بـ205.7 مليون دولار.. الجولات الاستثمارية تعيد رسم خريطة ريادة الأعمال بالمنطقة

نجحت المنطقة العربية في استقطاب موجة استثمارية غير مسبوقة خلال الأسبوع الممتد من 14 إلى 20 سبتمبر 2025؛ حيث شهدت الشركات الناشئة سلسلة من الجولات الاستثمارية الضخمة التي عكست الثقة المتزايدة في بيئة الأعمال الإقليمية.

وبحسب الرصد الأسبوعي الذي أجراه “رواد الأعمال” فإن إجمالي قيمة الجولات الاستثمارية بلغ 205.7 مليون دولار، وهو رقم يعكس حجم السيولة المتدفقة نحو السوق الريادية.

هذا المبلغ الهائل تم توزيعه على 21 صفقة. ما يشير إلى تنوع الفرص الاستثمارية وعدم اقتصارها على عدد قليل من الشركات.

قطاع التقنية يتصدر الجولات الاستثمارية

في حين استحوذ قطاع التقنية المالية (FinTech) على نصيب الأسد من الجولات الاستثمارية من حيث عدد الصفقات، بواقع 11 صفقة من أصل 21.

كما يعكس هذا التركيز الأهمية المتزايدة لهذا القطاع في المشهد الاقتصادي. والذي يعمل على إعادة تشكيل الخدمات المالية التقليدية وتقديم حلول رقمية مبتكرة للمستخدمين والشركات على حد سواء.

أما على الصعيد الجغرافي فتصدرت المملكة العربية السعودية المشهد بحصولها على نصيب الأسد من الجولات الاستثمارية؛ حيث احتضنت 12 شركة ناشئة من أصل 21.

بينما يؤكد هذا التميز نجاح رؤية المملكة في دعم رواد الأعمال وتوفير بيئة محفزة للنمو والابتكار.

السعودية تتصدر المشهد الاستثماري

تلت المملكة العربية السعودية في التوزيع الجغرافي دولة الإمارات العربية المتحدة بـ 4 شركات ناشئة حصدت استثمارات. وهو ما يدل على استمرارها كمركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال. تليها المملكة المغربية بـ 2 شركتين، ما يبرز نمو المنظومة الريادية في شمال إفريقيا.

فيما يؤكد هذا التوسع الجغرافي أن الاهتمام بالاستثمار الجريء لم يعد محصورًا في دول الخليج. بل يمتد ليشمل أسواقًا جديدة واعدة.

وفي ذات السياق حصدت كل من مملكة البحرين، والمملكة الأردنية الهاشمية. وجمهورية مصر العربية صفقة استثمارية واحدة لكل منها.

هذه الصفقات، على الرغم من قلتها، إلا أنها تحمل دلالات مهمة حول وجود فرص استثمارية في هذه الأسواق. وحول وجود شركات ناشئة قادرة على جذب رؤوس أموال رغم التحديات.

صفقات عملاقة تعزز مكانة الشركات الناشئة

تصدرت شركة التقنية المالية السعودية “HALA” قائمة أكبر الصفقات الاستثمارية الأسبوع الماضي، بعد حصولها على جولة تمويل من السلسلة “ب” بقيمة 157 مليون دولار.

كذلك يعد هذا المبلغ الهائل بمثابة شهادة ثقة من المستثمرين في نموذج عمل الشركة وقدرتها على تحقيق نمو هائل في السوق.

تلتها في القائمة شركة التقنية المالية السعودية “BwaTech” بجولة تمويل بقيمة 16 مليون دولار. وتؤكد هذه الصفقة استمرار الاهتمام بالشركات الناشئة في مجال التقنية المالية، وتبرز الحاجة الملحة إلى حلول مالية مبتكرة تلبي متطلبات المستخدمين والشركات.

وفي المرتبة الثالثة جاءت شركة التقنية المالية “Spare” من المملكة العربية السعودية، بعد أن حصدت جولة تمويل ما قبل السلسلة “أ” بقيمة 5 ملايين دولار.

بينما يمثل هذا التمويل دفعة قوية للشركة في مراحلها المبكرة. ويساعدها على تسريع عملية تطوير منتجاتها وتوسيع قاعدة عملائها.

صفقات البذرة تظهر قوة الابتكار

أما في المرتبة الرابعة فكانت هناك جولة تمويل البذرة بقيمة تجاوزت 4.8 مليون دولار لشركة التقنية المالية السعودية “لدن”. وتعكس هذه الجولة مدى الثقة في فكرة الشركة المؤسسة وقدرتها على تحقيق النجاح في سوق تنافسية.

واختتمت قائمة أكبر الصفقات الأسبوعية شركة التقنية المالية “Sindbad.Tech | سندباد.تك” من المملكة العربية السعودية، بحصولها على جولة تمويل بذرة بقيمة 4.8 مليون دولار.

وتؤكد هذه الصفقة مجددًا أن السوق السعودية تزخر بالشركات الناشئة الواعدة في قطاع التقنية المالية، وأن هناك رغبة حقيقية لدى المستثمرين في دعم هذه الشركات خلال مراحلها الأولى.

تفاصيل الجولات الاستثمارية

مستقبل واعد للاستثمار الجريء

ما يثير الإعجاب في هذه القائمة هو أن جميع الشركات الخمس التي استحوذت على أكبر صفقات هذا الأسبوع تنتمي لقطاع التقنية المالية. ويدل هذا الأمر على أن هذا القطاع هو قاطرة النمو الحالية في المنطقة، وأنه يحظى باهتمام كبير من المستثمرين.

هذه الأرقام والصفقات ما هي إلا انعكاس للمناخ الإيجابي الذي تشهده المنطقة العربية في مجال ريادة الأعمال. فالبيئة التشريعية المتطورة، والدعم الحكومي المتزايد، ووجود جيل جديد من رواد الأعمال المبدعين، كلها عوامل تسهم في جعل المنطقة مركزًا عالميًا للاستثمار الجريء.

وبالنظر إلى مجمل البيانات نرى أن المملكة العربية السعودية عززت مكانتها كقوة استثمارية لا يستهان بها في المنطقة، وأنها أصبحت وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن فرص في سوق واعدة. وهذا لا يلغي أهمية باقي الدول التي استقطبت استثمارات، بل يبرز أن المنظومة تتكامل وتنمو على نطاق أوسع.