تناولنا أكثر من مرة في «رواد الأعمال» مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها، سواءً كنت رائد أعمال أو حتى شخصًا عاديًا لا علاقة لك بالأمر لكن تفكر في إطلاق مشروع مستقبلًا، وإنما يأتي هذا التشديد على أهمية «مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها» من كونه غير ممكن أصلًا أن يفلح المرء في مجال لم يعلم أسسه وقواعده وأصوله.
لا يعني هذا أننا نقول إن ريادة الأعمال جامدة، متحجرة لا تتغير، أو عدة مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها ستكون بمثابة دستور لك، بل نحن نعتقد عكس ذلك، ولكن نقول إن هذه المفاهيم ستكون بمثابة الخطوة الأولى، على الصعيدين العملي والنظري، لخوض غمار تجربة ريادة الأعمال والمضي فيها قُدمًا.
اقرأ أيضًا: الدروس المستفادة من إيلون ماسك.. هل لديك الاستعداد؟
10 مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها
ويرصد «رواد الأعمال» مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها وذلك على النحو التالي..
-
ريادة الأعمال
هذا أول مفهوم من 10 مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها، وهذا منطقي فمن لم يعرف الريادة لن يعرف مصطلحاتها.
ريادة الأعمال، من زاوية النظر الخاصة بنا، هي الاستثمار في المشكلات، وجوهرها العثور على مشكلة ما -والعثور على المشكلات الخفية على وجه التحديد يتطلب قدرًا كبيرًا من الفطنة والفراسة- ثم الإتيان بحل مبتكر لها، لكن بشرط أن يضمن هذا الحل الربح المستدام، وعلى ذلك فإن الابتكار، سواء كان في طريقة النظر إلى الواقع أو الإتيان بحلول لمشكلاته، هو جوهر ريادة الأعمال.
ناهيك عن كونها أيضًا تفكر في الربح لكن دون أن تغفل إشراك الجميع في الخير العام، وإنما أتت القيمة المضافة الأساسية لريادة الأعمال من كونها تعمل على جلب الخير للجميع، بل إن هذه هي الميزة التنافسية للمشاريع الريادية؛ فمن خلال الحل المبتكر يمكن تحقيق الربح وإفادة المجتمع في الوقت نفسه.
اقرأ أيضًا: من هو رائد أعمال المعلومات؟
-
اقتصاد المعرفة
اقتصاد المعرفة واحد من عدة مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها؛ لكونه أمسى توجهًا جديدًا في الاقتصاد، ولا يجمل بك أن تغفل التطور الحادث على الأصعدة المتاخمة لعملك واهتمامك.
يشير مصطلح اقتصاد المعرفة إمّا إلى اقتصاد يركّز على إدارة المعرفة وإنتاجها في قيود وأطر اقتصادية، أو إلى اقتصاد مبنٍ على المعرفة؛ أي يستخدم التقنيات المعرفية، مثل: إدارة المعرفة، وهندسة المعرفة؛ وذلك لجني الفوائد الاقتصادية وتوفير الوظائف؛ ما يتطلب استثمار الاقتصاد المعرفي بطرق وأساليب محددة.
ويتميز الاقتصاد المعرفي بالخصائص الأربع التالية:
الابتكار: حيث يرتكز على استيعاب ثورة المعرفة المتنامية ومواكبتها، وتكييفها مع الاحتياجات المحلية.
التعليم: وهو أمر أساسي للتنافسية والإنتاجية الاقتصادية؛ إذ يتعين على الحكومات توفير رأس المال البشري كالأيدي الماهرة والعاملة والمبدعة، والقادر على إدماج التكنولوجيا الحديثة في العمل، مع الحاجة الملحّة لدمج التكنولوجيا والاتصالات مع المهارات الإبداعية في برامج التعلم، والمناهج التعليمية.
البنية التحتيّة: يتطلب الاقتصاد المعرفي بنية تحتية مبنية على الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ لتسهيل نشر المعلومات وتجهيزها، وتكييفها مع الاحتياجات المحلية.
الحوافز: يتطلب الاقتصاد المعرفي حوافز قائمة على أسس اقتصادية قوية؛ لتوفير الأطر السياسية والقانونية الهادفة لزيادة النمو والإنتاجية. وتهدف هذه السياسات إلى إتاحة وتيسير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتخفيض التعريفة الجمركية على المنتجات التكنولوجية، وزيادة القدرة التنافسية للمؤسسات المتوسّطة والصغيرة.
اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على أخطاء رواد الأعمال؟
-
التمويل الجماعي
التمويل الجماعي واحد من ضمن مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها، وهو مفهوم حديث النشأة وآخذ في الذيوع والانتشار بكثرة.
يحدث التمويل الجماعي عندما يموّل “الجمهور” مشروعًا أو نشاطًا تجاريًا بدلًا من مستثمر واحد أو اثنين من كبار المستثمرين؛ ويكون ذلك من خلال تلقي الدفعة اللازمة للتدفق النقدي، ويمكن لهذه المشاريع البدء أو إطلاق مشاريع جديدة.
والتمويل الجماعي هو وسيلة لزيادة رأس المال من خلال الجهد الجماعي للأصدقاء والعائلة والعملاء والمستثمرين الأفراد.
ويستفيد هذا النهج من الجهود الجماعية لمجموعة كبيرة من الأفراد عبر الإنترنت بشكل أساسي، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التمويل الجماعي، كما يستفيد من شبكات الممولين؛ لزيادة الوصول والتعرض.
ولتشغيل حملة تمويل جماعي ناجحة تحتاج إلى جذب انتباه عدد كبير من الداعمين وإقناعهم بأن مشروعك يستحق استثمارهم.
اقرأ أيضًا: كيف تحلل ملاحظات العميل وتستفيد منها؟
-
حاضنات الأعمال
ولا يمكن الحديث عن مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها من دون التطرق إلى مفهوم حاضنات الأعمال، وهو مفهوم ذائع الصيت، والمملكة العربية السعودية حافلة بحاضنات الأعمال في الكثير من المجالات.
وإنما أتت فكرة حاضنات الأعمال -بصفتها ضمن عدة مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها- من كون المشروعات الناشئة، خاصة في مراحلها الأولى، عُرضة للفشل وأحوج للدعم، ومن ثم تحاول هذه الحاضنات تقديم الدعم اللازم لرواد الأعمال ومشاريعهم الناشئة بتكلفة منخفضة نسبيًا؛ كي تضمن استمرارهم وتساعدهم في تخطي مرحلة البدايات الشاقة.
وتعمل الحاضنة على تقديم المساحات المكتبية والتدريب، وتوفير التمويل والمعارف المهنية للمشاريع في البداية، وقد تطول فترة احتضانها للمشروع إلى أكثر من 6 أشهر؛ حيث قد تصل إلى سنوات حتى يستطيع المشروع الوقوف على أقدامه.
وتحتضن حاضنات الأعمال المشاريع منذ الخطوة الأولى، وغالبًا ما تكون تلك الحاضنات مدعومة من قِبل الحكومات؛ لتقدم أعمالها بشكل مجاني.
وهي تقدم مجموعة خدمات متنوعة، مثل: الإرشاد والتعليم، التدريب وفرص التعلم غير الرسمية. وعادةً ما تفرض رسومًا شهرية على البرنامج أو رسوم العضوية مقابل مساحة العمل والوصول إلى برامجها المختلفة.
وتستضيف الحاضنات كذلك فعاليات متنوعة؛ من أجل توفير فرص التواصل والتعلم بين الشركات الأعضاء والمجتمع المحلي.
اقرأ أيضًا: كيف تُحقق برامج الاقتصاد التكنولوجي استدامة الشركات عالميًا؟
-
رأس المال المخاطر
رأس المال المخاطر أو الجريء مفهوم جديد من ضمن عدة مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها، والحق أنه ليس هو الخيار التمويلي الوحيد المتاح أمام رواد الأعمال، لكنه مصدر مطلوب ويشهد إقبالًا كثيفًا من قِبل أصحاب المشروعات والشركات الناشئة.
ولا يأتي رأس المال المخاطر في المراحل المبكرة من المشروع؛ ففي بدايات أي مشروع ناشئ لا يُعتمد على هذا الاستثمار المخاطر وإنما غالبًا يكون مصدر التمويل هو أموال الأصدقاء أو العائلة، وربما المدخرات الشخصية لصاحب فكرة المشروع ذاته. وفي بعض الأحيان يدخل المستثمرون الملائكة في هذه المراحل الأولى والمبكرة من عمر المشروع.
أما المستثمرون المغامرون فهم انتقائيون جدًا، ولا يقررون دعم شركة ناشئة ما إلا بعدما تثبت هذه الشركة نفسها في السوق كشركة ناجحة وتحقق دخلًا ونموًا عاليين.
