في ظل المتغيرات الراهنة التي تشهدها الأسواق العالمية، باتت زيادة المبيعات هدفًا استراتيجيًا تسعى إليه الشركات بكل قوة. ففي عالم الأعمال المتسارع، أصبحت القدرة على تحقيق نمو في المبيعات عاملًا حاسمًا لبقاء الشركات وتوسعها.
وفي خضمّ ذلك، تؤكد الدراسات الحديثة أن الشركات التي تبنت استراتيجيات تسويقية مبتكرة حققت قفزات نوعية في مبيعاتها.
فوفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة “ماكينزي”، شهدت 70% من الشركات التي طبقت هذه الاستراتيجيات زيادة ملحوظة في إيراداتها خلال العام الماضي.
ومن أبرز العوامل التي تسهم في زيادة المبيعات: تطوير المنتجات والخدمات باستمرار لتلبية احتياجات العملاء المتطورة. فالبحث والتطوير أصبحا من الأولويات القصوى للشركات التي تسعى للتفوق على منافسيها.
علاوة على ذلك، يؤدي التسويق الرقمي دورًا محوريًا في زيادة المبيعات؛ حيث بات المستهلكون يعتمدون كثيرًا على الإنترنت في البحث عن المنتجات والخدمات.
وتشير إحصاءات “Statista” إلى أن 80% من المستهلكين يفضلون البحث عبر الإنترنت قبل اتخاذ قرار الشراء.
زيادة المبيعات
بناء على ذلك، تتسابق الشركات للاستثمار في التسويق الرقمي وتطوير استراتيجيات متكاملة تشمل التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي. والبريد الإلكتروني، والإعلانات المدفوعة.
كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك المستهلكين وتقديم تجربة تسوق مخصصة أصبح أمرًا لا غنى عنه للشركات التي تسعى لزيادة مبيعاتها.
من ناحية أخرى، تلعب برامج الولاء وخطط الخصومات دورًا مهمًا في تعزيز العلاقة مع العملاء وزيادة المبيعات.
فوفقًا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد، فإن 55% من المستهلكين يعيدون الشراء من الشركات التي توفر برامج ولاء متميزة.
وبالتالي، تحرص الشركات على تطوير برامج ولاء مخصصة لكل شريحة من العملاء لتشجيعهم على تكرار الشراء وزيادة قيمة العميل مدى الحياة.
كذلك، تؤدي خدمة العملاء دورًا حاسمًا في زيادة المبيعات والحفاظ على العملاء الحاليين. ووفقًا لتقرير صادر عن “Deloitte”، فإن 62% من العملاء يفضلون التعامل مع الشركات التي تقدم دعمًا فعالًا وسريعًا.
وبالتالي، فإن الشركات التي تستثمر في تدريب موظفي خدمة العملاء وتطوير قنوات اتصال متعددة تحقق نتائج أفضل في زيادة المبيعات.
وصفة سحرية لإغلاق الصفقات وزيادة المبيعات
ما من شكٍ في أن عالم المبيعات هو ساحة تنافسية تتطلب مهارات وقدرات خاصة للتفوق فيها. ففي ظل تشبع الأسواق وتعدد الخيارات المتاحة للمستهلكين، أصبح إغلاق الصفقات وتحقيق النمو المستدام تحديًا حقيقيًا يواجهه العديد من المهنيين في هذا المجال. ولكن، هل هناك أسرار خفية وراء نجاح البائعين المتميزين؟
1. التنقيب اليومي
يؤكد زيج زيجلار؛ الخبير العالمي في مجال المبيعات، أهمية “التنقيب اليومي” كأحد أهم العادات التي يجب على البائع الناجح اتباعها.
فكما يقوم المنقب عن الذهب بالبحث المستمر عن عروق الذهب، يجب على البائع أن يبحث باستمرار عن فرص البيع الجديدة و العملاء المحتملين.
علاوة على هذا الأمر، فإن التنقيب اليومي يساعد البائع على توسيع نطاق معرفته بمنتجاته أو خدماته. ما يمكّنه من تقديم حلول مخصصة لاحتياجات كل عميل.
2. فن الاستماع
يرى ديل كارنيجي؛ مؤلف كتاب “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”، أن إتقان فن الاستماع هو مفتاح بناء علاقات قوية مع العملاء.
علاوة على ذلك، فإن الاستماع الفعال يساعد البائع على فهم أفضل لاحتياجات العملاء. ما يمكّنه من تقديم عروض مقنعة تلبي هذه الاحتياجات. من ناحية أخرى، فإن الاستماع يجعل العميل يشعر بأنه مهم ومسموع؛ ما يزيد من احتمالية إغلاق الصفقة.
3. المتابعة بلا هوادة
يؤكد جرانت كاردون؛ أحد أشهر الخبراء في مجال المبيعات، أهمية المتابعة المستمرة مع العملاء.
بناء على ذلك، فإن المتابعة المنتظمة تساعد البائع على بناء علاقة قوية مع العميل، وتذكيره بفوائد المنتج أو الخدمة، والرد على أي أسئلة أو مخاوف قد تكون لديه.
