تُعد ريادة الأعمال من العوامل الرئيسية التي تُسهم بشكلٍ كبير في تطوير الاقتصاد وتحسين مستوى العيش، ولتحقيق هذا الهدف يتوجب على القطاع العام الخاص إعداد بيئة محفزة لريادة الأعمال.
في عالم مُتقدم بامتياز تُعتبر ريادة الأعمال واحدة من أهم وسائل توفير العديد من فرص العمل الجديدة، ومن خلال هذه الفرص يُمكن للأفراد تحسين دخلهم ورفع مستواهم المعيشي؛ ما يساهم في تحسين جودة الحياة بشكل عام.
ليس هذا فقط وإنما تُعتبر ريادة الأعمال أيضًا من أهم عوامل تحسين الاقتصاد؛ حيث إنشاء المشاريع الناشئة وتطويرها يُساهم في تحسين الاقتصاد المحلي والوطني، كما أن الأعمال الناشئة تُمثل مصدرًا مهمًا للتكنولوجيا والابتكار، وهذا بدوره يُساعد في تطوير الصناعات المختلفة وتنميتها.
إعداد بيئة محفزة لريادة الأعمال
إن إعداد بيئة محفزة لريادة الأعمال هو عملية متعددة الأبعاد، تتطلب التعاون والتنسيق بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعات المحلية والشركات الخاصة، وإذا تم تنفيذها بشكلٍ صحيح فإنها تُساعد في تحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية.
ويُمكن تصنيف إعداد بيئة محفزة لريادة الأعمال إلى ثلاث مجالات رئيسية: السياسات الحكومية، البنية التحتية، الثقافة الريادية، وفيما يلي تفاصيل حول كيفية صنع بيئة محفزة لريادة الأعمال في كل مجال:
اقرأ أيضًا: أهم الوظائف في 2023.. كيف تختار الأنسب؟
السياسات الحكومية
يُمكن للحكومات في جميع أنحاء العالم تعزيز ثقافة ريادة الأعمال من خلال تقديم الدعم المالي والتسهيلات الضريبية والإجرائية والتشريعية التي تُساهم في تشجيع روح المبادرة والابتكار، على سبيل المثال: يُمكن للحكومة تقديم القروض الصغيرة والمتوسطة الحجم والتمويل الأسهمي والتمويل الجماعي والمشاريع الاستثمارية.
أضف إلى ذلك على الحكومات توفير الكثير من البرامج المُحفزة والفرص التدريبية التي تُسهم في تطوير وتحسين مجال ريادة الأعمال؛ وذلك من خلال توفير الدورات التدريبية وورش العمل والمسابقات والبرامج الخاصة بريادة الأعمال، كما يُمكن أيضًا توفير الدعم الفني اللازم والاستشارات الأساسية للمشاريع الناشئة.
بالطبع لم يقتصر دور الحكومات على هذا الحد ولكن يُمكن أيضًا توفير التمويل اللازم لجميع الأفراد الذين يتطلعون إلى الدخول في عالم ريادة الأعمال؛ وذلك من خلال تقديم القروض والتسهيلات الائتمانية والتمويل الأسهمي والتمويل الجماعي والمشاريع الاستثمارية، وهو ما يُساعد في تحويل الأفكار الريادية إلى مشاريع ناشئة على أرض الواقع.
البنية التحتية
البنية التحتية لريادة الأعمال تُشير في الأساس إلى الموارد والإمكانيات التي توفرها المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمعات المحلية لتشجيع وتعزيز روح المبادرة والابتكار والشغف لدى رواد الأعمال، وتتضمن البنية التحتية لريادة الأعمال العديد من المكونات المختلفة، ومنها:
-
البنية التحتية التكنولوجية:
تشمل البنية التحتية التكنولوجية الأدوات والتقنيات والبرامج التي تستخدمها الشركات الناشئة لتطوير منتجاتها وخدماتها وتحسين العمليات والإدارة، كما يجب أن تتضمن هذه البنية كل المعلومات والاتصالات والحوسبة السحابية والتخزين السحابي والحوسبة اللامركزية والتكنولوجيا الحيوية والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
-
البنية التحتية اللوجستية:
تتمثل البنية التحتية اللوجستية في الموارد والإمكانيات التي تُساعد في نقل البضائع والخدمات بسلاسة وفعالية؛ وذلك من خلال توفير الطرق والموانئ والمطارات والسكك الحديدية والشحن السريع.
