تعد الثقة بالنفس ركيزة أساسية للنجاح، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني. إنها ليست مجرد شعور داخلي، بل مجموعة من السلوكيات والممارسات التي يمكن تعلمها وتطويرها. ويتفوق الأفراد ذوو الأداء العالي؛ لأنهم يدركون أن الثقة ليست سمة فطرية، لكنها عادة تُكتسب وتُصقل بمرور الوقت.
نركز في “رواد الأعمال” على ست عادات مثبتة علميًا يتبعها الأشخاص ذوو الأداء المتميز لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
ومن خلال فهم هذه العادات وتطبيقها بانتظام تستطيع بناء أساس متين من الثقة. ما يدفعك لتحقيق أهدافك والتغلب على التحديات بثبات وإصرار. وفقًا لما ذكره “dreddieoconnor”.
6 عادات علمية يستخدمها ذوو الأداء العالي لتعزيز ثقتهم
هذه العادات الست للأداء العالي ليست صفات فطرية. إنها قابلة للتعلم والتحسين. وهي كالتالي:
1- السعي وراء الوضوح
يمنح العثور على هدفك واتباعه الأشخاص ذوي الأداء العالي تركيزًا واتجاهًا في كل ما يفعلونه.
اسأل: “من أريد أن أكون؟” وكن محددًا بشأن الشكل الذي يبدو عليه ذلك. ثم اسأل: “هل أتصرف حاليًا بهذه الطريقة؟”
غالبًا ما نجد أن أفعالنا لا تتسق مع النتائج المرجوة. وعندما تتقبل ذلك التناقض تبدأ الفجوة بين واقعك وأحلامك في الانغلاق. وهذا يقودنا إلى السؤال التالي: “ما الذي أحتاج إلى تغييره للوصول إلى هناك؟”
الآن لديك وضوح بشأن السلوكيات المحددة التي يجب استهدافها. ويمكنك إجراء التغييرات الضرورية.
أسئلة مفيدة يجب طرحها قبل التفاعل هي:
- -كيف يمكنني أن أكون شخصًا جيدًا أو قائدًا في هذا الموقف؟
- -ما الذي يحتاجه الشخص الآخر؟
- -ما نوع النبرة التي أريد أن أحددها؟
الأشخاص ذوو الأداء العالي واضحون جدًا بشأن المهارات التي يحتاجون إلى تطويرها للفوز. انظر نحو المستقبل، وحدد المهارات الرئيسة وطورها.
أخيرًا عندما لا يسهم الشخص في المستقبل فإنه يضعف أداؤه. لذا يوجه الأشخاص ذوو الأداء العالي أنشطتهم اليومية في خدمة الآخرين؛ ما يمنح أفعالهم معنى ويحافظ على حافزهم.
2 – توليد الطاقة
إذا كنت تريد أن تكون عظيمًا تحتاج إلى الكثير من الطاقة. هذا لا يحدث بالصدفة. لهذا السبب فإن توليد الطاقة الجسدية والعقلية والعاطفية هو عادة من عادات الأداء العالي.
عندما تكون طاقتك منخفضة قد يصبح من الصعب فعل ما يلزم لتوليد الطاقة التي تحتاجها للأداء على مستوى عالٍ. إنه سيناريو “أيهما يأتي أولًا: الدجاجة أم البيضة؟”
الطاقة الأقل ترتبط بانخفاض درجات الأداء العالي الإجمالية. وكلما انخفضت طاقتك قلت سعادتك. وهبط حماسك لمواجهة التحديات. كذلك انخفض تصورك لنجاحك مقابل نجاح أقرانك. وثقتك في مواجهة الشدائد.
3 – زيادة الضرورة
يعتقد الأشخاص الذين يتميزون بالأداء العالي أنهم لا يمتلكون خيارًا آخر سوى النجاح. فهم يرفضون الفشل ويشعلون في أنفسهم ضرورة داخلية لتحقيق أهدافهم. هذه العادة هي حجر الزاوية في بناء الثقة بالنفس. لأنها تتطلب الالتزام والمسؤولية الكاملة. إليك كيف يمكنك دمج هذه العادة في حياتك:
حدد هدفك: لا تكتفِ بتحديد الهدف بل اربطه بسبب قوي، فكلما كان السبب قويًا، زادت ضرورة تحقيق الهدف.
تصور الفشل: تخيل ما سيحدث إذا لم تحقق هدفك. قد يبدو الأمر محبطًا، ولكنه يساعد على بناء دافع قوي لتجنب هذه النتيجة.
انغمس في التحدي: عندما تضع نفسك في موقف يتطلب منك الأداء الجيد، ستكون ملزمًا بتجاوز حدودك.
حافظ على التحدي: استمر في تحدي نفسك بوضع أهداف جديدة. هذا سيمنعك من التراخي ويساعدك على تطوير قدراتك باستمرار.
