سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا طفيفًا، اليوم الأربعاء، مستعيدًا جزءًا من قوته بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في أسبوع أمام العملات الرئيسية.
ويأتي هذا الارتفاع الحذر قبيل خفض متوقع على نطاق واسع في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم.
وفي رصد لحركة العملات، نقلت “رويترز” أن مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة أمام ست عملات رئيسية، ارتفع بنسبة 0.2% ليصل إلى 98.82 نقطة.
علاوة على ذلك، جاء هذا الصعود بعد يومين متتاليين من الانخفاض أوصلته إلى أدنى مستوى منذ 21 أكتوبر عند 98.562، يوم أمس الثلاثاء.
الين الياباني يحظى بدعم
كما حظي الين الياباني بدعم قوي بعد أن أشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، إلى أن الحكومة اليابانية الجديدة منفتحة على فكرة رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة.
ويأتي هذا التلميح قبيل صدور قرار السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني غدًا الخميس.
وتراجع الدولار الأمريكي قليلًا إلى 152.05 ين، بعد أن كتب “بيسنت” على منصة “X”، أن “استعداد الحكومة اليابانية للسماح لبنك اليابان بمساحة في سياسته سيكون عاملًا رئيسيًا في تثبيت توقعات التضخم وتجنب التقلبات المفرطة في سعر الصرف”. ويرافق “بيسنت” “ترامب” في محادثاته مع الحكومة اليابانية الجديدة برئاسة رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي.
تحول تدريجي
من ناحية أخرى، تعد رئيسة الوزراء تاكايتشي ذات توجه مالي ونقدي متساهل. إذ طلبت من بنك اليابان الحفاظ على بيئة نقدية ميسرة. لكنها أكدت أن توجيه السياسة النقدية يظل من اختصاص البنك المركزي نفسه.
كذلك، ارتفعت التوقعات بتشديد السياسة النقدية على المدى القريب منذ الاجتماع الأخير في سبتمبر. حيث صوت عضو إضافي لصالح رفع الفائدة ليصل العدد إلى اثنين. كما اتخذ المزيد من المسؤولين مواقف متشددة في خطاباتهم الأخيرة؛ ما يشير إلى تحول تدريجي بتوجهات المجلس.
الترقب لـ “باول” وتوجيهات الخفض
بينما يتوقع على نطاق واسع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية (25 نقطة أساس) في وقت لاحق من اليوم الأربعاء. وسيتطلع المتداولون إلى إشارات حول ما إذا كانت توقعات السوق بخفض آخر في ديسمبر وعدة تخفيضات إضافية العام المقبل مبررة أم لا.
كما تظهر تسعيرات السوق أن التخفيضات المتوقعة ستتم في أكتوبر وديسمبر. مع تخفيضين إضافيين بحلول يوليو من العام المقبل.
وقال كايل رودا؛ المحلل في شركة “كابيتال دوت كوم”: “الاهتمام ينصب على التوجيهات التي سيقدمها رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمره الصحفي”.
“الأسترالي” يرتفع بسبب بيانات التضخم
علاوة على ذلك، عكس الدولار الأسترالي خسائره الطفيفة المبكرة ليرتفع بنسبة 0.2% إلى 0.6599 دولار أمريكي.
وجاء هذا الارتفاع بعدما جاءت بيانات أسعار المستهلكين الفصلية أعلى من المتوقع. ما أثار الشكوك بشأن احتمال خفض بنك الاحتياطي الأسترالي للفائدة الأسبوع المقبل، أو حتى في اجتماعه اللاحق خلال ديسمبر.
بينما قالت لوسي إليس، كبيرة الاقتصاديين في بنك “ويستباك”: “حتى خفض الفائدة في فبراير لم يعد مضمونًا الآن، بالنظر إلى قوة المفاجأة الصعودية في بيانات التضخم هذا الربع”.
وأكدت أن أقرب وقت يمكن فيه لمجلس إدارة البنك المركزي الأسترالي أن يكتسب مزيدًا من الثقة بشأن التضخم سيكون بعد صدور القراءة الفصلية المقبلة قبل اجتماع فبراير 2026.
أنظار المتداولين على قمة ترامب وشي
يشار إلى أن متداولي العملات يراقبون عن كثب الاجتماع المقرر غدًا الخميس، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية.
ويهدف هذا الاجتماع إلى التوصل لإطار يمكن أن يؤدي إلى تجميد الرسوم الجمركية الأمريكية المشددة وقيود الصين على تصدير المعادن النادرة.
ويتوقع بقاء أسعار الفائدة للبنك المركزي الأوروبي، دون تغيير عند إعلان قراره غدًا الخميس. وتراجع اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.1637 دولار. كما انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.3253 دولار.
