المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) ليست مجرد ممارسة جيدة للمؤسسات. بل هي جزء أساسي من الالتزامات الأخلاقية للمؤسسة.
وعلى الرغم من أن العديد من الشركات تدرك أهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات، فإن العملية الفعلية لتنفيذ هذه المبادرات ومراقبتها قد تكون معقدة.
وخلال التقرير التالي سنتناول كيفية تنفيذ الشركات لأنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات ومراقبتها بفعالية مع ضمان الامتثال للمتطلبات التشريعية. كما سنناقش أيضًا خيارات التعاون المختلفة التي يمكن أن تعزز تأثير جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات.
أساليب تنفيذ المسؤولية الاجتماعية للشركات
إن آليات التنفيذ هي أهم القرارات الأولى التي يجب على الشركات اتخاذها عند التخطيط لأنشطة المسؤولية الاجتماعية.
وهل ينبغي عليها التعامل مع أنشطة المسؤولية الاجتماعية للشركات داخليًا من خلال فرق عمل داخلية. أم ينبغي عليها التعاون مع وكالات تنفيذ خارجية مسجلة؟
وبالتالي يتم اتخاذ القرار بناءً على حجم الشركة ومواردها وحجم مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات التي تنوي القيام بها.
الأقسام الداخلية للشركات
يعتمد تنفيذ المسؤولية الاجتماعية على استخدام الموارد الحالية للشركة. مثل الموظفين والإدارة. لتصميم مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات وتنفيذها والإشراف عليها.
كما يمنح هذا الخيار الشركة مزيدًا من التحكم في أنشطة المسؤولية الاجتماعية، ويضمن التوافق المباشر مع قيم الشركة وثقافتها المؤسسية.
فعلى سبيل المثال، قد تستخدم شركة كبيرة مثل مجموعة تاتا أو إنفوسيس فرقًا داخلية لتنفيذ مبادرات، مثل برامج الاستدامة البيئية أو الجهود التطوعية للموظفين.
وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن تكون إدارة أنشطة المسؤولية الاجتماعية داخل الشركة كثيفة الموارد. حيث تتطلب موظفين مخصصين وخبرات ووقتًا.
وغالبًا ما تجد الشركات الأكبر حجمًا التي لديها قسم للمسؤولية الاجتماعية أن إدارة هذا الأمر أسهل. أما بالنسبة للمؤسسات الأصغر حجمًا. فقد يمثل ذلك تحديًا لأنه يتطلب جهدًا كبيرًا لتصميم برامج المسؤولية الاجتماعية ومراقبتها وقياس أثرها.
التعاون مع وكالات خارجية
توفر الوكالات المسجلة ميزة وجود أنظمة راسخة لرصد النتائج والإبلاغ عنها. فعلى سبيل المثال، قد تكون هذه الوكالات منخرطة بالفعل في مشاريع مجتمعية مستمرة؛ ما يسمح للشركات فرصة التعاون في مبادرات لها تأثيرات مستدامة وقابلة للقياس.
وغالبًا ما يكون هذا الخيار أيضًا أكثر قابلية للتوسع وفعالية من حيث التكلفة. خاصة بالنسبة للمؤسسات التي تتطلع إلى توسيع نطاق المسؤولية الاجتماعية بسرعة أو تنفيذ مشاريع عبر مناطق جغرافية متعددة.
تختار العديد من الشركات الدخول في شراكات مع وكالات تنفيذ خارجية متخصصة في تنفيذ مبادرات المسؤولية الاجتماعية.
وعادة ما تكون هذه الوكالات منظمات غير ربحية أو شركات استشارية متخصصة ذات خبرة في مجالات مثل التعليم أو الصحة أو الاستدامة البيئية أو التنمية الريفية.
كما يسمح العمل مع هذه الوكالات للشركات بالاستفادة من خبراتها. خاصةً عندما تفتقر الشركة إلى الموارد الداخلية أو القاعدة المعرفية اللازمة.
