يمكن للشركات أن تنتهج نهجًا مخالفًا، قوامه المرونة والتأقلم مع الأحداث الطارئة وربما الكارثية حتى، كي تتمكن من تحويل الأزمات إلى فرص ، ذلك الأمر الذي يعني أنه ليس من السهولة العثور عى المكاسب لا سيما ما كان خفيًا منها.
يتعلق الأمر هنا بالبحث عن المشكلات التي تعاني منها المؤسسة في الوقت الحالي أو التي يُتوقع أن تواجهها في المستقبل، ثم محاولة العثور على أفضل طريقة يمكن من خلالها تحويل الأزمة إلى فرص؛ إذ إن كل مشكلة تنطوي على فرصة من نوع معين، لكن ذلك مرهون بالمنظور الذي ننظر بها إليها.
اقرأ أيضًا: كورونا والاقتصاد العالمي.. هل يقضي الوباء على الثروة؟
لكن ذلك كله لن يحدث، كما يشدد Mark C. DeLuzio في كتابه “Turn Waste into Wealth”، إلا إذا كانت الإدارة التي تقوم عليها الشركة هي إدارة مرنة، خاصة في التعاطي مع المشكلات، والتعامل مع الأزمات المختلفة التي تعترض طريق الشركة.
طرق الحصول على المكاسب الخفية
لكي نصنع من سلة المهملات مكسبًا، وحتى ننتقل من وضع التفكير في الأزمة إلى التفكير في الكيفية المثلى لاستثمار هذه الأزمة، يجب علينا أن نتبنى مبدأ المرونة، سواء في الإدارة أو التطبيق أو حتى التخطيط لما نود أن تكون عليه الشركة في المستقل.
وحدد Mark C. DeLuzio عدة طرق يمكننا من خلالها إجراء هذا التحول، وهذه الطرق هي:
اقرأ أيضًا: كورونا والمسؤولية الاجتماعية للشركات.. مساهمات للخروج من الأزمة
1- مشاركة القائد
بمعنى أنه من الواجب على القائد أن يشارك فريقه الإيمان بفكرة تحويل الأزمات إلى فرص وبالإدارة المرنة بشكل عام؛ حتى يُكتب له ولشركته النجاح.
2- المراجعة الخارجية
لا يجب على الشركة أن تنظر إلى نفسها بعين نفسها وموظفيها ومدرائها، وإنما أن تتعاقد مع جهات خارجية كي تُقيمها وتقيّم أوضاعها بشكل محايد تمامًا.
اقرأ أيضًا: شركة الاتصالات السعودية STC.. تعزيز للرقمنة والتزام بالمسؤولية الاجتماعية
3- التواصل الفعال
إذا قررت الشركة أن تتبع هذا الأسلوب أو النمط الإداري المقترح هنا فمن الواجب عليها أن تكون صريحة مع موظفيها وأن تبلغهم بذلك بشكل واضح؛ حتى يعزف الجميع على نفس اللحن.
4- الملكية الفردية
يبادر القادة والمدراء المؤمنون بجدوى المرونة الإدارية وإمكانية جني الفرص من المشكلات إلى إشعار موظفيهم ومرؤوسيهم بأنهم يمتلكون الشركة ملكية خاصة؛ إذ يعمل هذا على أن يتحمل كل موظف نتيجة عمله وأن يكون مسؤولًا عنه بشكل كامل.
اقرأ أيضًا: الشخصية القيادية.. وقود الشركة الذي لا ينضب
5- التحديثات المستمرة
كلما كان التواصل مع الموظفين فعالًا، وكلما كان هناك عمل دائم على إعلام الموظفين بالأحداث والمستجدات، ونتائج الأعمال، كان هؤلاء الموظفون أكثر حماسًا ونشاطًا وشغفًا بالعمل.
قياس الأداء
سيكون من الأهمية بمكان العمل على قياس أداء شركتك، ومدى تقدمها؛ إذ ذلك سيعمل على منحك الدليل والخيط الهادي الذي يخبرك أين تضع تضع قدمك، وإلى ما تصير.
اقرأ أيضًا: اقتصاد الكوارث.. من أزمة الكمامات إلى معركة ورق المراحيض!
المشكلات نقود
“المشكلات نقود” لا أحد يصدق هذا إلا إن منحته هذه المشكلات فرصًا ثمينة للحصول على الربح ومراكمة الثروة. بعض الموظفين يود الحفاظ على المشكلات الراهنة لأنه يخشى التغيير، لكنه لم يفكر في كيفية تحويل هذه المشكلات إلى فرص، بيد أن إنه فعل فسيعم النفع على الجميع.
لكن هذا المنظور “النظر إلى المشكلات باعتبارها فرصًا” يتطلب قيادة حكيمة، تغرس في الناس القدرة على مواجهة المشكلات، واعتبارها فرصًا ثمينة، ليس هذا فحسب، وإنما تعمل على تنشئة موظفين شغوفين بالعمل، وراغبين في مواجهة الصعاب، وتحويل الأزمات إلى فرص.
اقرأ أيضًا:
الفرص الاجتماعية للشركات.. كيف تكون الأزمات وسيلة للتربح؟
الأنشطة الاجتماعية للشركات.. سُبل للخروج من الأزمات
التفكير الخلاق.. كيف تجني مكسبًا من قلب الأزمات؟!
مجتمع المعرفة.. المعلومات كرأسمال!
المسؤولية الاجتماعية للشركات.. تفادي الأزمة أم صناعتها؟
تعليق واحد
مقالة جميلة جدا