المصممة روان سندي
لا شيء مستحيل ورأسمال هذا المشروع الموهبة قبل المال
المشاريع تبدأ صغيرة وبالإصرار والعزيمة تصبح كبيرة
إعداد : ولاء خالد
روان سندي حاصلة على بكالوريوس في التصميم الجرافيكي من جامعة دار الحكمة بامتياز مع مرتبة الشرف وماجستير إدارة أعمال (تخصص تسويق) من جامعة الأعمال والتكنولوجيا بامتياز مع مرتبة الشرف. اكتسبت خبرة عملية من خلال عملها كمصممة جرافيك ثم مديرة إبداعية لدى شركات محلية وعالمية رائدة في مجال الدعاية والإعلان.
• حديثنا عن مشروعك؟ ودافع انطلاقك فيه؟
بدأ مشروعي بعملي كمصممة جرافيك مستقلة ثم أنشأت مؤسسة خاصة بتقديم حلول التواصل المرئي، ومشروعي يقدم خدمات تصميم العلامات التجارية، إضافة إلى خدمات الدعاية والإعلان وتصميم المواد الترويجية للمؤسسة، وكذلك حلول التواصل المرئي المختلفة مثل تصميم المواقع الإلكترونية وغيرها من الحلول، ويستهدف مشروعي الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة إضافة إلى مشاريع تصميم للأفراد.
لا أختلف مع الآخرين في أن الوظيفة تمثل الاستقرار والدخل الثابت، في حين أن العمل الحر مليء بالمخاطر والتحديات، ولقد كان عملي لدى شركات متخصصة أساس خبرتي العملية، حيث أتاحت الوظيفة لي فرصة تنفيذ مشاريع تصاميم لكبرى الشركات، لكني أؤمن بأهمية العمل التجاري الحر فهو يتيح لرواد الأعمال خلق مشاريع جديدة وأفكارا مبتكرة أو لربما تنفيذ نفس مشروع الوظيفة بأسلوب وطابع جديد مبتكر، كما أن العمل الحر بالنسبة للمصمم يمنحه مساحة من الحرية في اختيار أوقات العمل وحرية قبول المشاريع إذا كانت ممتعة، وحتى على الصعيد المادي فبإمكان المصمم الحر الناجح جني نفس قيمة الراتب أو ربما أكثر باجتهاده وطموحه.
إضافة إلى أني أجد في عملي كمصممة حرة نوعاً من تحقيق الذات وإرضائها، وكلما زادت المشاريع واكتسبت عملاء جددا فهذا دليل على حسن أدائي وسمعتي في سوق العمل كمصممة.
• كيف أصبحت روان سندي من رواد الأعمال في مجال الدعاية والإعلان؟
لنقل إن لدي خبرة علمية وعملية جيدة في مجال الدعاية والإعلان اكتسبتها من دراستي الجامعية وممارستي للمهنة في شركات متخصصة عالمية ومحلية، إضافة إلى التثقيف والتعليم الذاتي .. وأعتبر نفسي ما زلت في الدرجات الأولى على سلم العمل الحر كمصممة مستقلة وأسعى لتأسيس قاعدة عملاء ثابتة.
• ما هو أول عمل قمتي بتصميمه وما كانت توقعاتك حياله؟
بدأت عملي كمصممة مستقلة أثناء دراستي الجامعية بمشروع بسيط جدا وهو تصميم كرت عمل (بزنس كارد) لأحد الأشخاص ثم تدريجيا جاءتني الفرصة وكان أول مشروع متميز بحجمه قمت بتصميمه عبارة عن هوية تجارية متكاملة لأحد الشركات الرائدة في مجال التقنية الكهربائية. كنت أشعر بالخوف من الفشل وقليل فقط من الثقة بالنفس لكن هذه الأحاسيس استبدلت بفرحة عارمة حين تم تنفيذ المشروع بتطبيقاته المختلفة وشاهدته على أرض الواقع في مختلف الوسائل وكنت أتلقى اتصالات تهنئة وثناء من المقربين .. واشتعلت في الحماسة والرغبة لاستكشاف وإثبات قدراتي وبفضل الله اليوم ازدهر رصيدي المهني بمشاريع أكبر وأكثر تميزاً.
• كيف ترين مستقبل التصميم الجرافيكي في السعودية؟
إن قطاعات العمل المختلفة تشهد إقبالا واهتماما لتطوير التواصل مع الجمهور. وأصبح التصميم الجرافيكي جزءاً أساسيا من نشاط قطاعات العمل المختلفة، فبالنسبة للمنشآت والشركات يعد التصميم الجرافيكي بمثابة متحدث رسمي عن نشاطاتهم، وهو الذي يحثهم على المحافظة على علاقاتهما الدائمة بعملائهم بالشكل الذي يطمحون إليه لتحقيق النجاح. كل هذه الأمور جعلت للتصميم الجرافيكي أهمية خاصة ودورا مهماً في النشاط الاقتصادي، والاجتماعي.
