يؤدي تحديد أهداف الموظفين أحيانًا في الشركات الصغيرة إلى احتمالية تغيير قواعد اللعبة خاصةً عندما يمارسونها بأنفسهم، ورغم أن هذا التحديد يمكن أن يبقي شركتك وأعضاء فريقك مركزين ومتفاعلين على طول الطريق، إلا أنه إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، الأمر الذي يسبب الإحباط ويأتي بنكسات متلاحقة للشركة.
من الناحية المثالية، يفترض أن يكون تحديد الأهداف ملهمًا وواقعيًا ومحفزًا للموظفين على متابعة الأهداف الصعبة وليست المعقدة. ويجب أن تصل إليهم تلك الأهداف دون أن تسبب لهم الشعور بالتوتر والقلق.
وعلى سبيل المثال، تخيل أن هناك رحلة للموظفين بشركتك، وهي عبارة عن نزهة سيرًا على الأقدام على طريق مرصوف وسط الخضرة بإحدى الحدائق. وأهدافهم هي العلامات الإرشادية التي توضح لهم المعالم الرئيسية التي يجب عليهم السعي لتحقيقها في رحلتهم الشاملة. فإن الوصول إلى هذه الإشارات يكون انتصارات صغيرة نسبيًا، ولكنها في نفس الوقت، ترشد نحو الطريق المؤدي النجاح الأكبر. وتساعدهم على معرفة أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح.
وبناءً على ما سبق، فإنك لا يمكنك وضع العلامات الإرشادية بالقرب من بعضها لأن ذلك يمثل تحديًا. لأنها ببساطة لن تكون ملهمة، لأن التنزه على طول الطريق في رحلتهم الشاملة يحتاج إلى علامات ارشادية غير متجاورة. ليكون هناك المزيد من الحافز للمتابعة نحو الهدف.
كما أن وضع العلامات بعيدًا جدًا عن بعضها يبدو وكأنه تحدٍ كبير، ويتم النظر إليه على أنها غير واقعي. لأن الأهداف التي تبدو بعيدة المنال عادةً ما تكون مزعجة وليست ملهمة. وعندما يتطلب الوصول إلى العلامة الإرشادية الكثير من الجهد، يبدأ الموظفون في فقدان معالم الطريق والشعور بالضياع. والشك في قدراتهم، وفي النهاية يعودون أدراجهم، ومن ثم؛ غالبًا ما تأتي الأهداف التي تبدو بهذه الطريقة بنتائج عكسية على الأعمال التجارية.
في حين، تشبه الأهداف الملهمة والواقعية علامات الطريق الإرشادية الموضوعة بشكل مثالي والمحفزة لفريقك وتدعمه وتقويه. مما يؤدي إلى عمل أكثر تفاعلاً وإنتاجية، وفيما يلي بعض النصائح لتطوير عملية تحديد الأهداف لتكون ملهمة وواقعية لموظفي شركتك.
التركيز على مقاييس توازن تطوير الأهداف والتطلعات الفردية
لا شك أن التعمق في المقاييس التي تساعد على تطوير أهداف واقعية؛ سيساعدك في النظر إلى أين تتجه الأمور. لأنك وببساطة ستكون قادرًا على تحديد ما يشكل تحسنًا معقولًا. كما أن عرض تطور الأرقام على فريقك يساعدهم أيضًا على معرفة كيف تؤدي الأهداف التي تروج لها إلى تحسين الصورة العامة.
ومع ذلك، فإن تحديد الأهداف بناءً على المقاييس وحدها لن يكون ملهمًا بصورة كافية. يحتاج الموظفون الذين يبذلون جهدًا بالفعل إلى حافز إضافي للمساهمة بشكل أكبر، وهنا يأتي دور تطلعات الموظفين.
لذلك؛ يمكن للأهداف التي تسمح للموظفين بمتابعة التطلعات الفردية مع تحسين مقاييس الشركة أيضًا أن تكون ملهمة، على سبيل المثال. يمكن تشجيع الموظف الذي يرغب في الحصول على دورة تدريبية أو الحصول على شهادة تركز على تحسين مهارات الاتصال. لديه على الاستفادة من المهارات الجديدة لدعم هدف على مستوى الشركة. مثل زيادة الاحتفاظ بالعملاء، أو تحسين فعالية تأهيل الموظفين الجدد.