الدمج بين الأقسام الداخلية والوكالات الخارجية
إذا كانت أنشطة المسؤولية الاجتماعية تتطلب معرفة متخصصة أو تنطوي على مشاريع واسعة النطاق ومتعددة المناطق. فقد يكون التعاون مع وكالة خارجية أكثر فعالية.
ولكن القرار النهائي يعتمد على إستراتيجية المسؤولية الاجتماعية. إذا كان التركيز على المشاريع المحلية أو المشاريع الصغيرة الحجم التي تتماشى بشكل وثيق مع ثقافة الشركة. فقد يكون التنفيذ الداخلي هو الخيار الأفضل.
دور مجلس إدارة الشركة
يتحمل مجلس إدارة الشركة مسؤولية تنفيذ مبادرات المسؤولية الاجتماعية. حيث إنهم مكلفون بضمان توافق مشاريع المسؤولية الاجتماعية للشركات مع القيم الأخلاقية للشركة وأهدافها التجارية.
كما يجب على مجلس الإدارة ضمان تنفيذ أنشطة المسؤولية الاجتماعية بما يتوافق مع القانون وإستراتيجية الشركة. ويشمل ذلك مراجعة التقارير السنوية للمسؤولية الاجتماعية والموافقة على الميزانية الإجمالية.
علاوة على ذلك، يلعب مجلس الإدارة دورًا رئيسًا في ضمان الشفافية في عمليات المسؤولية الاجتماعية؛ ما يضمن إجراء عمليات تدقيق وتقييم مستقلة بانتظام لتقييم فعالية أنشطة المسؤولية الاجتماعية.
وتمنح مشاركة مجلس الإدارة أصحاب المصلحة الخارجيين الثقة في أن الشركة ملتزمة بالتزاماتها المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية، وأن الأموال تستخدم بكفاءة.
مسؤولية المدير المالي
إن الإنفاق على المسؤولية الاجتماعية يتطلب نفقات مالية كبيرة. حيث إن المدير المالي مسؤول أيضًا عن إعداد التقارير حول كيفية مساهمة استثمارات المسؤولية الاجتماعية في إستراتيجية العمل الشاملة.
يتولى المدير المالي مسؤولية الإشراف المالي على أنشطة المسؤولية الاجتماعية. حيث يشكل دوره الأساسي في ضمان استخدام الأموال المخصصة للمسؤولية الاجتماعية بشكل صحيح ووفقًا للقوانين والمبادئ التوجيهية ذات الصلة.
كما ينطوي ذلك على وضع الضوابط المالية. واستخدام أنظمة تتبع انفاق الأموال. إضافة إلى ضمان توجيه الموارد المالية نحو المبادرات التي من شأنها أن تولد نتيجة ملموسة.
فعلى سبيل المثال، قد يحتاجون إلى توضيح كيف تتماشى الاستثمارات في برامج التعليم أو الرعاية الصحية مع أهداف استدامة الأعمال طويلة الأجل. مثل تحسين القوى العاملة أو المساهمة في التنمية الاقتصادية المحلية.
التعاون مع المنظمات العالمية
تعتبر الشراكة مع المؤسسات الدولية هي الخيار الأنسب لتعزيز جهود المسؤولية الاجتماعية. مثل الأمم المتحدة أو منظمة الصحة العالمية أو المنظمات الدولية غير الحكومية.
وغالبًا ما تتمتع هذه المنظمات بخبرة واسعة في تنفيذ مبادرات واسعة النطاق وعابرة للحدود في مجالات مثل الصحة العامة والتعليم والاستدامة البيئية.
على سبيل المثال، يمكن أن تتعاون شركة ما مع منظمة دولية لتقديم حملة تطعيم في البلدان النامية أو دعم برامج التخفيف من آثار تغير المناخ العالمي.
تعد هذه الشراكات مفيدة بشكل خاص للشركات التي تتطلع إلى إحداث تأثير عالمي أو تلك التي تسعى إلى المواءمة مع أهداف الاستدامة الدولية. مثل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs).
المقال الأصلي: من هنـا