وعلى ذلك فإن أصحاب رأس المال المخاطر يتركون الشركة تناضل خلال مراحلها الأولى، فإن نجت من هذه العواقب والتحديات التي تواجهها واستطاعت أن تثبت نفسها عندها يتدخلون ويقررون دعمها وتمويلها.
وعادة ما يسعى المستثمرون المغامرون إلى الحصول على حصص ملكية كلية أو جزئية في الشركات التي يقررون تمويلها؛ أي أنهم لا يمنحون أموالهم على هيئة قروض، وإنما يدخلون إلى الشركات بصفتهم مُلاكًا مساهمين؛ لذلك فهم يتحملون قدرًا لا بأس به من المخاطرة، فكونهم ملاكًا يعني أنهم معرضون للربح والخسارة في ذات الوقت، ولعل هذا هو السبب الذي يجعلهم انتقائيين وحريصين جدًا على وضع أموالهم في المكان المناسب.
اقرأ أيضًا: طموحات رواد الأعمال.. شرط كل نجاح
-
المستثمر الملاك
التمويل واحد من أبرز المشكلات التي تعترض طريق رواد الأعمال؛ لذلك هناك الكثير من الخيارات التي يتم اللجوء إليها من أجل التغلب على مشكلة نقص الأموال، والمستثمر الملاك -وذاك أيضًا من ضمن عدة مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها- هو أحد هذه الخيارات، وهو ذاك المستثمر الذي يقف في المنتصف بين تمويل العائلة والأصدقاء وبين تمويل أصحاب رأس المال المغامر.
والمستثمرون الملائكة أشخاص أثرياء لديهم خبرة كافية في مجال ما، ويريدون استثمار أموالهم من أجل إنقاذ شركة من الشركات من عثرتها والدفع بها قُدمًا.
وغالبًا لا يدخل المستثمرون الملائكة إلى المشروع منذ البداية بل يأتون في مرحلة تالية، قد تكون هذه المرحلة هي رغبة الشركة في الاستحواذ على شركة أخرى، أو الرغبة في التحول من الربح إلى الخسارة، وربما يدخل المستثمر الملاك في تلك المرحلة التي يحتاج فيها المشروع إلى بعض الأموال لفترة قصيرة الأجل.
والأموال التي يقررون استثمارها في هذه الشركة الناشئة أو تلك غالبًا ما تكون أكثر مما يمكن الحصول عليه من العائلة والأصدقاء، وأقل مما قد يضعه المستثمرون المغامرون من أموال في المشروع الناشئ.
اقرأ أيضًا: قصص نجاح شركات ملهمة.. عظماء عبروا قناة النار
-
الشركة الناشئة المرنة
الشركة الناشئة المرنة من أهم عدة مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها، وقد ذاع هذا المصطلح عام 2011، عندما طرح المؤلف والكاتب ورائد الأعمال “إريك ريس” كتابه The Lean Startup أو “الشركة الناشئة المرنة”، وفيه يحاول تقديم مجموعة من النصائح والاستراتيجيات التي تمكن الشركات من الاستمرار وتجاوز المخاطر والعقبات التي قد تعترض سبيلها.
والشركة الناشئة المرنة هي تلك الشركة التي تعتمد على منهجية المرونة، وهي منهجية عملية لإنشاء وإدارة المنشآت الصغيرة والناشئة؛ ابتغاء الحصول على المنتج المطلوب وإيصاله للعملاء بشكل أسرع.
وتريد الشركة الناشئة المرنة أن تضمن أعمالًا مستدامة، ووجود عملاء حقيقيين بشكل مستمر، وتاليًا جلب الأرباح بشكل مطّرد، كما تركز إدارة الشركات الناشئة، وفقًا للمنهجية التي يطرحها إيريك ريس؛ على الاستدامة، وليس إلى مجرد عملية إنتاج قد لا تدوم طويلًا.
اقرأ أيضًا: “كبسولات ريادية”.. نصائح الخبراء لتنمية مشاريع رواد الأعمال
-
ريادة الأعمال الاجتماعية
من غير الوارد الحديث عن مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها دون التطرق إلى ريادة الأعمال الاجتماعية، تلك التي تعرفها الدكتورة “تيريزا شاهين” بأنها تلك “العمليات التي يمكن من خلالها مواجهة التحديات الاجتماعية والبيئية بطريقة تتسم بالكفاءة والإبداع، وتتضمن حلولًا غير تقليدية ومستدامة”.