احتضان التنمية الشخصية
قد يتطلب تطبيق النصيحة السابقة منك تبني معيار التطوير الشخصي كجزء من استراتيجيتك لتحديد الأهداف الخاصة بك. ويمكن أن يكون منح الموظفين الفرصة لمتابعة تطويرهم الشخصي. مثل حضور المؤتمرات المتعلقة بالصناعة التي تركز على التطوير المهني. أو مواصلة تعليمهم، ملهمًا للغاية، وذلك إلى جانب توسيع قدرة الشركة أيضًا.
يذكر أن تشجيع التطوير الشخصي لا يعني منح الموظفين تفويضًا مطلقًا في تحديد المهارات التي يرغبون في تعلمها أو تنميتها. بينما يمكنك أن تطلب أن يتوافق أي تطوير شخصي تدعمه مع أهداف الشركة، لأنه وفي النهاية يستفيد كلًا من الطرفين. إذ يكتسب الموظف مهارة أو خبرة جديدة بينما تكتسب الشركة قدرة جديدة يمكن الاستفادة منها لتحقيق أهدافها.
ومن المقبول أيضًا أن تطلب التزامًا محددًا من موظفيك فيما يتعلق بالتنمية الشخصية، خاصة عندما يتضمن ذلك مساهمة مالية من الشركة. على سبيل المثال، يمكن أن تتحمل الشركة نفقات التعليم اللازمة لموظف لمسك الدفاتر والسجلات الخاصة بها. ولا شك أن ذلك بمثابة خطوة مالية ذكية لصالحها، بشرط أن يوقع اقرار التزامه بالبقاء في الشركة لمدة عامين على الأقل بعد الحصول على المهارة التي قامت برعايتها الشركة.
تعزيز الحافز الجوهري
لا شك أن الاستفادة من مشاعر موظفي شركتك عند تحديد الأهداف قد تكون ملهمة للغاية. وعلى الرغم من أن المديرون قد يحتاجون إلى بذل المزيد من العمل لتحديد هذه المشاعر والاستفادة منها لتتماشى مع أهداف الشركة. إلا أن الطاقة الناجمة عن تلك العواطف تستحق العناء المبذول.
على سبيل المثال، يمكن للموظف الشغوف بالشركة أن يكون متحمسًا للغاية لتحقيق مستويات جديدة من الإنتاجية. عبر اكتشاف ونشر مبادرات جديدة لتحسين الكفاءة. وعندما يتم توجيهه بشكل صحيح، يمكن له مساعدة الشركة على تحقيق مجموعة واسعة من الأهداف.
ومن خلال تعزيز الدافع الجوهري في تحديد الأهداف، يمكن للشركات تحويل الأهداف غير الواقعية إلى أهداف واقعية من خلال تكليف الشخص المتحمس بالقيام بالمهام المعنية. على سبيل المثال، يمكن تحقيق الأهداف التي تهدف إلى زيادة استدامة الشركة بسهولة أكبر عند إسنادها لشخص شغوف بالقضايا البيئية.
لذا؛ يفيد تحديد أهداف الشركات من خلال مواءمة جهود الفريق بأكمله نحو الأهداف التي تم التركيز عليها، ولكن وحتى يكون تحديد الأهداف أكثر فعالية، يجب أن يتم وضعه على أنه مربح للجانبين، بحيث يؤدي النجاح إلى نتائج أفضل ورضا لكل من الشركة والموظف على السواء.
ومن خلال تبني ثقافة التنمية الشخصية وتعزيز الدافع الجوهري، يمكن لقادة الأعمال الاستفادة بشكل أكثر فعالية من تحديد الأهداف لتحقيق مستويات أعلى من الأداء والنمو والإنتاجية.
بقلم/ تيفاني مارتينيز
المقال الأصلي: هنا