تسهر هيئة التراث على أداء العديد من المهام والأنشطة الثقافية والوطنية على حد سواء؛ فانشغالها ليس ثقافيًا فحسب، وإنما تاريخي أيضًا؛ إذ إنها تتولى إطلاق البرامج والمبادرات التي تعمل على تعزيز الهوية الوطنية للمملكة العربية العسودية.
فضلًا عن سعيها إلى لعب دور فاعل أساسي في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، ومن المعروف أن هذه الرؤية الطموحة تعمل على النهوض بكل الجوانب الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في المملكة؛ ومن ثم لا بد أن يكون لهيئة التراث دور في هذه الملحمة الوطنية الكبرى.
مهام هيئة التراث
تتولى هيئة التراث مسؤولية تطوير قطاع التراث والحفاظ عليه، وتشمل تطوير الأنظمة المتعلقة بالتراث وحفظه؛ من خلال اقتراح استراتيجية قطاع التراث في إطار الاستراتيجية الوطنية للثقافة، ومتابعة تنفيذها بعد اعتمادها من الوزارة، إلى جانب اقتراح مشروعات الأنظمة والتنظيمات التي تتطلبها طبيعة عمل الهيئة وتعديل المعمول به منها، والرفع بها للوزارة لاستكمال الإجراءات النظامية.
وتعني الهيئة بدعم جهود تنمية التراث الوطني ورفع مستوى الاهتمام والوعي به وحمايته من الاندثار، إلى جانب تشجيع التمويل والاستثمار في المجالات ذات العلاقة باختصاصات الهيئة، واقتراح المعايير والمقاييس الخاصة بقطاع التراث، وتشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى في قطاع التراث.
وتتولى هيئة التراث مسؤولية تنظيم الدورات التدريبية، واعتماد برامج تدريبية مهنية وجهات مانحة للشهادات، وبناء البرامج التعليمية وتقديم المنح الدراسية للموهوبين بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى دعم حماية حقوق الملكية الفكرية، والترخيص للأنشطة ذات العلاقة بمجال عمل الهيئة، وإنشاء قاعدة بيانات لقطاع التراث.
ويتضمن نطاق عمل الهيئة: تنظيم وعقد المؤتمرات والمعارض والفعاليات والمسابقات المحلية والدولية وذلك في حدود اختصاصات الهيئة والمشاركة فيها، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وفقًا للإجراءات المتبعة.
بالإضافة إلى تأسيس الشركات أو المشاركة في تأسيسها؛ أو الدخول فيها وفقًا للإجراءات النظامية المتبعة، والاشتراك في الاتحادات والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية وما في حكمها ذات العلاقة باختصاصات الهيئة بعد التنسيق مع الوزارة.
فضلًا عن تمثيل المملكة في الهيئات والمنظمات والمحافل الإقليمية والدولية ذات العلاقة باختصاصات الهيئة.
اقرأ أيضًا: رئيس لجنة السياحة بأبها: المملكة تجني ثمار رؤية 2030 في مجال السياحة
أهداف الهيئة
وتتمثل أهداف هيئة التراث فيما يلي:
- الحماية والمحافظة على الثروة الثقافية والمواقع الأثرية وإدارتها بفعالية.
- تعزيز الأبحاث وتنمية المواهب المتخصصة في التراث.
- استخدام أحدث التقنيات الرقمية في سلسلة القيمة التراثية.
- وضع الأنظمة واللوائح المناسبة وإصدار الرخص.
- العمل على نطاق واسع مع القطاع الخاص.
- توفير التمويل ودعم الوكالات الدولية.
- توليد وعي لدى الجمهور من خلال النشر فيما يخص التراث الثقافي.
- العمل من خلال الشراكات واسعة النطاق على المستويين المحلي والعالمي.
اقرأ أيضًا: نوف السديري: المرأة السعودية هي الأكثر سعادة باليوم الوطني 92 لما تحظى به من مكانة متميزة في المجتمع
مبادرات وبرامج
ويشير «رواد الأعمال» إلى بعض مبادرات هيئة التراث وذلك على النحو التالي..
-
مبادرة نقوش السعودية
هي مبادرة وطنية برعاية وزارة الثقافة تشرف عليها هيئة التراث تهدف إلى تفعيل دور أفراد المجتمع في إحياء التراث الوطني المتمثل في الفنون الصخرية والنقوش على صخور وجبال المملكة، وتمثل دعوة مفتوحة للتعرف على النقوش الكتابية واكتشاف الفنون الصخرية الموزعة في أرجاء المملكة.
تبدأ الرحلة مع المبادرة بمحاولة حل عدد من الأسئلة وتفكيك رموز النقوش والفنون الصخرية؛ مرورًا برحلات استكشافية ملهمة لأماكن تواجدها في المملكة وتوثيقها بشكل مبتكر.
وذلك عبر رفع محاولات الاكتشاف على منصة رقمية تفاعلية، كما سيتم تكريم الأفراد الأكثر تفاعلًا وربط النقوش المكتشفة بأسمائهم والحصول على الجوائز العينية والمالية حسب نظام الآثار واللوائح المنفذة خلال محطات المبادرة المختلفة.
تهدف المبادرة إلى:
- رفع الوعي وتعزيز الاهتمام بالفنون الصخرية والنقوش الكتابية.
- صنع تفاعل مجتمعي حول الفنون الصخرية والنقوش الكتابية.
- دعم الجهود المبذولة والمبادرات المعززة للحفاظ على التراث.
-
برنامج التراث الصناعي
أطلقت وزارة الثقافة السعودية، في وقت سابق، برنامج التراث الصناعي لبناء شبكة تعني بحفظ التراث الصناعي السعودي؛ من خلال تخليد أثر المنشآت الصناعية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإظهارها للمجتمع كمعالم أثرية لإبراز دور النهضة السعودية في الصناعة العالمية؛ وذلك من خلال إعادة تأهيل المنشآت، وتسويقها كوجهات ثقافية وسياحية.
ويأتي إطلاق وزارة الثقافة للبرنامج من اهتمامها بدعم جميع جوانب التعبير الثقافي في المملكة العربية السعودية، سواء المادية أو غير المادية، ويشمل ذلك التراث بكل أنواعه والذي يعد أحد قطاعاتها الستة عشر.
ومن هذا المنطلق وتماشيًا مع رؤية المملكة 2030 أطلقت وزارة الثقافة مسابقة التراث الصناعي، والتي تتضمن إطلاق تحديات تهدف إلى إشراك وتحفيز جميع فئات المجتمع لإبراز التاريخ الصناعي في المملكة؛ وذلك من خلال اكتشاف المعالم الصناعية وتوثيق تاريخها المادي والاجتماعي، تأكيدًا لعمق ومكانة المملكة التاريخية والحضارية.
ويهدف البرنامج إلى:
- توعية المجتمع بأهمية المحافظة على التراث الصناعي.
- اكتشاف التراث الصناعي في المملكة وتحفيز المجتمع على توثيقه.
- وضع المملكة على خريطة التراث الصناعي العالمي.
- تأهيل المهتمين بالتراث الصناعي.
- تعزيز الهوية الوطنية من خلال التراث الصناعي.
اقرأ أيضًا:
حد الذهول.. محاكاة شعرية لفن يعبّر عن الشموخ في اليوم الوطني
سوزان بغدادي: رؤية 2030 ساهمت في نمو صناعة الأزياء السعودية
السياحة الصيفية في المملكة.. وجهات ومعالم
الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية وتحقيق مستهدفات رؤية 2030
ماذا تعرف عن السياحة في السعودية؟