أصبحت السيارات الجوية الكهربائية واقعًا نعيشه وليس حكاية من الخيال. كذلك، يستعد الشرق الأوسط للسيطرة على الصناعة استنادا إلى رؤية جريئة وبنية تحتية رقمية طموحة. ممهدا الطريق لآفاق عالمية جديدة في النقل الجوي.
أيضا، انتشرت صناعة مركبات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، والتي تعرف بسيارات الأجرة الطائرة، حيث تقترب بسرعة من دخول مرحلة التشغيل التجاري الفعلي.
ومع ذلك، لم يعد السؤال هل سينجح هذا القطاع، بل أين ومتى سيتحقق هذا النجاح . ومن هنا يظهر الشرق الأوسط المرشح الأقوى لقيادة هذا التحول التاريخي.
الشرق الأوسط يحول الخيال إلى واقع
خلال السنوات الماضية، لاقت صناعة التاكسي الطائر أو السيارات الجوية الكهربائية موجة من الشكوك والانتقادات. حيث بلغت ذروتها في النصف الثاني من عام 2024 بعد أن تعرض اثنان من أبرز المصنعين في ألمانيا خطر الإفلاس. بجانب انعدام القيمة الاقتصادية وعدم تزايد الطلب الحقيقي على هذا النوع من النقل.
بينما أفاد تقرير صادر عن شركة Kearney بعنوان “هل يمكن أن تكون خدمات النقل بالمركبات الكهربائية العمودية مجدية اقتصاديا وتشغيليا؟”
وبحسب التقرير، يمكن لأسطول صغير مكون من 15 مركبة فقط أن يعمل وفقا لخطة إقتصادية مستدامة في مطارات كبرى. بجانب متطلبات بنية تحتية معقولة.
كما أثبتت الدراسة أن هذه المركبات تمثل قوة منافسة ماليًا لمروحيات النقل التقليدية. خاصة في الرحلات بين المطار ومراكز المدن. ذلك بسبب انخفاض الضوضاء والانبعاثات. كما تتسع منصتان صغيرتان للإقلاع والهبوط للتعامل مع الذروة التشغيلية. ومع أوقات دوران تقل عن 30 دقيقة.
أما بالنسبة للباحثين عن السرعة والراحة، تمثل سيارات الأجرة الطائرة خيارًا أكثر هدوءًا. وأقل كلفة، وأكثر صداقة للبيئة.
مخاوف وتحديات
وعلى الرغم من تطور صناعة التاكسي الطائر، إلا أن هناك تحديات تحتاج إلى المواجهة. من أهمها:
الثقة
يجب كسب ثقة العملاء في أمان وموثوقية المركبات الجديدة.
إدارة حركة النقل الجوي
يتعين على الشركات الالتزام بأفضل ممارسات إدارة القطاع. خاصة في المناطق ذات الكثافة الجوية العالية مثل المطارات الكبرى.
الإجراءات التنظيمية
أيضا، يجب اعتماد إجراءات تنظيمية تضمن معايير السلامة الجوية. بدء من استخدام الأراضي، مستويات الضوضاء، التخطيط الحضري، والاتصالات.
كيف يتحول الشرق الأوسط إلى مركز قيادي للصناعة؟
تتبنى المنطقة رؤية طموحة من قبل قيادتها وسرعة في تطبيق الابتكارات المستقبلية. ما يجعلها مقر مناسب لقيادة هذا التطور.
فعلى سبيل المثال، كشفت إمارة دبي نيتها إطلاق خدمات السيارات الجوية والتاكسي الطائر بحلول 2026. في حين تضع المملكة خطة التنقل الذكي ضمن الركائز الأساسية لرؤيتها الحضرية المستقبلية.
أيضا تتميز منطقة الشرق الأوسط بمرونة تنظيمية وسرعة في تخصيص التمويل لمشروعات التحول التكنولوجي. على عكس الأسواق المتقدمة المتعطلة بسبب بنيتها التحتية القديمة.
مميزات صناعة السيارات الجوية الكهربائية
-
زيادة تدفق الحركة المرورية الجوية. والتي تضم فئات رجال الأعمال والطيران الخاص.
- نمو حركة السياحة
- مشروعات عمرانية عملاقة في طور التطوير مثل “نيوم” و”مدينة دبي المستقبل”. بالإضافة إلى تطوير شبكات الطرق مثل من مطار دبي الدولي إلى مرسى دبي أو من مطار الملك خالد إلى حي الملك عبدالله المالي في الرياض. ما يشكل مسارات عالية الكفاءة.
ومن المفترض أن تنخفض التكلفة من 250-350 دولارًا للرحلة إلى أسعار إقتصادية أقرب إلى وسائل النقل البرية. لجذب شريحة أوسع من العملاء.
العوائد المادية
علاوة على ذلك، يمكن دمج المطارات وشركات الطيران مع خدمة السيارات الجوية الكهربائية ضمن باقات السفر الخاصة بها لتعزيز جاذبيتها أمام المنافسين.
أيضا تلزم الخدمة المطورين العقاريين بتصميم مبانٍ بها مهابط ضمن مشروعاتهم لرفع القيمة السوقية وتحديث الأصول.
أما على صعيد القطاع الفندقي والسياحي، فيتمكن النقل الجوي القصير والرحلات البانورامية من إثراء تجربة الزوار الفاخرة.
كذلك، تصبح سيارات الأجرة الطائرة هي الثورة القادمة من الازدهار الإقليمي. مثلما شكل الطيران التجاري حجر الأساس في ظهور دبي كمركز عالمي.
كيفية تطبيق خطة تطوير صناعة السيارات الجوية الكهربائية؟
ولكي تتحول هذه الرؤية إلى واقع، يجب اتباع الخطوات التالية:
استهداف بنية تحتية مناسبة:
يجب تحويل أسطح المباني إلى مهابط. بجانب إنشاء مراكز إقلاع وهبوط مخصصة.
الشراكة بين الجهات التنظيمية والمصنعين
أيضا إن وضع معايير السلامة ودمج المركبات في المجال الجوي أمر بالغ الأهمية.
جذب ثقة العملاء
كذلك، يتعين على المصنعين جذب ولاء الجمهور عبر وضع خطة توعية واضحة حول الأمان، الأسعار، والأثر البيئي.
وجدير بالذكر أن العالم ينظر بترقب شديد إلى المنطقة التي ستنجح في تطوير سيارات الأجرة الطائرة على نطاق واسع.
ومن جهتها، تتمتع منطقة الشرق الأوسط بالمقومات التي تؤهلها إلى ذلك. مثل القيادة، والتمويل، والرؤية، والطلب القوي.
أيضا، يمكن للمنطقة أن تقدم نموذجًا عالميًا للنقل الجوي المستدام. كما تصدر خبرتها للعالم. مشددة على وتؤكد مكانتها كقوة رائدة في مستقبل التنقل الذكي.
المقال الأصلي: من هنـا