-
البنية التحتية الاجتماعية:
تكمن البنية التحتية الاجتماعية في المجتمعات المحلية والمؤسسات الحكومية والخاصة التي تدعم روح المبادرة والابتكار والشغف لدى رواد الأعمال؛ حيث تتضمن هذه البنية التحتية توفير الدعم المالي والتسهيلات الضريبية والإجرائية والتشريعية، وتوفير التدريب والتطوير والدعم الفني والاستشارات اللازمة للمشاريع الناشئة.
-
البنية التحتية المالية:
تشمل البنية التحتية المالية التمويل الذي يتم توفيره للشركات الناشئة؛ وذلك من خلال تقديم القروض والتسهيلات الائتمانية والتمويل الأسهمي والتمويل الجماعي والمشاريع الاستثمارية، هذه البنية التحتية تُساهم في توفير الرأسمال اللازم للشركات الناشئة لتمويل نموها وتوسيع نطاق عملها.
اقرأ أيضًا: أنواع ريادة الأعمال.. كيف يكون الاختيار؟
الثقافة الريادية
تلعب الثقافة الريادية دورًا مهمًا في تشجيع رواد الأعمال وتحفيزهم على الابتكار والمبادرة؛ فهي تشجع على التفكير الإبداعي والتحدي والتغيير والتعلم المستمر، وتُساهم في تشجيع روح المبادرة والاستعداد للمخاطرة والتحمل والإصرار على تحقيق الأهداف المهنية والشخصية، ويُمكن تحقيق هذه الثقافة الريادية من خلال الخطوات التالية:
-
توفير التدريب والتطوير المناسبين:
يُمكن توفير التدريب والتطوير المناسبين للأفراد والمؤسسات لتنمية المهارات الريادية وتعزيز الثقافة الريادية، وذلك عن طريق تقديم الدورات التدريبية وورش العمل والمسابقات والبرامج الخاصة بريادة الأعمال.
-
تحفيز التفكير الإبداعي:
تستطيع الحكومات والجهات الخاصة تحفيز التفكير الإبداعي من خلال تشجيع التحدي والابتكار والتغيير والمحاولة بطرق جديدة لحل المشكلات وتحقيق الأهداف، ويُمكن الوصول إلى هذا الهدف من خلال توفير الدعم والتشجيع للأفراد والمؤسسات لتجربة أفكار جديدة والتعلم من الأخطاء.
-
تشجيع روح المبادرة:
من الطُرق الرئيسية لتشجيع روح المبادرة هي توفير الدعم المالي والتسهيلات الضريبية والإجرائية والتشريعية للمشاريع الناشئة؛ وذلك لتشجيع رواد الأعمال على الاستثمار في مشاريعهم وتحقيق الأهداف المهنية والشخصية.
-
توفير البيئة المحفزة:
يُمكن توفير البيئة المحفزة للثقافة الريادية من خلال توفير الدعم الفني والاستشارات اللازمة للمشاريع الناشئة، وكذلك توفير البنية التحتية اللازمة لتطوير الأفكار وتحويلها إلى منتجات وخدمات.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
مفهوم التضخم.. إجراءات مُهمة للمواجهة
الدروس المستفادة من نجاح برنارد أرنو.. قصة مُلهمة
ما لا تعرفه عن العمل الحر.. تريث قبل المغامرة
نصائح مؤسس زووم لرواد الأعمال.. إرشادات مُهمة للمبتدئين
أسرار نجاح الشركات العائلية.. أعمال تجارية متعددة الثقافات