التعجل في إطلاق المشروع قد يأتي بنتائج عسكية، بل إنه يمكن القول: كلما طالت مدة التخطيط للمشروع كان نموه أسرع، وندرك أن هناك بعض الأشخاص المتحمسين الذين يريدون خوض تجربة العمل الحر بأسرع ما يمكن، سوى أن الأمور لا تؤخذ هكذا. عند بداية كل مشروع يجب أن تتأكد من اتخاذ بعض الخطوات، وأنك فكرت جيدًا في الكثير من العوامل التي قد تكون ذات تأثير في نجاحك أو فشلك.
لذلك؛ التسرع ليس مطلوبًا، فليس مهمًا متى ستطلق مشروعك وإنما كيف؟ وما هي العوائد التي ستحققها من ورائه؟ وإذا كنت جادًا بحق فإليك بعض الخطوات التي لا يجب أن تغفلها عند بداية كل مشروع والتي يوجزها لك «رواد الأعمال» على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: كيفية بدء مشروع صناعي في خطوات
قياس نطاق المشروع
هذا سؤال متعلق بالجدوى أكثر منه بأي أمر آخر؛ إذ عليك أن تسأل عند بداية كل مشروع: ما هو الهدف من ذلك؟ وما الذي تريد تحقيقه بالفعل؟ وبدون الإجابة عن هذين السؤالين على الأقل ستظل تخبط خبط عشواء.
لكنك إن تمكنت من الإجابة عنهما على النحو الصحيح فسيكون في الإمكان وضع خطة للمشروع. سوى أنه من المهم إدراك أن نطاق المشروع من الممكن أن يتغير؛ كنوع من الاستجابة لبعض المستجدات أو المتغيرات الطارئة، وربما حتى وفقًا لمنفعة أصحاب المصلحة والمشاركين في المشروع.
لا مانع من تغيير نطاق المشروع إذًا، لكن لا بد أن يكون هناك نطاق بالفعل أولًا قبل أن نفكر في تغييره.
اقرأ أيضًا: الاستثمار في الشركات الناشئة.. دوافع خوض المغامرة
وضع معايير النجاح
تختلف معايير النجاح من مشروع إلى آخر، وهذه المعايير ذاتها تحكمها أمور شتى لا مجال للخوض فيها الآن، لكن من المهم أن نعرف ما هي الأسس التي نقيس عليها النجاح من عدمه.
علينا أن نسأل إذًا عند بداية كل مشروع: كيف سيتم تحديد نجاح المشروع؟ هل حسب جودة العمل النهائي؟ أم من خلال مقدار المال الذي يكلف؟ أو حسب طول الوقت المستغرق لإكماله؟.. إلخ.
ومهما كانت عوامل النجاح يجب أن تكون قابلة للقياس ومتماشية مع أهداف أصحاب المصلحة الرئيسيين، وبهذه الطريقة، يمكن تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية، ويمكن أن نعرف أين موقع المشروع من النجاح، بل يمكننا أيضًا تعديل المسار حالما نشعر بأننا لا نسلك الجادة الصحيحة.
اقرأ أيضًا: أطلق مشروعك الآن.. لماذا الانتظار؟
تحديد المخاطر الرئيسية
من الخطأ الظن أنه لا مخاطر تواجه المشروع، أو التقليل من شأنها، فمن المعروف أن سياسة دفن الرأس في الرمل لن تجدي نفعًا أبدًا.
يتطلب الأمر أن يكون رائد الأعمال نزيهًا وموضوعيًا، فيقوم بتحديد المخاطر التي يحتمل أن تواجه مشروعه من دون تهويل أو تهوين، وإذا تمكنت من تحديد هذه المخاطر بدقة، فيمكنك محاولة الحد من تأثير المشكلات التي قد تنشأ عند الوصول إليها.
وهذه الطريقة ستعلم رائد الأعمال فيما بعد أهمية التخطيط وجدوى استشراف المستقبل، والتنبؤ بالمخاطر، فمعلوم أن العالم لا يسير وفق خططنا، وبالتالي لا بد أن نكون متأهبين دومًا لكل ما هو محتمل الحدوث، كي نحسن التعامل معه.
اقرأ أيضًا: كيفية بدء مشروع في خطوات
ميثاق المشروع
طوال مراحل المشروع المختلفة، والتي من المتوقع أن تتأرجح بين النجاح والفشل، يجب أن يكون هناك خط أساس يمكنك العودة إليه لمتابعة الأداء الفعلي، وقياس ما تم تحقيقه من نتائج، ناهيك عن القيام بتحليلات قائمة على سؤال «ماذا لو» وهو سؤال محوري يعينك على التفكير فيما لم تفكر فيه من قبل.
علاوة على أن خط الأساس هذا سيكون بمثابة ميثاق المشروع الذي يتعين على الجميع الرجوع إليه عند حدوث أي خلل أو خلاف ما، كما أنه سيكون الوسيلة المثالية لإطلاع الأعضاء الجدد على المشروع وأهميته وجدواه والنتائج المرجو تحقيقها من خلاله.
اقرأ أيضًا:
6 إجراءات جوهرية قبل إطلاق مشروعك
استراتيجيات فعالة.. كيف تجد شريكًا لمشروعك؟