شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا، اليوم الاثنين، متراجعة من أعلى مستوى لها في نحو أسبوعين، مع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي.
ويأتي هذا التراجع رغم أن تزايد الرهانات على خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي قدّم بعض الدعم للمعدن النفيس.
وانخفض الذهب الفوري بنسبة 0.1% إلى 3,367.86 دولار للأونصة، بحلول الساعة 06:32 بتوقيت جرينتش. وكانت أسعار الذهب سجلت يوم الجمعة الماضي أعلى مستوى لها منذ 11 أغسطس، وفقًا لوكالة “رويترز”.
تأثير الدولار في حركة المعدن النفيس
ارتفع مؤشر الدولار (DXY.) بنسبة 0.1% أمام العملات المنافسة بعد أن هبط إلى أدنى مستوى في أربعة أسابيع. هذا الارتفاع المفاجئ في قيمة الدولار جعل الذهب أقل جاذبية للمشترين الذين يحملون عملات أخرى.
في حين من المعروف أن هناك علاقة عكسية بين قيمة الدولار وسعر الذهب؛ حيث يؤدي ارتفاع الدولار إلى زيادة تكلفة شراء الذهب بالنسبة للمستثمرين في الخارج. وهو ما يؤدي عادة إلى انخفاض الطلب عليه.
تصريحات “باول” ودعم التوقعات
كذلك تؤثر تصريحات المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي بشكل مباشر في حركة أسعار الذهب. ففي يوم الجمعة الماضي أشار جيروم باول؛ رئيس الاحتياطي الفيدرالي. إلى احتمال خفض سعر الفائدة في الاجتماع المقبل.
كما أوضح “باول” أن المخاطر على سوق العمل تتزايد، بينما يظل التضخم تهديدًا، وأن القرار لم يحسم بعد. هذا الموقف الحذر أدى إلى تزايد التوقعات لدى الأسواق بأن الفيدرالي قد يغيّر مساره قريبًا.

رهانات السوق على خفض أسعار الفائدة
علاوة على ذلك تظهر أداة “CME FedWatch” أن الأسواق تسعِّر حاليًا احتمالًا بنسبة 87% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع السياسة النقدية لشهر سبتمبر. وهذا الاحتمال المرتفع يعد عامل دعم رئيس للذهب.
وإلى جانب ذلك تتوقع الأسواق خفضًا تراكميًا بنحو 48 نقطة أساس بحلول نهاية العام. هذا التوقع يشير إلى أن المستثمرين يتوقعون سلسلة من الخفض في أسعار الفائدة، ما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
تحليل خبراء السوق ودلالات البيانات
بينما قال مات سيمبسون؛ كبير المحللين في “سيتي إندكس”: “يوجد مستوى دعم جيد للذهب عند حدود 3,350 دولارًا على المدى القريب. مع السماح لتلميحات باول الحذرة يوم الجمعة الماضي بأن ترسم قاعًا بارزًا لحركة المعدن”.
من ناحية أخرى أضاف “سيمبسون” أن استمرار الارتفاع يتطلب بيانات أضعف عن التضخم في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي وبيانات توظيف أضعف في المستقبل. ما يشير إلى أن المكاسب قد تبقى محدودة حال بقاء التضخم مرتفعًا.
ترقب البيانات الاقتصادية وتأثيرها في المعادن
ينتظر المستثمرون الآن بيانات أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية يوم الجمعة القادم. والتي تعد المؤشر المفضل للفيدرالي لقياس التضخم.
كما يتوقع أن تظهر البيانات ارتفاع التضخم الأساسي إلى أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2023 عند 2.9%. وهذا الترقب يجعل حركة الذهب في حالة حذر حتى صدور هذه البيانات الحاسمة.


