سجلت إيرادات ميزانية السعودية خلال الربع الأول من العام الجاري 293.433 مليار ريال، مدفوعة بنمو قوي في الإيرادات غير النفطية التي بلغت 111.512 مليار ريال، بزيادة 37% عن الفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لتقرير وزارة المالية السعودية.
ويُعد هذا الإنجاز الكبير بمثابة شهادة على نجاح المملكة في تنويع مصادر دخلها وتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، وتُعزى هذه النتائج إلى الجهود الحكومية الحثيثة لتحسين كفاءة تحصيل الإيرادات، وتنويع مصادر الدخل من خلال مبادرات استراتيجية تهدف إلى تعزيز القطاعات غير النفطية، مثل: السياحة والتجارة والخدمات اللوجستية.
ويُشير هذا الأداء المالي القوي إلى استقرار الاقتصاد السعودي وقوته، ودوره المتنامي كمحرك رئيسي للاقتصاد العربي والعالمي، كذلك يُؤكد التزام المملكة ببناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار، قادر على تحقيق رفاهية المواطنين وتعزيز مكانة السعودية على الصعيد الدولي.
الإيرادات النفطية للمملكة
بحسب تقرير وزارة المالية فإن إيرادات المملكة العربية السعودية من النفط شهدت خلال الربع الأول من عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا؛ حيث وصلت إلى 181.922 مليار ريال، ويرجع هذا النمو بشكل أساسي إلى تعافي أسعار النفط في الأسواق العالمية، بعد التراجع الذي شهدته خلال العامين الماضيين.
ويُعد هذا الارتفاع الكبير في إيرادات النفط أنباء سارة للاقتصاد السعودي؛ حيث يُساهم في تعزيز استقرار المالية العامة ودعم خطط التنمية الطموحة للمملكة العربية السعودي كما يُثبت أهمية قطاع النفط في دعم الاقتصاد الوطني، ودوره الحيوي في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
وتُشير التوقعات إلى استمرار تعافي أسعار النفط خلال الفترة القادمة؛ ما يُبشر بمزيد من النمو في إيرادات المملكة العربية السعودية من هذا القطاع الحيوي.
استثمارات استراتيجية ونمو محسوب
أظهر تقرير أداء ميزانية السعودية أن إجمالي قيمة المصروفات الفعلية للربع الأول من العام الجاري بلغ 305.820 مليار ريال، مسجلة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة الاستثمارات في البنية التحتية والبرامج الحكومية الجديدة في المملكة، التي تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي ودعم قطاعات حيوية مثل: التعليم والصحة والرفاهية الاجتماعية.
إعطاء الأولوية للتنمية البشرية
أظهرت الميزانية اهتمامًا كبيرًا بتعزيز القطاعات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية؛ حيث خصصت المبالغ التالية:
- 51.59 مليار ريال لقطاع التعليم: وهذا يؤكد الاهتمام بأولوية تطوير التعليم وتعزيز مهارات القوى العاملة السعودية للمساهمة في اقتصاد المعرفة.
- 49.30 مليار ريال للقطاع العسكري: يعكس ذلك حرص الحكومة على تعزيز قدراتها الدفاعية وصون أمن المملكة العربية السعودية وحماية مصالحها الاستراتيجية.
- 60.5 مليار ريال لقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية: وهو رقم يُظهر التزام الحكومة بتقديم خدمات صحية واجتماعية مُحسنة للمواطنين، وتعزيز العدالة الاجتماعية ورفع مستوى معيشة الفئات الأكثر احتياجًا.
استمرار التحسن المالي على المدى المتوسط
تتوقع وزارة المالية السعودية استمرار تحسن أداء الميزانية العامة خلال باقي عام 2024، مع استمرار ارتفاع الإيرادات غير النفطية والتحكم في النفقات؛ حيث تسعى المملكة إلى تحقيق التوازن المالي على المدى المتوسط؛ عن طريق تنويع مصادر الدخل وتعزيز كفاءة الإنفاق.
وتركز الحكومة الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على عدد من المبادرات لتحقيق هذه الأهداف، وتشمل:
- تعزيز الابتكار وريادة الأعمال في القطاعات غير النفطية: يهدف ذلك إلى توفير فرص العمل الجديدة، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة؛ ما يُساهم في تنويع مصادر الدخل وتحفيز النمو الاقتصادي.
- تحسين كفاءة تحصيل الإيرادات: تسعى الحكومة السعودية إلى تبسيط الإجراءات الضريبية وتوسيع قاعدة دافعي الضرائب، وذلك يُساعد في زيادة الإيرادات غير النفطية.
- ترشيد الإنفاق العام: تُركز حكومة المملكة باستمرار على مراجعة برامجها ومبادراتها ونفقاتها بشكلٍ دوري؛ لضمان استخدام الموارد بكفاءة وفعالية.
إذًا أظهر أداء الميزانية العامة للربع الأول 2024 اتجاهات إيجابية، وتؤكد زيادة الإيرادات غير النفطية وتركيز الحكومة على الاستثمار في قطاعات حيوية، مثل: التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية، التزام المملكة بتحقيق تنمية مستدامة على المدى الطويل.
وتواصل السعودية تحقيق التوازن المالي؛ من خلال تنويع مصادر الدخل وتعزيز كفاءة الاستهلاك وتطبيق مبادرات إصلاحية شاملة.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
مشروعات رؤية 2030.. إنجازات مبهرة وآفاق واعدة
موسم الحج 2024.. السعودية تعلن الشروط والوظائف والضوابط
قطاع الضيافة في المملكة.. آفاق واعدة وفرص استثمارية ضخمة
صناديق الاستثمار.. أداة ترسم ملامح المستقبل