وعلى ذلك فإن رائد الأعمال الاجتماعية هو ذاك “الشخص الذي يستطيع أن ينتج ويسوق سلعة تساعد في تحسين الظروف المعيشية للفقراء والمهمشين من أفراد المجتمع”.
وتتميز ريادة الأعمال الاجتماعية -من جهة أنها ضمن عدة مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها- بكونها تركز على الفئات المهمشة والفقيرة، وتسعى كذلك إلى سد الفجوة بين أولئك الذين يتمتعون بخدمات اجتماعية متميزة وأولئك الذين يفتقرون إلى هذه الخدمات، كما تعمل أيضًا على ابتكار نماذج يمكن من خلالها إحداث تغييرات اجتماعية لصالح الفقراء والمهمشين.
تعمل ريادة الأعمال الاجتماعية إذًا على مواجهة تحديات اجتماعية قائمة بالفعل، وتحاول أن تصنع حلولًا، وبطريقة مبتكرة وإبداعية، مع كونها تأخذ في الاعتبار تطبيق معايير التفكير العلمي إبان هذه المشكلة التي يجري التعامل معها، فضلًا عن سعيها إلى الإحاطة بها من كل الجوانب، ومعرفة الآراء المختلفة حيالها.
اقرأ أيضًا: من أرشيف “رواد الأعمال”.. دليلك إلى النجاح
-
ريادة الأعمال الثقافية
تُعرف ريادة الأعمال الثقافية بأنها تخصص ناشئ يبحث في كيفية تأثير المنتجات الثقافية (مثل الفن والمسرح والأدب) والأنشطة الثقافية (مثل الأحداث الرياضية والموسيقى والطعام والأفلام) في نمو الاقتصادات المحلية والوطنية والعالمية.
هذا التعريف -لهذا المصطلح من عدة مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها- دارج في كل الأدبيات التي تناولت هذا المفهوم (ريادة الأعمال الثقافية)، والملاحظ فيه التشديد على أهمية الجانب المادي أو البُعد الاقتصادي للثقافة.
وثمة من ينظر إلى ريادة الأعمال الثقافية باعتبارها نشاطًا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، يقوم على الابتكار واستغلال الفرص والمخاطرة، ومن ثم فهو نشاط ذو رؤية واستراتيجية وعلى قدر كبير من الابتكار الاجتماعي.
لكن هناك تعريفًا ثالثًا اتخذ مذهبًا مغايرًا بعض الشيء؛ إذ يرى أن ريادة الأعمال الثقافية هي تدريب وتأهيل المهنيين للصناعات الإبداعية، الذين سيكونون وكلاء التغيير،وينظمون ثقافيًا وماليًا واجتماعيًا وإنسانيًا رأس المال؛ لتوليد الدخل من نشاط ثقافي وإبداعي.
اقرأ أيضًا: نصائح لرواد الأعمال.. 4 منطلقات أساسية
-
رائد الأعمال المنفرد solopreneur
هذا أيضًا أحد عدة مصطلحات ريادية يجب أن تعرفها، وهو مفهوم يشير إلى وجود رائد أعمال منفرد، يقوم بمشروعه -من الألف إلى الياء- بمفرده دون معونة أحد، إنه يدير ويؤسس ويفكر وينهض بكل شيء.
تلك مخاطرة كبرى، خاصة أنه لا أحد يعينك في شيء، أنت المسؤول عن كل شيء، وخبراتك ومهاراتك هي السلام الوحيد في حين أنه من الممكن للآخرين -في حال كانوا شركاء معك- أن يعينوك أو يوسعوا مداركك، ويلفتوا نظرك إلى ما لا علم لك به أو ما لم تأبه به.
والمؤكد أن رائد الأعمال المنفرد لن يمكنه أن يستمر بعيدًا عن دعم الآخرين ومعونتهم، خاصة إذا كان سوف يتوسع، أو إذا ظفر مشروعه بنوع من النمو والتوسع؛ إذ إنه سيحتاج في هذه المرحلة إلى الاستعانة بالآخرين وتوظيف أشخاص وغير ذلك.
اقرأ أيضًا:
أهم الخدمات الريادية من “رواد الأعمال”
كيف يتحكم الدولار في أسعار الذهب؟.. علاقة عكسية
التضخم وتأثيره السلبي على الاقتصاد
أوميكرون وتوجهات رواد الأعمال.. التأثير والتأثر
تغيير فكرة المشروع بعد نجاحه.. هل له داعٍ؟