كذلك، فإن المتابعة تزيد من فرص إغلاق الصفقة، وتحويل العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين.
4. بناء العلاقات
يرى بريان تريسي، أن التركيز على بناء العلاقات هو استثمار طويل الأجل يؤتي ثماره على المدى البعيد. فبينما يركز العديد من البائعين على إغلاق أكبر عدد ممكن من الصفقات في أقصر وقت ممكن، فإن البائع الذكي يفهم أن بناء علاقات قوية مع العملاء هو مفتاح النجاح المستدام.
علاوة على ذلك، فإن العملاء الراضون هم أفضل دعاية لمنتجاتك أو خدماتك؛ حيث يميلون إلى التوصية بك لغيرهم.
5. إتقان المنتج
تؤكد ماري كاي آش؛ رائدة الأعمال الشهيرة، أهمية أن يكون البائع على دراية كاملة بمنتجه أو خدمته. أضف إلى ذلك، فإن المعرفة العميقة بالمنتج تمكن البائع من الإجابة على جميع أسئلة العملاء بثقة، وتقديم حلول مخصصة لاحتياجاتهم. بالإضافة إلى ذلك فإن البائع المتخصص يكتسب مصداقية واحترام أكبر لدى العملاء.
6. قوة البيانات
يشدد مارك كوبان؛ رجل الأعمال والمستثمر الشهير، على دور البيانات في تحسين أداء المبيعات.
ومن ناحية أخرى، فإن تحليل البيانات يساعد البائع على فهم سلوك العملاء وتحديد أفضل الأساليب للتسويق والمبيعات.
بناء على ذلك، يمكن للبائع تصميم استراتيجيات مبيعات أكثر فعالية وتحقيق نتائج أفضل.
7. الفضول الدائم
يشجع جيفري جيتومر؛ مؤلف العديد من الكتب عن المبيعات، البائعين على طرح الأسئلة باستمرار. كذلك، فإن طرح الأسئلة يساعد البائع على فهم أفضل لاحتياجات العملاء، وبناء علاقات قوية معهم.
فبينما يركز العديد من البائعين على تقديم منتجاتهم أو خدماتهم، فإن البائع الذكي يسعى لفهم المشكلات التي يواجهها العملاء وكيف يمكن لمنتجه أن يحلها.
8. احتضان الفشل
يؤكد توني روبنز؛ الخبير في مجال التنمية البشرية، أهمية التعامل الإيجابي مع الرفض. علاوة على ذلك، فإن الرفض هو جزء طبيعي من عملية البيع، ولا يجب أن يؤثر على ثقة البائع بنفسه. من ناحية أخرى، يمكن للبائع الاستفادة من تجارب الفشل لتحسين أدائه وتجنب تكرار الأخطاء.
9. التأهيل المبكر
تشير جيل كونراث؛ خبيرة في مجال التسويق، إلى أهمية تأهيل العملاء المحتملين في وقت مبكر. بناء على ذلك، فإن تأهيل العملاء يساعد البائع على تحديد العملاء الأكثر احتمالية للشراء، وتخصيص جهوده التسويقية لهم. كذلك، فإن التأهيل المبكر يزيد من فرص إغلاق الصفقات وتحقيق أهداف المبيعات.
10. التعاطف
يشدد هوارد شولتز؛ مؤسس سلسلة “ستاربكس”، على أهمية التعاطف في مجال المبيعات. فبينما يركز العديد من البائعين على تحقيق الأهداف المادية، فإن البائع المتعاطف يبني علاقات قوية مع العملاء من خلال فهم مشاعرهم واحتياجاتهم. علاوة على ذلك، فإن العملاء يشعرون بالارتباط بالشركات التي تظهر اهتمامًا بهم؛ ما يزيد من ولائهم للعلامة التجارية.
11. إدارة الوقت
يعتبر ستيف جوب؛ أحد أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا، أن إدارة الوقت هي مفتاح النجاح في أي مجال. أضف إلى ذلك، فإن إدارة الوقت بفاعلية تساعد البائع على التركيز على المهام الأكثر أهمية، وتحقيق أهدافه في الوقت المحدد.
علاوة على ذلك، فإن إدارة الوقت تقلل من مستوى التوتر والإرهاق؛ ما يؤثر إيجابًا على أداء البائع.
في ختام هذا الطرح الشامل حول أسرار النجاح في عالم المبيعات، يتضح لنا جليًا أن زيادة المبيعات تتطلب تضافر جهود عدة وتبني استراتيجيات متكاملة. فالعالم التجاري اليوم يشهد تطورات متسارعة، وتتطلب الشركات المزيد من المرونة والابتكار لمواكبة هذه التغيرات.
ولا شك أن النجاح في مجال المبيعات لا يقتصر على امتلاك المعرفة بالمنتج أو القدرة على إقناع العملاء، بل يتجاوز ذلك إلى بناء علاقات قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.
فالبائع الناجح يستطيع فهم احتياجات العملاء وتقديم حلول مخصصة لهم. وهو من يبني سمعة طيبة لعلامته التجارية من خلال تقديم خدمة عملاء متميزة.