4 – زيادة الإنتاجية
هذا أمر بديهي ويكاد يكون كليشيه مع كثرة الحديث عنه. المشكلة هي عدم المتابعة. لذا بينما تقرأ هذا القسم، افعل أكثر من مجرد استهلاك المعلومات. ضع نية لاتخاذ إجراء والقيام بكل خطوة من هذه الخطوات.
يتبع الأشخاص ذوو الأداء العالي نهجًا متعمدًا للغاية في تخطيط أيامهم ومشاريعهم ومهامهم مقارنة بأصحاب الأداء الضعيف. ثم يتبعون تلك الخطة.
الإنتاجية لا تأتي على حساب التضحية بسلامتك (مثل النوم، والتمارين الرياضية، والنظام الغذائي الصحي) أو تعطيل شعورك بالتوازن. لا حاجة للكافيين الإضافي أيضًا!
الإنتاجية تعود إلى إتقان أساسيات تحديد الأهداف، والحفاظ على الطاقة والتركيز. عندما يكون لديك أهداف واضحة وصعبة، تميل إلى أن تكون أكثر تركيزًا وانخراطًا. وهذا يزيد من الانسيابية والمتعة. والمتعة مرتبطة بإنتاجية أكبر.
5 – تطوير التأثير
يمكننا تعريف التأثير ضمن عادات الأداء العالي بأنه القدرة على تشكيل معتقدات وسلوكيات الآخرين كما ترغب. بالطبع، هذا لا يعني التلاعب. تذكر الغرض النبيل الذي أوضحته في العادة رقم 1 ونواياك الإيجابية تجاه محيطك الاجتماعي. ضمن ذلك، يمكنك جعل الناس يؤمنون بك وبأفكارك، ويشترون منك، ويتبعونك، أو يتخذون الإجراءات التي تطلبها منهم.
تطور التأثير أولاً عن طريق الطلب. يقول الناس “نعم” في كثير من الأحيان أكثر مما نتوقع. ثلاثة أضعاف في الواقع!
يفشل الأشخاص ذوو الأداء الضعيف غالبًا في الطلب.
ولا تطلب مرة واحدة فقط. كلما طلبت وشاركت أفكارك أكثر، أصبح الناس أكثر دراية وراحة بما تطلبه وازدادت حماستهم للفكرة.
ابدأ بطرح أسئلة حول ما يفكرون فيه، وما يريدونه، وما يحتاجونه، وما يشعرون به. الناس يدعمون ما يسهمون في خلقه. فهم يريدون دعم الأفكار التي ساعدوا في إنشائها، لذا أشركهم في العملية.
الأشخاص ذوو الأداء العالي لديهم عقلية عطاء، لذا من بين كل الطلبات، لا تنس أن تعطي. فكر بعناية في المشاكل التي يواجهها الناس. قدم اقتراحات وموارد واتصالات.
يمكنك أيضًا كسب التأثير من خلال تقديم تقدير صادق لأولئك الذين تسعى للتأثير عليهم. قدم الامتنان. كن بطلهم وادعم أفكارهم الجيدة. امتدحهم علنًا عندما يقومون بعمل جيد. ثق بهم. امنحهم الاستقلالية لاتخاذ القرارات.
6 – إظهار الشجاعة
إذا لم تكن خائفًا، إذا لم يكن هناك خطر كبير، فلا توجد فرصة لإظهار الشجاعة. الشجاعة ليست غياب الخوف ولكن ما تفعله عندما تشعر بالخوف. تظهر الشجاعة عندما تتصرف بخوف في اتجاه إيجابي.
أولئك الذين يظهرون الشجاعة يميلون إلى امتلاك عادات الأداء العالي الخمس الأخرى: الوضوح، والطاقة، والضرورة، والإنتاجية، والتأثير. الشجاعة لا تعمل وحدها. كل العادات الست تعمل معًا. الشجاعة غالبًا ما تكون حجر الزاوية الذي تُبنى عليه العادات الأخرى بسبب عامل الخوف هذا.
الخوف هو غالبًا ما يعيقنا. قد تسميه القلق، أو الشك، أو عدم الثقة بالنفس. إنه عندما يكون عقلك مفرطًا في التفكير ويطرح أسئلة “ماذا لو…؟”. هذه الأفكار والمشاعر المخيفة تمنعنا من اتخاذ الإجراءات. هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى الشجاعة.
يفيد الأشخاص ذوو الأداء العالي عن المواقف التالية التي تزيد الشجاعة:
- يحبون إتقان التحديات.
- يرون أنفسهم حازمين وواثقين.
- يرون أنفسهم ذوي أداء عالٍ وأكثر نجاحًا من أقرانهم.
- إنهم سعداء بحياتهم بشكل عام.



