يعد إيفان شبيجل نموذجًا لجيل جديد من رواد الأعمال الذين حولوا أفكارًا بسيطة إلى شركات عالمية بفضل رؤيتهم الفريدة وقدرتهم على فهم الاحتياجات المتغيرة للمستخدمين. قصته مع تطبيق سناب شات ليست مجرد قصة نجاح تقليدية، بل هي حكاية عن الشجاعة، وكسر القواعد، والإيمان بفكرة غير مألوفة.
من فكرة عابرة إلى شرارة الإلهام
بدأت شرارة سناب شات في عام 2011، عندما كان إيفان شبيجل طالبًا في جامعة ستانفورد. خلال حوار دار بينه وبين صديقه بوبي ميرفي، لمعت فكرة جوهرية: لماذا لا يوجد تطبيق يسمح للناس بإرسال صور تختفي تلقائيًا بعد مشاهدتها؟ كانت هذه الفكرة مخالفة تمامًا للمنطق السائد آنذاك، والذي كان يركز على حفظ ومشاركة كل شيء إلى الأبد. رأى شبيجل وميرفي أن هذا المفهوم “الزائل” أو “اللحظي” يلامس جانبًا أساسيًا من طبيعة التواصل البشري، حيث لا تحتاج كل لحظة إلى أن تكون موثقة أو محفوظة للأبد.
قرار جريء وتحدي المعايير الأكاديمية
على خطى العديد من رواد الأعمال العظماء، اتخذ شبيجل قرارًا جريئًا بترك دراسته الجامعية في عام 2012 ليتفرغ بالكامل لتطوير التطبيق. لم يكن هذا القرار سهلاً، لكنه كان يعكس إيمانه المطلق بفكرته. بالتعاون مع أصدقائه، عمل شبيجل على تطوير تطبيق يدمج الوسائط المتعددة (الصور والفيديوهات) مع ميزة المحادثات، معتمدًا على مفهوم أساسي ومبتكر: الرسائل تختفي بعد مشاهدتها.
إطلاق سناب شات وتغيير قواعد التواصل
خرج التطبيق إلى النور لأول مرة في عام 2011 تحت اسم “Picaboo” ثم تغير اسمه لاحقًا إلى “سناب شات” (Snapchat). كانت فكرته الأساسية، وهي “الزوال”، هي ما ميزته وجعلته ينتشر بسرعة بين فئة الشباب. لقد منحهم مساحة آمنة للتعبير عن أنفسهم بعفوية ودون قلق من أن تظل صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم محفوظة إلى الأبد على الإنترنت.
لم يكتفِ شبيجل بالرسائل المؤقتة، بل واصل الابتكار ليضيف ميزات جديدة مثل “القصص” (Stories) التي تسمح بمشاركة لحظات اليوم مع الأصدقاء لمدة 24 ساعة، و”العدسات” (Lenses) و”الفلاتر” (Filters) التي أضافت بعدًا تفاعليًا ومرحًا للتطبيق. هذه الابتكارات لم تعزز من شعبية التطبيق فحسب، بل أثرت بشكل عميق على طريقة تفاعل المستخدمين مع بعضهم البعض، ودفعت منصات التواصل الاجتماعي الكبرى الأخرى مثل إنستجرام وفيسبوك إلى تبني ميزات مشابهة.
الرؤية المستقبلية
بفضل رؤيته، لم يكتفِ إيفان شبيجل بإنشاء تطبيق، بل أسس ثقافة تواصل جديدة تركز على اللحظة الحالية والعفوية. لقد أظهر للعالم أن الأفكار التي تبدو غير منطقية أو عابرة قد تكون هي الأفكار التي تغير العالم. اليوم، سناب شات ليس مجرد تطبيق، بل هو جزء من شركة Snap Inc. التي تتوسع في مجالات متعددة مثل الواقع المعزز (Augmented Reality) والأجهزة التكنولوجية، مما يثبت أن شبيجل لا يزال ينظر إلى الأمام، مستكشفًا طرقًا جديدة للتواصل.
أقوال وحكم إيفان شبيجل





