ثمة أفكار مضللة عن الإدارة بشكل يصعب حصره، بل عن القيادة وبدء مسار مهني في الإدارة، والمؤسف أن هذه الأفكار الخاطئة تصد كثيرًا من الناس عن التفكير في بدء مهنة إدارية أو أن يصبحوا قادة.
أضف إلى ذلك أن مثل هذه الأفكار تعرقل المدراء الحاليين عن أداء مهامهم على النحو الأمثل؛ فإذا تصور مدير ما أن مهمة فريقه هي مراكمة الإنتاج فحسب فإنه في الواقع لا يفعل شيئًا سوى إرهاق موظفيه، عادة ما يكون هذا الجهد مهدورًا وموجهًا إلى الوجهة الخطأ.
أفكار مضللة عن الإدارة
نوضح في «رواد الأعمال» عدة أفكار مضللة عن الإدارة، وذلك على النحو التالي..
-
الإنتاجية هي الأساس
هذه واحدة من أفكار مضللة عن الإدارة، صحيح أن الإنتاجية تعني إنجاز الأشياء. ومع ذلك يعرف المديرون العظماء أن الأمر يتعلق بإنجاز الأشياء الصحيحة بشكل جيد. لذلك فإن كونك مديرًا استراتيجيًا جيدًا يعني اتخاذ قرار بترك مشاريع معينة أو إلغاء المشروعات تمامًا إذا كانت لا تتناسب مع الأهداف الأساسية للمؤسسة.
يعرف كبار المديرين كيفية توصيل هذه المعلومات بشكل فعال إلى فرقهم ويدركون كيفية التعامل مع المشاعر والصدمات التي يمكن أن تأتي مع قول “وداعًا للمشاريع أو الأفكار التي كانت ذات يوم واعدة جدًا”. حتى إذا كان المشروع يركز على شيء يجيده الفريق فإن كونك جيدًا في شيء ما لا يعني أنه يجب متابعته؛ فالإنتاجية من أجل الإنتاجية وحدها غير فعالة.
اقرأ أيضًا: الاقتصاد الهندسي.. تعريفه ومزاياه
-
وظيفة المدير تحديد ما هو مهم
تلك حقيقة مؤسفة أخرى، وأيضًا هي إحدى أفكار مضللة عن الإدارة، المديرون الجيدون ربما لن يتمكنوا من شطب أي مشاريع من القائمة، وعادة ما يكونوا خلصوا بالفعل إلى ما هو “مهم”، لكن المدراء العظماء يعرفون أين يوجهون تركيزهم.
يعتبر كل مشروع يعمل عليه فريقك “مهمًا” لشخص ما في مكان ما بطريقة ما، ولكن المدير العظيم سوف يضع بعض المشاريع “المهمة” للتركيز على المشاريع الحيوية لاستراتيجية المنظمة. إنهم لا يخشون تأجيل المشاريع “المهمة” الأخرى.
-
القيادة مهارة ولا يمكن تعلمها
ليس هذا صحيحًا؛ فالقيادة هي بالتأكيد مهارة (أو مجموعة من المهارات) يمكن لمعظم الناس تعلمها. إذا كنت تريد معرفة المزيد عن الصفات المهمة للقادة الأقوياء أو ما هي أهم المهارات القيادية فإن عليك الدراسة وسبر أغوار الأمر، وسوف تتأكد بنفسك أن هذه المقولة ليست سوى واحدة من عدة أفكار مضللة عن الإدارة ولا وجود لها على أرض الواقع.
القادة ليسوا أكثر خصوصية من أي شخص آخر ولم يولدوا كقادة. إنهم مجرد أشخاص عاديين أرادوا القيادة وكانوا على استعداد لاكتساب المهارات المطلوبة، ووضعوا أنفسهم بشكل صحيح عندما تكون المناصب القيادية متاحة، أو بنوا شركاتهم الخاصة للقيادة.
اقرأ أيضًا: ماهية التدريب عن بُعد وكيفية نجاحه
-
القيادة فطرية
هذه واحدة من أفكار مضللة عن الإدارة، ومؤسف أنها منتشرة إلى حد كبير. لا أحد يولد ليكون قائدًا؛ إذ يتم صنع القادة من خلال تجاربهم وخياراتهم الحياتية، ويتعلمون مهاراتهم القيادية من خلال الدراسة والتدريب مثل أي شخص آخر. وفي حين أن علم الوراثة قد يساعد فإنه لا يحدد من يمكنه القيادة ومن لا يستطيع.
-
الإدارة بحاجة إلى شهادة أكاديمية
هناك عدد كبير من القادة الذين يعملون في شركاتهم الخاصة أو كمهنيين معينين ليس لديهم أي نوع من التعليم الرسمي. لم يذهب بيل جيتس إلى الجامعة، ولا والت ديزني؛، وكلاهما غيّر العالم بقيادته. وهناك بعض الأسماء المألوفة الأخرى مثل: مارك زوكربيرج وستيف جوبز، الذين لم يكملوا تعليمهم العالي. التعليم الأكاديمي ليس شرطًا وتلك أفكار مضللة عن الإدارة.
يمكن أن يساعدك التعليم الرسمي في الوصول إلى مستويات أعلى بمهنة الإدارة، ولكن إذا لم يكن لديك ذلك فلا تدعه يبطئك أو يكون ذريعة لعدم بذل الجهد والنجاح. قد تساعدك الدرجات الإضافية، مثل ماجستير إدارة الأعمال وما إلى ذلك، في الوصول إلى مناصب معينة، لكن العديد من القادة يعملون بشكل جيد تمامًا بدونها، أو يكتسبونها في وقت لاحق من حياتهم المهنية أثناء حصولهم على رعاية من شركاتهم.
اقرأ أيضًا: القيادة في عصر التحول الرقمي.. 4 أنماط أساسية
-
الحظ هو الحاكم
ليست هذه ضمن أفكار مضللة عن الإدارة فقط بل عن الحياة، الحظ لا وجود له، أنت من يصنع مستقبلك. وعادة يتم التبشير بالحظ بشكل شائع من قبل أولئك الذين لا يريدون تحمل مسؤولية حياتهم المهنية وعملهم، وليست لديهم أي فكرة عما يجب فعله للحصول على ترقية.
هناك العديد من المهام التي يمكنك ويجب عليك أداؤها، وهناك بعض “الأسرار التجارية” التي يجب أن تعرفها للتأكد من أنك تؤدي المهام الصحيحة لوضعك على المسار الصحيح للحصول على ترقية بسرعة.
قد يكون الحظ عاملًا حاسمًا في متى وأين تقدم الفرص نفسها، لكن كيفية الاستفادة منها تعتمد على المعرفة والإعداد المناسب والإجراءات الملائمة التي يتم تنفيذها في الوقت المناسب.
اقرأ أيضًا:
الإدارة في عصر التغيير المستمر.. مخططات أولية
قواعد المنافسة في الألفية الجديدة.. استراتيجيات لازدهار وبقاء الشركات
المدير الافتراضي.. نصائح للقيادة عن بُعد



