الاستثمار في المواهب مهمة حتمية، لا سيما أن حرب المواهب في الآونة الأخيرة أدت إلى زيادة معدل دوران الموظفين، وفجوات المعرفة الداخلية، ونقص العملاء.. والعديد من الاضطرابات الأخرى.
ومع ذلك لا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو. ففي بيئة اليوم تعمل أفضل الشركات على تغيير وجهة نظرها في اكتساب المواهب وإدارتها لتكون استثمارًا طويل الأجل بدلًا من تكلفة تجارية.
يلعب الاستثمار في المواهب دورًا حاسمًا في تحديد مصادر المواهب الرائدة من جميع أنحاء الصناعة واجتذابها وضمها. مع تطور المؤسسات أصبحت احتياجات المواهب لديها أكثر تعقيدًا بشكل متزايد، ويحتاج فريق اكتساب المواهب إلى الموارد المناسبة والتدريب لتلبية هذه المتطلبات المتغيرة.
الموهبة أمر بالغ الأهمية لكل مؤسسة. الاستثمار فيها -من خلال التطوير والتوظيف والتمكين/ الإدماج- هو العمود الفقري لتنفيذ الأولويات الاستراتيجية وإعطاء المنظمة أفضل فرصة لتزدهر في مستقبل غير مؤكد.
أهمية الاستثمار في المواهب
نسلط الضوء في «رواد الأعمال» على أهمية الاستثمار في المواهب، وذلك على النحو التالي..
-
ندرة المواهب وارتفاع تكلفة التوظيف
يؤدي الاستثمار في المواهب إلى توفير التكاليف لا سيما في ظل وجود قوة عاملة عالية الجودة. إن فريق التوظيف الذي يعرف السوق جيدًا، وقادر على تحديد المرشحين المناسبين للوظائف الشاغرة بسرعة وتقييم مدى ملاءمتهم للمؤسسة، هو كنز ثمين حقًا.
من خلال تعيين موظفين جدد ماهرين بسرعة فإن الشركات ستعمل على تحسين النتائج النهائية بشكل كبير. وذلك لأن كل تعيين جديد يكلف أي شركة ما يقرب من 5000 دولار (أو حتى أكثر اعتمادًا على نوع الوظيفة وأقدميتها). يمكن أن يكون هذا الرقم أعلى بعدة أضعاف إذا أخذنا في الاعتبار تكاليف الإنتاجية المفقودة أثناء إجراء عملية التوظيف لوظيفة شاغرة.
ويعد الاستثمار في المواهب الحالية بالشركة من بين أهم الاستثمارات وسط ندرة المواهب وارتفاع تكلفة التعيينات الخارجية. وهناك حاجة إلى عقد جديد بين صاحب العمل والموظف بشأن إعادة تشكيل المهارات؛ إذ يجب أن يستثمر أصحاب العمل بنشاط في رفع المهارات لاستيعاب الاحتياجات المتغيرة.
ولا بد أن يكون التعلم المستمر هو التوقع الأساسي للموظفين، لا يؤدي هذا إلى زيادة إنتاجية العمال بنسبة 6-12% فحسب، وفقًا لإحصائيات شركة ماكينزي، بل إنه يزيد أيضًا من ولاء الموظفين ورضاهم؛ ما يقلل من احتمالية مغادرتهم.
في استطلاع حديث لماكينزي أشار 77% من قادة الأعمال إلى أن إعادة التدريب والاستثمار في المواهب أمران مهمان للغاية لمستقبل مؤسساتهم.
اقرأ أيضًا: دعم الموظفين في حالة الركود.. طرق واقتراحات
-
سد الفجوات
في الوظائف التي تكون فيها إعادة تشكيل المهارات أو صقلها أقل أهمية يجب على الشركات توظيف المواهب لسد الفجوات الحالية والمستقبلية. وقد قدمت جائحة كورونا فرصة لإعادة التفكير في المعرفة والمهارات والقدرات والخصائص الأخرى للأدوار الحالية وإعادة النظر بشكل جذري في التوقعات للأدوار المستقبلية.
إن تطبيق منظور استراتيجي والاستثمار في المواهب سوف يساعد المؤسسات في إيجاد مجموعات متنوعة من تلك المواهب. هناك أيضًا طلب للشراكة مع النظام البيئي للمواهب الأكبر (أصحاب العمل، الموظفين، النقابات، الحكومة.. وما إلى ذلك) لاكتساب وبناء المهارات التي تحتاجها الشركة.
-
اكتساب ميزة تنافسية
الميزة الرئيسية الأولى للاستثمار في المواهب هي إدراك الموظف لأهميته بالنسبة للشركة. هذا الجانب حيوي، خاصة بالنسبة للشركات في قطاعات مثل التكنولوجيا؛ حيث يكون رأس المال الفكري هو العملة الأكبر.
مع نمو سوق العمل بشكل أفضل تعليمًا ومهارات أكثر تناضل الشركات من أجل أفضل المواهب التي يمكن أن تساعد في الارتقاء بها إلى المستوى التالي. في هذا الصدد يعد الاستثمار في المواهب من الأصول الهائلة التي يجب امتلاكها.
في النهاية سيؤدي هذا الاستثمار إلى تبسيط عمليات التوظيف غدًا لضمان أن ينظر أفضل المواهب إلى مؤسستك كوجهة مفضلة.
-
التنبؤ وريادة السوق
يؤدي الاستثمار في المواهب إلى التبنؤ باتجاهات السوق المستقبلية؛ فهذه المواهب ستكون قادرة على توقع الاتجاهات الناشئة في سوق العمل وتحديد المهارات المطلوبة مستقبلًا.
وفي السوق الأكثر تنافسية للمواهب على الإطلاق تحتاج المؤسسات إلى بذل المزيد من الجهد أكثر من أي وقت مضى لتأمين المرشحين المناسبين الذين سيدعمون نموها. يُعد الاستثمار في المواهب خطوة رئيسية في الاتجاه الصحيح لجلب المواهب عالية الأداء التي تتوافق مع الرؤية.
اقرأ أيضًا:
العمل الجماعي.. الطريق إلى الفريق المتناغم
الاستفادة من الخبرات.. ضرورة لا بد منها
ما هي طرق التعامل مع الموظف المهمل؟
العمل الهجين أم الالتزام بمقر العمل؟.. فرص وتحديات