أعلنت شركة جاكوار لاند روفر (JLR) استئناف التصنيع جزئيًا خلال الأيام القليلة المقبلة. ذلك بعد مرور نحو شهر من تعرضها لهجوم إلكتروني.
كما يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الشركة إعادة تشغيل جزئي لأنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها. كما قامت الحكومة بضمان قرض بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني لمدة خمس سنوات لشركة JLR.
يذكر أن مصانع صناعة السيارات الفاخرة توقفت عن الإنتاج منذ 31 أغسطس 2025. ذلك بسبب هجوم إلكتروني استهدف توقف صناعة السيارات عبر سلسلة التوريد. حيث توقف الموظفون عن العمل نتيجة لذلك.
وأوضحت الشركة أنها تضم أكثر من 33,000 عامل بشكل مباشر لدى شركة JLR في المملكة المتحدة. وينضم الكثير منهم إلى خطوط التجميع في ويست ميدلاندز. حيث يقع أكبر مصنع في سوليهول. ومصنع في هاليوود في ميرسيسايد.
كما يعمل نحو 200,000 آخرين في سلسلة التوريد، الذين يعتمدون على طلبيات JLR كأكبر عميل لهم.
وفي السياق ذاته, قال متحدث باسم الشركة: ”مع استمرار عملية إعادة التشغيل التدريجي المنضبط لعملياتنا، فإننا نتخذ المزيد من الخطوات نحو تعافينا والعودة إلى تصنيع سياراتنا ذات المستوى العالمي“ مشيرا إلى أن الإغلاق يستمر حتى 1 أكتوبر على الأقل.
كما صرحت الشركة: ”نبلغ اليوم الزملاء وتجار التجزئة والموردين بأن بعض أقسام عمليات التصنيع لدينا ستستأنف في الأيام المقبلة“. وذلك عقب أيام من إعادة التشغيل الجزئي لأنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها. والتي سمحت باستئناف مدفوعات الموردين.
وأضافت الشركة ”نحن نعلم أن هناك الكثير مما يجب القيام به. لكن العمل التأسيسي لتعافينا جار على قدم وساق. وسنواصل تقديم التحديثات مع تقدمنا.“
من ناحية أخرى، أكدت الحكومة أنها ستتكفل ضمان قرض بقيمة 1.5 مليار جنيه إسترليني لمدة خمس سنوات لشركة JLR.
وفي الوقت ذاته, حذر راشيل ريفز رئيس لجنة الأعمال والتجارة ذات النفوذ من أعضاء البرلمان من أن الشركات الصغيرة التي تعتمد على شركة JLR لا تجد خيارا لها أفضل الأحوال سوى أسبوع واحد من التدفق النقدي لدعم نفسها. بجانب ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الشركات.
وتعتبر شركة جاكوار لاندروفر من أكثر الشركات التي تعرضت خلال العام الماضي إلى مثل هذه الهجمات. بجانب متاجر هارودز ومحلات Co-Op وماركس آند سبنسر.
الدعم الحكومي لشركة جاكوار لاند روفر
أكد الوزراء ضرورة التدخل لدعم موردي الشركة بعد أن اضطرت إلى وقف الإنتاج مؤقتا بسبب هجوم إلكتروني. وقد أدى الهجوم الذي وقع في نهاية أغسطس إلى اضطرار شركة JLR إلى إغلاق شبكات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها.
كما تتزايد المخاوف من أن بعض الموردين، خاصة الشركات الصغيرة التي تعتمد فقط على أعمال JLR، قد تعلن إفلاسها في حال لم يتم التدخل السريع بالتمويل.
كذلك, تناقش الحكومة قرار شراء قطع الغيار التي يصنعها الموردون. بينما يشكك الموردون في نجاح مثل هذا المخطط. بحسب تصريحاتهم إلى هيئة الإذاعة البريطانية BBC.
في حين يرى موردون آخرون أن هذه هي المرة الأولى التي تتلقى فيها شركة ما المساعدة نتيجة لهجوم إلكتروني.
وأكدت مصادر لبي بي سي إن النقابات دعت إلى خطة إجازات على غرار كوفيد-19. بينما استبعد الوزراء تنفيذ القرار نظراً لتكلفته المحتملة.
في حين أن شراء وتخزين قطع غيار السيارات من قبل الحكومة هو خيار مطروح على الطاولة، إلا أن ذلك سيشكل تحديات لوجستية كبيرة. حيث تعتمد عملية التصنيع في JLR على وصول القطعة المناسبة إلى المكان المناسب في الوقت المناسب.
من ناحية أخرى, يقترح المحللون خيار آخر يعتمد على القروض المدعومة من الحكومة للموردين. على الرغم من أنه من المفهوم أن هذا الحل لا ينال موافقة الأغلبية من قبل الموردين.
ومن المتوقع أن يكلف هذا الهجوم شركة جاكوار لاند روفرر ما لا يقل عن 50 مليون جنيه إسترليني أسبوعياً في الإنتاج المفقود.
وقد ذكرت نشرة The Insurer المتخصصة في هذا المجال أن شركة JLR لم تتمكن من إبرام اتفاق للتأمين ضد الهجوم الإلكتروني قبل وقوع الحادث. وقد تواصلت بي بي سي مع شركة JLR للحصول على رد.
خلال السنوات الأخيرة، دفعت العشرات من الاختراقات البارزة في السنوات الأخيرة الحكومات إلى اتخاذ تدابير لمساعدة الشركات المتضررة. حيث تم إرسال خبراء في أماكن مثل المركز الوطني للأمن السيبراني للمساعدة في جهود التعافي.
ولكن فكرة دعم الشركات مالياً أمر لم يتم النظر فيه. حيث أن العبء عادةً ما تتحمله صناعة التأمين أو الشركات نفسها.
في الولايات المتحدة، قامت السلطات الأمريكية بعمليات ”إعادة اختراق“ ضد مجموعات الجرائم الإلكترونية.ما أدى إلى استرداد ملايين الدولارات التي أخذها المجرمون كفدية ثم أعيدت إلى الضحايا.
المقال الأصلي: من هنـا