي النصائح التي توجهينها للشباب المقبلين على الحياة العملية؟.
– بحمد الله أنا سواء في مجال التصوير وهو -هواية بالنسبة لي- أو في أعمالي التجارية، حققتُ انجازات وجوائز عديدة، وصورتُ مناسبات ومؤتمرات مهمة كالقمة العربية وافتتاح الجنادرية وبعض المناسبات الدولية، ووجدت دعماً من الجهات المختصة الذين فتحوا لي المجال كمصورة سعودية لتصوير عدد من الفعاليات الرسمية المهمة وتوثقها للتاريخ.
*ما هي الأعمال التي تديرينها الآن؟
– حالياً أنشأت مؤسسة لتنظيم الحفلات والمؤتمرات والترفيه، بالتعاون مع خبراء عالميين مختصين في هذا المجال، وهذا سوق جديد بالنسبة لنا ونحن نحتاج لأخذ الخبرة ممن سبقونا فيه وأعتقد أن هذا ليس عيباً، وأنا أتعلم منهم حتى يكون لنا في المستقبل كوادر وطنية قادرة على إدارة السوق بنفسها، كما تعاونت مع شركة استشارية أجنبية لوضع الخطط التي يمكن أن أدخل بها السوق، و”الايفنتات” والمشاريع التي تواكب المستوى الدولي، وهذا العمل هو واجهة للدولة وكسب سُياح جدد وتسويق للمملكة في الخارج، وهذه المشاريع والمعارض الكبيرة والحفلات الموسيقية تُروج للمملكة بأنها مواكبة وغير متأخرة وأننا مع الصفوف الأولى، فقط نحتاج دعماً من أصحاب القرار وفتح المجال لنا بشكل أكبر، وأتمنى أن تكون لي بصمة في هذا المجال مستقبلاً، وأن تجد أعمالي الرضا والقبول وسط الناس وأن أحقق في عملي النجاح المطلوب ويستفيد الجيل الجديد من تجربتي، ومثلما وجدت دعماً كمصورة أتمنى أن أجد الدعم في هذا المجال الجديد، وأتمنى أن تكون مؤسستي من الواجهات المشرفة بإذن الله في المستقبل القريب.