يأتي برنامج استمطار السحب في السعودية كأحد الحلول للمشكلات المناخية التي تعاني منها بقاع مختلفة على ظهر هذا الكوكب، لكن كلما تطور العلم وتقدمت التقنية تمكنا من مواجهة هذه المشكلات وإيجاد حلول لها، ولعل الاستمطار الصناعي أحد الدلائل على ذلك.
وقد آلت المملكة على نفسها أن تأخذ بركاب العلم والتقدم؛ حيث وافق مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- خلال عام 2020 على برنامج استمطار السحب في السعودية (الاستمطار الصناعي).
اقرأ أيضًا: ذكرى بيعة ولي العهد.. رؤية مستقبلية لصالح الوطن
استمطار السحب في السعودية والتوازن المائي
أعلن عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي؛ وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للأرصاد، عن بدء تدشين العمليات التشغيلية لبرنامج استمطار السحب في السعودية، وانطلاق أولى الطلعات الجوية للاستمطار على أجواء مناطق الرياض والقصيم وحائل، وذلك ضمن المرحلة الأولى للبرنامج.
من جانبه أوضح أيمن غلام؛ الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد والمشرف على برنامج استمطار السحب في السعودية، أنه تم تدشين غرفة العمليات المعنية للبرنامج بمقر المركز الوطني للأرصاد بالرياض المعنية بمراقبة السحب المتوقع استمطارها، وبدأ تنفيذ أولى الرحلات الجوية على منطقة الرياض، وحققت أهدافها المرجوة من حيث نجاح عملية الاستمطار والعامل الزمني لها، وكذلك النتائج المرجوة.
وأضاف أن الخبراء يعملون حاليًا على دراسة الإطار البحثي والعلمي؛ للاستفادة من مخرجاتها في عمليات الاستمطار المجدولة، وسيقوم المركز بإصدار التقارير الدورية لسير برنامج استمطار السحب في السعودية.
ولفت إلى أن العمليات الحالية لاستمطار السحب في السعودية تعمل وفق الخطة الزمنية المعدة لها وفي إطار العمل التشغيلي، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية؛ حيث تم إنشاء غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة ومجهزة بأدق التقنيات الأرصادية والرادارات الدقيقة، إضافة إلى العلماء والخبراء الدوليين في مجال الاستمطار والدعم الفني واللوجستي؛ بهدف مراقبة السحب وتحديد مواقع الاستمطار؛ لتقوم الطائرات المخصصة ببذر المواد المحفزة “صديقة للبيئة” في أماكن محددة من السحب؛ لتحفيز عملية هطول الأمطار على المناطق المستهدفة وزيادة كمية الأمطار.
وأشار إلى أن برنامج استمطار السحب في السعودية يُعد إحدى الطرق الواعدة التي يؤمل بأن تكون أحد مكونات الحفاظ على التوازن المائي، كونه تقنية آمنة ومرنة وذات كلفة ليست عالية، لافتًا إلى أن المرحلة الأولى لبرنامج استمطار السحب في السعودية تشمل مناطق الرياض والقصيم وحائل، في حين تتضمن المرحلة الثانية مناطق عسير والباحة والطائف.
وذكر أن برنامج استمطار السحب في السعودية يشمل دراسات بحثية وتقييم للتجارب والتوطين ونقل المعرفة للاستمطار في المملكة.
يُشار إلى أن أهمية برنامج استمطار السحب في السعودية تأتي كونه أحد مخرجات قمة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنها سمو ولي العهد -حفظه الله-، وهو ضمن سلسلة من المبادرات الوطنية المتكاملة التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والبحث عن طرق إضافية لتأمين مصادر مائية جديدة وزيادة مقدرات المملكة الطبيعية، كما يساهم في الحد من التصحر وزيادة المساحات الخضراء وفق رؤية 2030.
اقرأ أيضًا: إنجازات رؤية 2030.. طموحات بحجم السماء
ما هو الاستمطار الصناعي؟
الاستمطار الصناعي عبارة عن تدخل بشري تقني محدود لتلقيح أو زرع السحاب بمواد التكثف الطبيعية أو الكيميائية، وهو تقنية تُستخدم من أجل السعي لتعديل الظروف المناخية بشكل محدود وترويضها؛ لخدمة الإنسان.
ويُقصد بمصطلح زراعة أو بذر السحب Cloud seeding نثر قطع من مادة صلبة في محلول مشبع ببخار الماء؛ ليؤدي ذلك إلى هطول المحلول، أو نثرها في محلول فوق مبرد لتتسبب في تجمده، وهذا هو مبدأ الكيمياء الفيزيائية للبذر، هذه المواد الصلبة أو ما يُعرف باسم “نويات التكاثف” أو التجمد هي ما يطلق عليه أيضًا اسم “محرضات السحب على الهطول”.
وتعمل هذه النويات على استقطاب جزيئات بخار الماء؛ لتتجمع وتتراكم عليها، وكلما ازدادت كمية هذه النويات في السحابة إلى حدود معينة أدى ذلك إلى تشجيع نمو مكونات السحابة وحدوث الهطول وتعاظم كميته.
ويخضع الاستمطار الصناعي، بطبيعة الحال، لضوابط علمية ترتكز على إجراء محاولات «إسقاط الأمطار» من سحب معينة فوق مناطق محددة مسبقًا.
ويتم هذا وفق خطة علمية مدروسة تعتمد على احتياجات المناطق، ويشمل الاستمطار بهذه الطريقة محاولات تشكيل السحب وتنمية مكوناتها.
ويتم التحكم في تسريع عملية هطول الأمطار، وزيادة إدرار السحب عن معدله الطبيعي؛ وذلك من خلال استخدام مادة «يوديد الفضة»، والتي تجعل بلورات الثلج الموجودة في السحاب تتجمد.
اقرأ أيضًا:
الذكرى السادسة لرؤية 2030.. خطة تحويل الأحلام إلى حقائق
للمرة الأولى.. انطلاق “المعرض والمؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية” في العاصمة الرياض
الحملة الوطنية للعمل الخيري.. ريادة المملكة في دعم أعمال الخير
مواجهة الاحتيال المالي في المملكة.. إجراءات لحماية المستفيدين
المعيذر: دعم المملكة لرائدات الأعمال يؤكد التزامها بتمكين المرأة