تُعد المشاريع الصغيرة من أساسيات الاقتصاد في دول العالم سواء كانت نامية أو متقدمة، وتأتي على رأس أولويات عمل الحكومات والمؤسسات الاقتصادية الكُبرى، باعتبارها من أهم وسائل زيادة الطاقة الإنتاجية من ناحية، والمساهمة في علاج مشكلات البطالة والفقر من ناحية أخرى.
ونظرًا لأهمية المشروعات الصغيرة في التنمية الاقتصادية حرصت معظم الدول النامية على تشجيع الصناعات الصغيرة، وذلك بعد ما أثبتت كفاءتها في مواجهة التحديات أمام الاقتصاد، وأبرز ما يُميزها سهولة تأسيسها فهي لا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة ولا تستهلك الكثير من التكنولوجيات الحديثة ولا تتطلب مساحات كبيرة لإقامتها، بالإضافة إلى أنها تتميز بالمرونة في أعمالها الإنتاجية وتعتمد على نظام معلوماتي سهل ولا يوجد به أي تعقيدات، وعلى الرغم من أن المشروعات الصغيرة تُعد البوابة الأولى لعبور رواد الأعمال إلى عالم الثراء، إلا أن هناك الكثير يتساءلون: ما هي تحديات بدء المشاريع الصغيرة؟
تحديات بدء المشاريع الصغيرة
تُعتبر المرحلة الأولى لتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة بمثابة تحدٍ كبير لا ينجح فيه سوى عدد قليل من رواد الأعمال؛ وذلك لأنها تواجه العديد من المشكلات وقد تختلف من منطقة لأخرى ومن قطاع لآخر، ولكن هناك بعض المشكلات الموحدة التي تعترض المشروعات الصغيرة في بداية تأسيسها؛ حيث تشير بعض الدراسات الاقتصادية، التي صدرت مؤخرًا، إلى أن أكثر من 55% من المشاريع الصغيرة والمتوسطة تفشل في البقاء على قيد الحياة بعد أول 5 سنوات، و32% منها لا تحتفل بالذكرى السنوية العاشرة، وهو ما تسبب في تراجع البعض عن إنشاء أعمالهم الخاصة؛ لذا سنتناول في السطور التالية تلخيصًا لبعض التحديات التي تعترض المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وبشكل عام في بداية تأسيسها وهي كالتالي:
اقرأ أيضًا: دليل نجاحك على مواقع التواصل.. جودة واحترافية
-
ضعف رؤوس أموال المشاريع
يُعد رأس المال أحد أهم التحديات التي تواجه المشاريع الصغيرة في بداية نشأتها، ويؤدي في الغالب إلى تراجعها واختفائها بشكل سريع؛ حيث إن هناك الكثير من رواد الأعمال يعجزون عن توفير الأموال اللازمة للمشروع؛ لذلك ينبغي على رائد الأعمال دراسة فكرة المشروع جيدًا ومعرفة التكاليف المتوقعة التي يحتاجها المشروع، مثل: الإيجارات والرواتب وفواتير الكهرباء، بالإضافة إلى تكاليف شراء المعدات اللازمة التي سيكون المشروع بحاجة إليها، وإذا كان رأس المال المتوفر غير كافٍ يجب عليك البحث عن مصادر مضمونة لتوفير رأس المال المطلوب الذي يُساعدك في بدء مشروعك الصغير.
-
المنافسة ودراسة السوق
عادة ما تُعاني معظم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في بداية تأسيسها من تحدي المنافسة، وعلى صاحب المشروع إعداد خطة مدروسة لتوقع تغيرات السوق، واقتناص جميع الفرص التي من شأنها أن تحقق النجاح للمشروع، كما أن الخطة تُساعدك أيضًا في تقييم موقع المشروع التنافسي وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص الحقيقية والتهديدات التي تواجه المشروع، والأهم من كل هذا وذاك التعرف على المنافسين للمشروع والمميزات التي يتمتعون بها.
اقرأ أيضًا: الطريق إلى الربح.. كيف تبدأ مشروعك الإلكتروني؟
-
التوقيت المناسب
يُعد عامل الوقت من التحديات التي تواجه المشروعات الصغيرة، فربما يكون توقيت بدء تنفيذ المشروع غير مناسب تمامًا، خاصة إذا كانت هناك بعض النواقص في المتطلبات اللازمة التي يحتاجها المشروع، وفي هذا الصدد يُرجح بعض خبراء الاقتصاد أن من أهم أسباب فشل أغلب المشاريع الصغيرة والمتوسطة هو توقيت بدايتها غير المناسب؛ لذلك ينبغي على صاحب المشروع دراسة السوق أولًا ومعرفة المنافسين وإعداد خطة فعالة لبدء المشروع مع تحديد الوقت المناسب.
-
ندرة المواد الأولية
تواجه الكثير من المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحدي ندرة المواد الأولية اللازمة وعدم القدرة على التخزين، وضرورة اللجوء إلى الاستيراد من الخارج في ظل التغيرات التي يشهدها سوق الصرف باستمرار خاصة في الدول النامية.
-
الإجراءات الحكومية والاستشارات
ربما تكون هناك بعض الصعوبات في الإجراءات الحكومية التي تحتاجها المشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة في الدول النامية، وعدم توفر التعليمات والإرشادات الصحيحة التي تُساعد في تنظيم عملها، وهو ما يظل تحديًا كبيرًا يواجه المشروعات الصغيرة.
اقرأ أيضًا:
التطوير الفعال للمؤسسات.. الأداة الأولى للنجاح