يواجه رائد الأعمال مشكلات جمة، أبرزها التمويل، وهنا تأتي أهمية الجولات الاستثمارية التي من شأنها تقديم حل لمعضلة كهذه، والدفع بالمشاريع الريادية قُدمًا، وهي آلية مهمة من آليات الحصول على التمويل.
تشير بعض الإحصائيات الأجنبية إلى أن 60% من الشركات الناشئة تكون بحاجة، في مرحلة ما من مراحل نموها المختلفة، إلى مصادر رأسمال خارجية، ومن ثم تبدو الجولات الاستثمارية وكأنها طوق نجاة.
قد تكون عملية البحث عن مستثمرين لأول مرة مربكة، خاصة عندما يتعلق الأمر بفهم الأنواع المختلفة من الجولات الاستثمارية، وغالبًا ما تكون هذه الجولات متتابعة وتتسارع وتيرتها عمومًا مع نمو الشركة وسعيها إلى فرص نمو أكبر.
وتحدث جولة التمويل في أي وقت يتم فيه جمع الأموال من واحد أو أكثر من المستثمرين للعمل. يتم إعطاء كل جولة من الجولات الاستثمارية حرفًا، مثل A Round، وB Round، وC Round.. وما إلى ذلك لأن كل جولة تتبع الأخرى.
يعتمد نوع جولة من هذه الجولات أيضًا على نوع الأسهم المعروضة، مثل: الأسهم العادية أو المفضلة.
اقرأ أيضًا: ما هو الشمول المالي؟ وما المعوقات أمامه؟
مراحل الجولات الاستثمارية
ونوضح في «رواد الأعمال» أهم مراحل الجولات الاستثمارية، وذلك على النحو التالي..
-
مرحلة البذور
عادةً ما تحدث الجولة الأولية عندما تكون الشركة في مرحلة الفكرة الأولية، أو بمجرد أن يكون لدى المؤسس نموذج أولي / إثبات للمفهوم، بالإضافة إلى وجود بعض المؤشرات التي تبين أنه قد يكون هناك طلب على المنتج الذي يمكن لرائد الأعمال تقديمه.
غالبًا ما تحدث هذه الجولة -يطلق عليها أيضًا Angel Round- عندما تكون الشركة بدأت للتو، أو في طور الإعداد للإطلاق الفعلي على أرض الواقع.
ولا شك أنها في هذه المرحلة ستتطلب قدرًا معينًا من المال؛ خاصة أنها لن تكون قادرة على توليد التدفق النقدي الكافي لتغطية جميع تكاليف التشغيل اليومية.
في بعض الأحيان لا تكون “جولة البذور” و”جولة الملاك” جولتين منفصلتين، بل قد تكون مزيجًا من الاثنين. وتتضمن الجولات الاستثمارية الأولية نسبة كبيرة من تمويل الأصدقاء والعائلة.
يمكن أن تشمل أيضًا الأموال من المستثمرين الملائكة الذين يركزون على الشركات في المراحل المبكرة. عادة سيضع المستثمرون مبالغ صغيرة مقابل حقوق الملكية.
اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن المؤسسات التمويلية.. إجراءات الحفاظ على الثروة
-
الجولة A
كما هو الحال مع الجولة السابقة يُنظر إلى الاستثمار في هذه المرحلة عادةً على أنه مخاطرة عالية؛ لأن الشركة ربما لا تزال في مرحلة البداية ولديها الكثير من الجهد اللازم بذله لكي تثبت نفسها، وقدرتها على جذب الأموال وتحقيق الأرباح.
وبعد أن تصدر الشركة بعض الأسهم فإنها غالبًا ما تكون مهيأة لدخول هذه الجولة من الجولات الاستثمارية؛ عن طريق بيع بعض الأسهم مقابل الحصول على التمويل.
قد يكون المستثمرون الملائكة مهتمون بالشركة في هذه المرحلة، وغالبًا ما يستثمرون أموالهم الخاصة، أما أصحاب رأس المال المغامر فقد يدخلون الحلبة هم الآخرون.
ولكن هؤلاء الأخيرين أكثر ميلًا إلى شركات راسخة، ولديها سجل نجاح حافل في السوق؛ فهم يستثمرون بأموال أشخاص آخرين، وبالتالي غير قادرين على المخاطرة الكبيرة.
-
الجولة B
يأتي التمويل في هذه الجولة من الجولات الاستثمارية من قبل مستثمري الأسهم الخاصة وأصحاب رأس المال المغامر، ومن المحتمل أن يكون لدى الشركة تقييم أعلى من ذي قبل.
بطبيعة الحال ستكون المخاطر أقل من ذي قبل؛ إذ من المنطقي أن يصبح لدى الشركة -طالما اجتازت المرحلتين السابقتين- سجل حافل من النجاح، وحققت معدلات ربح لا بأس بها، ومن هنا فإن تكلفة الاستثمار ستكون أعلى.
يتوقع المستثمرون رؤية علامات النمو في هذه المرحلة متمثلة في: معدلات الأرباح، زيادة أعداد العملاء، بالإضافة إلى رواج نجاح المنتج/ الخدمة الذي تقدمه الشركة.
-
الجولة C
تكون الشركة مهيأة لهذه الجولة من الجولات الاستثمارية عندما تصبح قادرة على تحقيق النمو السريع، وفي هذه المرحلة تكون أثبتت نجاحها في السوق، فضلًا عن رغبتها في الاستحواذ على المنافسين، ناهيك عن الرغبة في توسيع نطاق الخدمات الحالية أو تطوير منتجات/ خدمات جديدة.
اقرأ أيضًا:
منتجات بنك التنمية الاجتماعية للتمويل.. جهود لتعزيز النمو الاقتصادي
أسس نجاح التمويل.. اعتبارات عملية
تمويل البنوك في السعودية.. خدمات تمويلية وتسهيلات ائتمانية
الصندوق السعودي للتنمية.. المسؤوليات والنشاط الإقراضي