ليس مفاجئًا أن يتزايد انتشار المؤسسات غير الربحية في الحقبة الأخيرة _هناك 1.6 مليون منظمة غير هادفة للربح في الولايات المتحدة وحدها_ خاصة في ظل اشتداد الحاجة إلى المساعدة، وصعوبة شروط وقواعد المنافسة، وانفتاح الأسواق وعولمتها، وما تمثّله التحولات التقنية والرقمية الحالية من تهديدات على مستقبل العمل والبشر بشكل عام.
ونتيجة لرفع الدول الوطنية يدها عن حاجات المواطنين، وعدم تقديم الخدمات الاجتماعية، والتخلي عن نموذج دولة الرفاهية؛ تم التوجه في مسارين: الأول هو العمل الحر وريادة الأعمال، وتمثّل المسار الثاني في الذهاب إلى تأسيس المؤسسات غير الربحية والمنظمات الخيرية التي تهدف إلى خدمة المجتمع ككل أو بعض فئاته.
يمكن اعتبار هذه المؤسسات نمطًا تنظيميًا ونسقًا جديدًا بالكلية، ويمكن النظر إليها بصفتها استجابة لأزمات اجتماعية معينة، وأيًا كان الحال، فلا أحد يمكنه إنكار الدور المحوري الذي تلعبه هذه المنظمات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي.
اقرأ أيضًا: الاستثمار الاجتماعي المسؤول.. الربح والأثر
محاولة للتعريف
تُعرف المنظمة غير الربحية (NPO)، والمعروفة أيضًا باسم الكيان غير التجاري، بأنها منظمة تخدم الصالح العام ومعفاة من الضرائب، والغرض منها شيء آخر غير تحقيق الربح.
وعادةً ما تكون هذه المنظمات تعليمية، أو علمية، أو خيرية؛ أو أدبية، أو دينية، أو منظمة مهنية. وفي الغالب يكون مؤسسوها وأعضاؤها قادرين على تقديم التبرعات، تلك التبرعات التي تكون معفاة من الضرائب في معظم الأحيان.
والمؤسسات غير الربحية هي كيانات مملوكة للقطاع الخاص، لا تقدم مزايا مالية لأعضائها أو أصحاب المصلحة فيها. بمعنى آخر، هي عبارة عن مجموعات مدمجة بشكل خاص لغرض خيري، ولا يهدف القائمون عليها إلى الاستفادة من الأنشطة التي يقومون بها، إنهم موجهون إلى هدف خارجي، وهدفهم مد يد العون لغيرهم.
ووفقًا لمعهد المعلومات القانونية التابع لكلية الحقوق بجامعة كورنيل، فإن المنظمة غير الربحية هي:
«مجموعة منظمة لأغراض أخرى غير تحقيق الربح، والتي لا يتم فيها توزيع أي جزء من دخل المؤسسة على أعضائها، أو مديريها، أو مسؤوليها».
اقرأ أيضًا: الإبداع الاجتماعي في المؤسسات.. فن تغيير العالم
أنواع المنظمات غير الربحية
تأخذ المؤسسات غير الربحية أشكالًا متعددة نذكر منها ما يلي:
-
المؤسسات الخاصة
تعمل هذه المؤسسات على جمع الأموال والتبرعات من عدد محدود من الأعضاء الذين يساهمون بجزء كبير من التبرعات للمنظمة.
ولا تشارك هذه المؤسسات عمومًا بنشاط مباشر في الأعمال الخيرية الفعلية، ولكنها تقوم بتمويل بعض المنظمات الأخرى التي تعمل على تلبية نفس أهدافها.
-
المؤسسة الخيرية العامة
يقبل هذا النوع من المنظمات التبرعات والأموال من قسم كبير من الناس؛ من خلال الاشتراك في العضوية أو عبر مجموعة متنوعة من وكالات التمويل.
ولكي يتم تصنيفها على أنها منظمة خيرية عامة؛ يجب أن يكون لديها برنامج نشط أو مستمر لجمع الأموال وتلقي التبرعات من عدة مصادر، والتي يمكن أن تشمل المنظمات الخاصة أو وكالات التمويل أو الجمهور العام أو الوكالات الحكومية.
-
مجموعات المناصرة
يتم تشكيل هذا النوع من المنظمات للتأثير في التشريعات أو سياسات الحكومة بشأن قضايا معينة، وهي مكرسة لخدمة فئة محدودة، أو بالأحرى لخدمة قضية معينة.
لا يتم تصنيف هذا النوع من المنظمات على أنها مؤسسات خيرية، وبالتالي لا يحق لها المطالبة بالإعفاء الضريبي.
-
منظمات العضوية
يتم إنشاؤها عادةً لصالح أعضاء المنظمة بدلًا من العمل لصالح المجتمع ككل، ومن الأمثلة على هذا النوع من المنظمات: مجموعات المحاربين القدامى والجمعيات المهنية وما إلى ذلك.
اقرأ أيضًا:
المبادرات الاجتماعية للشركات وصنع عالم أفضل
دور المسؤولية الاجتماعية في دعم رواد الأعمال
ثقافة العدالة في المؤسسات.. تعزيز للإبداع وزيادة بالإنتاجية