• ما مدى أهمية التصميم الجرافيكي لنهوض أي مؤسسة؟
لقد أصبح التصميم الجرافيكي أحد أهم عوامل النجاح لأي نشاط تجاري، والمصمم الجرافيكي هو حلقة الوصل ما بين الشركات والجمهور، حيث ينقل الأفكار والرسائل إلى الناس بدءا من خلق الفكرة وانتهاء بإخراجها وتقديمها للجمهور المتلقي بطريقة إبداعية وجذابة. واليوم مع تطور وسائل التقنية الحديثة وتعدد خيارات المستهلك والمنافسة القوية بين الشركات تبرز أهمية العلامة التجارية ومدى فاعلية الدعاية والإعلان لها، لم يعد يكفي أن تتميز الشركة بمنتجاتها أو خدماتها، بل أصبح من الضرورة أن تتميز بعلامتها التجارية وطريقة تسويقها لمنتجاتها بطريقة إبداعية مبتكرة وجذابة للعملاء.
وهنالك العديد من الشركات تصدرت المراتب الأولى بين المنافسين وتضاعف حجم مبيعاتها بعد قيامهم بـ (rebranding) أي إعادة تصميم وإنتاج العلامة التجارية، إضافة إلى إطلاق حملات إعلانية وترويجية مبدعة وحتى بالنسبة للشركات الناشئة فإن دخولها سوق المنافسة بهوية مبتكرة ومستوى مختلف ومتميز من الدعاية والإعلان يؤهلها لتبرز بشكل قوي وجذب الجمهور.
• النصيب الأكبر لسوق التصميم الجرافيكي في المملكة للرجال كيف استطعتي أن تميزي نفسك كسيدة مصممة؟
الطريف أن أغلب عملائي من الرجال الممثلين لشركاتهم أو أصحاب المؤسسات التجارية الخاصة، وهذا يعني أن هنالك ثقة في المصممات كسيدات لم أتعمد أبدا منافسة مصممين معينين فلطالما انصب تركيزي على عملي وأدائي، وربما الجواب فعليا عند العملاء أنفسهم فعلى سبيل المثال أذكر أن أحد عملائي تعامل معي بعد أن فسخ عقده مع أحد المصممين الرجال، وطلب مني تصميم علامة تجارية جديدة ومختلفة؛ مبررا أن المصمم الأول لم يكن يلتزم بمواعيد التسليم ولم يكن سريع التجاوب أو حتى متاحاً للتواصل في أغلب الأوقات، لكن بشكل عام فإن المنافسة منتشرة بين المصممين بشكل كبير؛ ما يشكل تحديا للمصمم لإثبات تميزه ومهاراته عن غيره من المصممين الآخرين. لكن سر التميز يكمن في أن لكل مصمم أسلوبه وطابعه الخاص الذي يميزه عن غيره. كما أن قوة الخيال والإبداع في خلق أفكار جديدة عامل إضافي للنجاح والتميز. إضافة إلى أن كل مصمم يمتاز بمهارات قد لا تتوفر لدى غيره سواء بالتقنية المستعملة في التصميم والإخراج مثل الرسم أو التصوير أو مهارة استخدام برامج معينة، فعلى سبيل المثال قد تجد أحد المصممين ماهرا في استخدام برامج التصميم ثلاثي الأبعاد ومصمما ثانيا يتميز في برامج صناعة وتحرير الأفلام.
• كيف تقيمين التوجه النسائي لمجال التصميم الجرافيكي؟ وأين ترين نفسك؟
توجه قوي جدا وأرى أن المصممات قد نجحن في إثبات موهبتهن وقدراتهن في مجال التصميم، ويوجد حاليا على الساحة المحلية عدة أسماء لامعة لمصممات موهوبات، وأرى أني ما أزال مبتدئة في أول الطريق، لكني أطمح لأكون من أحد هذه الأسماء اللامعة في المستقبل القريب وربما أيضا معلمة لطالبات الجامعة ذات يوم.
• هل من مبادئ وأسس يستعين بها من يريد أن يسلك طريق النجاح؟
مهنة المصمم الحر تحتاج لعزيمة وإرادة قوية وصبر طويل، فلا يعتقد أحد المصممين أنه يمكن أن يصبح مصمما حرا في يوم وليلة أو في وقت قصير جدا، لكن بشكل عام هناك بعض المبادئ التي قد ترسم ملامح خارطة الطريق، فلا بد من توفر الخبرة العملية وإجادة تقنيات مختلفة تميز المصمم وتنظيم الوقت وتهيئة المكان والجو المناسب واختيار سبل التسويق المناسبة، وحسن التعامل مع العملاء والالتزام بالجدية واحترام المواعيد، كذلك التحلي بأخلاقيات العمل فيما يخص حقوق الملكية الفكرية وتطوير الذات بشكل مستمر.
• ما الرسالة التي توجهينها للشباب من رواد الأعمال من الجنسين؟
معظم المشاريع تبدأ صغيرة وبالإصرار والعزيمة تكبر. علينا ألا نفقد الحماسة وأن نستفيد من قصص نجاح الآخرين الذين سبقونا. لا تنقلوا أعمال الآخرين وتفردوا بأفكار جديدة ومبتكرة.