تعد الاستراتيجية الجيدة خطة محكمة ومنهجية فعالة تستخدم لتحقيق أهداف محددة في المؤسسات والمنظمات. وأساسية لنجاح المؤسسات؛ حيث تساعد في توجيه المهام والسياسات والموارد نحو تحقيق الأهداف.
كما تتضمن تحديد الرؤية والأهداف الاستراتيجية والخطط والتكتيكات اللازمة لتحقيقها. حيث تعتمد على تحليل البيئة والمنافسة وتناسب الموارد والفرص المتاحة. وتتميز بالتماسك بين الأهداف على مختلف مستويات المنظمة وتواءم بطاقات الأداء لتحقيق النتائج المرجوة.
وفي هذا المقال يقدم فريق رواد الأعمال ماهية تلك الاستراتيجية وأهميتها وكيفية تقييمها والعوامل الرئيسة لها. استنادًا لموقع هارفرد بيزنس ريفيو العالمي.
كيف تعرف أن استراتيجيتك جيدة بالفعل؟
إذا كانت استراتيجيتك تحقق النتائج المرجوة وتسهم في تحقيق الرؤية والرسالة الخاصة بك، فهذا يعد مؤشرًا إيجابيًا على جودة الاستراتيجية. فعندما تكون استراتيجيتك قادرة على تحليل البيئة وفهم المنافسة جيدًا، وتحديد الفرص والتحديات التي تواجهها، فهذا يعني أنها جيدة.
كما أن الاستراتيجية الجيدة تحتوي خطط وتكتيكات واضحة ومحددة تسهم في تحقيق الأهداف. إذا كانت استراتيجيتك قابلة للتنفيذ وتحقق النتائج المرجوة في الوقت المحدد. فهذا يعد دليلًا على جودة الاستراتيجية.
تقييم الأداء وقياس نتائج الاستراتيجية يساعد في تحديد مدى جودتها وفعاليتها. إذا كانت استراتيجيتك تحقق توازنًا بين الموارد المتاحة والفرص المتاحة، فهذا يعني أنها جيدة ومستدامة.
بينما يجب أن تستجيب للتغيرات في البيئة، وتتكيف معها بفاعلية. عندما تكون استراتيجيتك قادرة على تحقيق التفوق على المنافسين وتحقيق ميزة تنافسية، فهذا دليل على جودة الاستراتيجية.
أهمية المخطط الجيد
تمثل الخطة ذات الجودة العالية أحد العوامل الرئيسة لنجاح أي منظمة أو شركة. وتساعد في تحقيق الأهداف المحددة، وتوجيه الجهود والموارد بفاعلية.
كما تساعد في تحديد الاتجاه الصحيح للمنظمة وتوجيهها نحو النمو والتطور. وتعمل على تحقيق التفوق التنافسي والتميز في السوق. وتحديد الأولويات وترتيب الأنشطة والمهام على نحو منظم ومنسق.
بالإضافة إلى تحسين استخدام الموارد وتقليل التكاليف العامة. تسهم الاستراتيجية الجيدة في بناء سمعة قوية للمنظمة وزيادة قيمتها في السوق. وتحقيق التنمية المستدامة والاستمرارية للمنظمة.
مراحل مهمة لتحقق الأهداف
تتكون عملية وضع الخطة الجيدة من مراحل عدة مهمة تحقق الأهداف المرجوة، وتوجيه العمل بفاعلية. المرحلة الأولى في وضع الاستراتيجية هي تحليل المحيط والبيئة الداخلية للمنظمة.
كما يقدر في هذه المرحلة العوامل الخارجية التي قد تؤثر في أداء المنظمة وتحديد الفرص والتحديات المحتملة. ثم يأتي دور تحديد الأهداف. حيث تتحدد الأهداف الاستراتيجية التي تعبر عن الاتجاه المستقبلي للمنظمة. وينبغي أن تكون الأهداف محددة وقابلة للقياس ومتوافقة مع رؤية المنظمة.
وبعد ذلك، تصاغ الاستراتيجيات التي ستحقق الأهداف المحددة. ويجب أن تكون الاستراتيجيات واضحة ومحددة ومتوافقة مع الرؤية والأهداف.
ثم يأتي دور وضع الخطط والتكتيكات التي ستساعد في تنفيذ الاستراتيجية. يتحدد في هذه المرحلة الخطوات العملية، والموارد المطلوبة، والمسؤوليات، والجداول الزمنية.
وأخيرًا، تنفذ الاستراتيجية ويتابع تنفيذها ويقيم الأداء. وينبغي أن تنفذ الاستراتيجية بنظام ومنهجية، ويجب تقييم الأداء بانتظام لضمان تحقيق الأهداف المحددة.
عناصر الخطط الاستراتيجية
تتكون من عناصر عدة أساسية تحقق الأهداف المرجوة والتنمية المستدامة للمنظمة. العنصر الأول هو تحديد الرؤية والرسالة الخاصة بالمنظمة. بينما يجب أن تكون الرؤية واضحة ومحددة، وتعبر عن الهدف النهائي الذي تسعى المنظمة لتحقيقه. أما الرسالة فتعبر عن الغرض الأساسي للمنظمة والقيم التي تؤمن بها.
