تبنى بعض رواد الأعمال والشركات في الماضي واحدة من أبرز استراتيجيات الأعمال وهي استراتيجية “القضاء على المنافسين” بهدف الاستحواذ على الأسواق لزيادة حصتهم بها، وبالتالي الهيمنة عليها.
وفي حين أن هذه الاستراتيجية نجحت من قبل. ولكن الأفكار اختلفت في عالم الأعمال اليوم، وبات العملاء والعاملون على السواء يبحثون عن إنشاء علاقات وخوض تجارب لا تُنسى لتصبح مكسبًا للمجتمع.
وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت على نطاق واسع. لم تعد الشركات قادرة على الاختباء خلف قناع الحملات الدعائية الخاص بها أو مجرد لافتة جذابة على واجهتها، سواء داخل الشركة أو خارجها.
وأصبحت الحاجة المُلحة لمطالبة قادة الأعمال بوضع وتحقيق استراتيجيات الأعمال الإيجابية الصحيحة التي باتت ولا شك جزءًا لا يتجزأ من تلك الكيانات.
استراتيجيات الأعمال
سبق وقام المؤلفان “هاربير سينج” و”مايكل أوسيم” من كلية “وارتون” بإصدار كتاب تحت عنوان “خارطة طريق القائد الاستراتيجي”. اللذان قدما فيه بعض الخطوات المحددة المهمة بشكل خاص لنجاح رواد الأعمال الذين يطلقون أعمالًا جديدة اليوم على طول الطريق.
بحيث يبدأ الأمر كله بوضع الاستراتيجية الصحيحة للشركة، وكانت أهم العناصر التي تناولها الكتاب هي العناصر الآتية:
1- بيان ملهم للغرض والاتجاه
في حين أن بيان المهمة القديم الذي طالما تضمن عزمك في أن تكون “مقدم خدمة منخفضة التكلفة” لم يعد رؤية محفزة للموظفين أو العملاء، ولكن الرؤى الجذابة اليوم تشمل عناصر من المسؤوليات الاجتماعية والبيئية، فضلًا عن العوائد الاقتصادية للعملاء.
2- تحديد المواقع في السوق والعملاء
أصبح التركيز على السوق المناسب وملفات تعريف العملاء يحدد تميزك عن منافسيك، يبدأ الأمر بفهم الدوافع التي تثير حماس العملاء من خلال الدعوة إلى الحلول الخاصة بك وطرق تعزيز العلاقات، وعندما يشعر العملاء بالحماس تجاه دعوتك، يصبح فريقك أكثر تفاعلًا وإنتاجية.
3- مقترحات القيمة للعملاء والموظفين
من الضروري أن تبحث عن إجابة لهذا السؤال، ما هي الحلول والممارسات التي تقدمها شركتك والتي سينظر الجميع لمكوناتها على أنها قيمة مربحة للجانبين؟ حسنًا، الأمر ببساطة، يحتاج مديروك وكل فرد في فريقك إلى فهم كيفية ارتباط تصرفاتهم وقيادتهم بالقيمة المقدمة، لذا؛ يجب أن تقود الاستراتيجية القيادة حتى يتمكن القادة من توجيهها بدقة.
4- النفوذ القيادي والتنافسي
توفر الاستراتيجية الجيدة فرصًا للقادة والإجراءات الداخلية لتحسين الميزة التنافسية للشركة وتوسيع نطاقها، وهذا يتطلب التواصل الفعال للنوايا، والمرونة في التنفيذ، والمكافآت الإيجابية للابتكار، والمبادرة في تحسين الجودة وتجربة العملاء.
5- إعادة الهيكلة المستمرة
الاستراتيجية الثابتة التي لا تتطور مع تغير السوق هي استراتيجية خاسرة، ويجب أن يرى فريقك الداخلي مكافأة في تعزيز التغيير والقيادة، كما يجب تنشيط الاستراتيجية التي تخاطب العملاء من خلال العمليات، والممارسات، والحلول الجديدة، والتحديثات، فمن المؤكد أن أفضل الاستراتيجيات هي الاستراتيجية الديناميكية وليست الجامدة.
وأخيرًا، تتيح لك استراتيجية العمل الإيجابية القيادة بشكل استراتيجي من خلال إتقان عناصر كل منهما بشكل منفصل وككل متكامل، وأؤيد رأي المؤلفان في كتابهما أن القيادة الاستراتيجية هي قدرة مكتسبة يمكن، بل ويجب، أن يتقنها المديرون على جميع المستويات، ويجب أن يمتد الأمر إلى مديري الشركة، وكذلك المستثمرين، يجب على الجميع أن يفكروا ويتصرفوا بشكل استراتيجي.
كما أن هناك قوة متنامية أخرى للقيادة الاستراتيجية لا يمكن أن نغفلها وهي التطور نحو العولمة. حيث تصبح الشركات الجديدة تلقائيًا عالمية من حيث مدى وصولها ورؤيتها، ما يجعل الافتقار إلى الاستراتيجية أكثر تأثيرًا، فلا يمكن أن يكون هناك انتقال إلى بيئة بديلة للتصحيح ومحاولة لإعادة التشغيل، عليك أن تفعل ذلك بشكل صحيح في المرة الأولى؛ لأنه قد لا تكون هناك مرة ثانية.
وقبل كل شيء، عليك باعتبارك أحد رواد الأعمال ألا تخلط بين الاستراتيجية والتكتيكات، الاستراتيجية هي ببساطة “ماذا” من المعادلة، والتكتيكات هي أنشطة “كيف”.
ونظرًا لأن كل شركة وخاصة الشركات الناشئة تمتلك موارد محدودة لتنفيذ التكتيكات. لذلك عليك أن تكون أولًا واضحًا تمامًا بشأن الاستراتيجية، حتى لو تمكنت من إطلاق العنان لتكتيكات غير محدودة. فإن النتائج ستكون مربكة وغير منتجة للموظفين والعملاء على حد سواء.
وفي حين يعد نجاح الأعمال هدفًا بعيد المنال؛ حيث تفشل أكثر من 50% من الشركات الناشئة في السنوات الخمس الأولى من إطلاقها.
كما سبق أيضًا واختفى عدد متزايد من الشركات الرائدة السابقة من المشهد. منها على سبيل المثال، “شاربر ايماج”، و”كوداك”، و”بلوكبوستير”، لذا؛ ابدأ بالتركيز على الاستراتيجية. فربما حان الوقت للتحقق من ذلك مع موظفيك وعملائك ومعرفة مدى إيجابية الأمر بدءًا من اليوم.