العنصر الثاني هو تحليل البيئة الداخلية والخارجية. ويتعين على المنظمة أن تفحص بعناية العوامل الداخلية التي تؤثر في أدائها وقدرتها على تحقيق الأهداف. وعلى الصعيد الخارجي، ينبغي أن تحلل المنظمة العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والسياسية التي تؤثر في بيئتها.
العنصر الثالث هو تحديد الأهداف الاستراتيجية. يجب على المنظمة تحديد الأهداف الرئيسة التي ترغب في تحقيقها على المدى الطويل. وينبغي أن تكون الأهداف قابلة للقياس ومحددة بوضوح ومتوافقة مع الرؤية والرسالة الخاصة بالمنظمة.
والعنصر الرابع هو تحديد الخطط والتكتيكات. يجب على المنظمة وضع خطط واستراتيجيات محددة لتحقيق أهدافها. وينبغي أن تكون هذه الخطط مرنة وقابلة للتعديل حسب التغيرات في البيئة والمتطلبات.
تحليل البيئة والمنافسة
يعد تحليل البيئة والمنافسة عملية مهمة في وضع الاستراتيجية. ويهدف هذا التحليل إلى فهم العوامل الخارجية التي تؤثر في المنظمة، وتحديد التحديات والفرص التي يمكن أن تواجهها.
كما تشمل العوامل الخارجية البيئة الاقتصادية، والاجتماعية، والتكنولوجية، والسياسية، والقانونية. ويجب أن تحلل هذه العوامل بعناية لتحديد كيف يمكن للمنظمة أن تستفيد من الفرص وتتجنب التهديدات.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تحليل المنافسة في السوق. ويتعين على المنظمة معرفة منافسيها المحتملين، وتقييم نقاط قوتهم وضعفهم. يمكن أن يساعد هذا التحليل في تحديد استراتيجية المنظمة للتفوق على المنافسة، وتحقيق المزيد من النجاح.
تحديد الأهداف والرؤية
يمثل تحديد الأهداف والرؤية جانب حاسم في عملية وضع الاستراتيجية الجيدة. وتعد الرؤية رؤية مستقبلية للمنظمة، حيث تحدد الاتجاه الذي ترغب المنظمة في الوصول إليه في المستقبل.
بينما تكون الرؤية تصور واضح للمنظمة وما تسعى لتحقيقه في المدى البعيد. وتحديد الأهداف يأتي بعد تحديد الرؤية؛ حيث تكون الأهداف النتائج المحددة التي ترغب المنظمة في تحقيقها لتحقيق الرؤية.
وتكون الأهداف محددة وقابلة للقياس وملموسة وموجهة نحو النتائج المرجوة. كما يجب أن تكون الأهداف متوافقة مع الرؤية وتسهم في تحقيقها. وتحديد الأهداف والرؤية يساعد في توجيه جهود المنظمة، وتحديد الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح.
تحديد الخطط والتكتيكات
كما أن تحديد الخطط والتكتيكات جزء مهم من عملية وضع الخطة. وتحديد الخطط يتطلب تحديد الإجراءات والأنشطة التي يجب اتخاذها لتحقيق الأهداف المحددة في الاستراتيجية.
ويجب أن تكون الخطط محددة وواضحة وقابلة للتنفيذ. وتحديد الخطط يتطلب أيضًا تحديد الموارد المطلوبة وتوزيعها بفاعلية. بعد تحديد الخطط، تتحدد التكتيكات التي ستستخدم لتنفيذ الخطط.
بينما التكتيكات هي الخطوات الفعلية التي ستتخذها المنظمة لتحقيق الأهداف المحددة في الاستراتيجية. ويجب أن تكون التكتيكات ملائمة ومناسبة للبيئة التي تعمل فيها المنظمة. وتحديد الخطط والتكتيكات يساعد في توجيه الجهود وتحقيق النتائج المرجوة.
قياس وتقييم الأداء
يعد قياس وتقييم الأداء جزءًا أساسيًا. فهو يساعد في تحديد مدى تحقيق الأهداف المحددة، وتقييم فاعلية الاستراتيجية المتبعة. وتتضمن عملية قياس وتقييم الأداء جمع البيانات وتحليلها لتقييم أداء المؤسسة وتحقيق الأهداف المحددة.
كما يحدث ذلك من خلال استخدام مؤشرات الأداء الرئيسة التي تساعد في قياس ومراقبة أداء الأنشطة والعمليات المختلفة. ويمكن أن تشمل مؤشرات الأداء الرئيسة عددًا من العناصر، مثل: الإيرادات، والربحية، والمبيعات، والمشتريات، والمخزون، ومعدل النمو، ومعدل العائد على الاستثمار، ومعدل الارتداد، ومعدل الرضا العملاء، ومعدل الاحتفاظ بالعملاء، وغيرها.
بعد جمع البيانات وتحليلها، يقيم أداء المؤسسة ويحدد ما إذا كانت الاستراتيجية المتبعة ناجحة أم لا. إذا تبين أن ثمة تحقيقًا غير كافٍ للأهداف، يمكن اتخاذ إجراءات تصحيحية لتحسين الأداء وضمان تحقيق الأهداف المستقبلية.
كما يجب أن يقيم الأداء بانتظام وباستمرار لضمان استمرارية النجاح والتحسين المستمر. يمكن استخدام تقارير الأداء والمقاييس المحددة لتوجيه عملية اتخاذ القرارات وتحديد الأولويات وتحسين الأداء في المستقبل.