اليوم الوطني ذكرى تاريخية فريدة، نستلهم فيها ذكرى المؤسس الباني؛ الملك عبد العزيز “طيب الله ثراه” وما بناه على أساس من الوحدة والعزيمة، وما بلغه الوطن اليوم على أيدي أبنائه وأحفاده المخلصين من شأن عظيم، وتحوله إلى صرح نفاخر به بين الأمم .
إن ذكرى اليوم الوطني تدعونا للتأمل في حجم المنجزات التي تعيشها المملكة، والمشاريع التنموية والاقتصادية الكبرى التي يتواصل تنفيذها في مختلف المجالات، والتي تقف شاهدًا على تقدمها ورقيها بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل السياسات الحكيمة للقيادة الرشيدة .
نفخر بما حققه الوطن من تطور وبناء في كل المجالات، تدفعه إرادة واثقة وطموحة، تجسدت في رؤية المملكة 2030 التي تعبر عن طموحات المواطن وقدرات الوطن، وتحمل أهدافًا طموحة مرتكزة على مكامن القوة في بلدنا الغالي، وأهمها العمق العربي والإسلامي، وقدراته الاستثمارية الضخمة، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وتستهدف تحويل المملكة إلى قوة استثمارية عالمية، وتقلل اعتمادها على النفط بوصفه محركًا رئيسًا للاقتصاد، وتحقق إصلاحات طموحة في البنية الاقتصادية تتيح خفض الاعتماد على الإيرادات النفطية، مقابل تعزيز الاستثمارات، ومساهمة القطاع الخاص.
نفخر بأن السعودية هي أرض الفرص، وأنَّ في اقتصادها فرصًا حقيقية وقوة شرائية ورأس مال بشريًا ذكيًا، وأنها تبذل قصارى جهدها لضمان نمو اقتصادي مستدام، وتنويع مصادر الدخل، وتشجيع وتحسين مناخ الاستثمار، وتحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى صندوق سيادي ضخم؛ لكي تكون المملكة قوة استثمارية عالمية.
الفخر كل الفخر برجال أمننا وقواتنا المسلحة وتضحياتهم للذود عن حياض الوطن؛ ليبقى حرًا أبيًا آمنًا مطمئنًا، وليظل شامخًا فوق قمم المجد .
يحل علينا هذا اليوم، والمملكة تقود العالم بترأسها دول مجموعة العشرين بجدارة واقتدار، ونفخر بتميزها و تصدرها قائمة دول العشرين في التنافسية الرقمية التي حققتها على مستوى دول العشرين (G20) خلال الثلاث سنوات الماضية، وقد عززت حضورها كطرف مؤثر في جميع المعادلات الإقليمية والدولية، سواء الاقتصادية، أو السياسية، أو العسكرية.
نفخر بأن المملكة- رغم جائحة فيروس كورونا التي ألقت بظلالها على جميع اقتصاديات العالم- اتخذت جميع الإجراءات التي تدعم الاقتصاد والنظام الصحي لمعالجة المواطن والمقيم أيًا كان وضعه النظامي لتكون فعلًا مملكة الإنسانية.
إن اليوم الوطني مناسبة غالية على قلب كل مواطن، ويحق له أن يزهو ويفاخر ويباهي بوطنه بين كل الأوطان؛ ما يتطلب منا جميعًا أن نواصل العمل بجد واجتهاد لتكون جهودنا رافدًا حقيقيًا لتنمية وخير وازدهار الوطن ليرتقي كل يوم إلى مزيد من التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية.
وفي الختام يشرفني- بهذه المناسبة- أن أرفع لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أسمى آيات التهاني والتبريكات داعيًا الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد أمنها ورخاءها وعزها في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة.
اقرأ أيضًا:
قطار المئوية يغادر محطة الـتسعين
اليوم الوطني الـ 90 سيظل محفورًا في الذاكرة
هاني رجب: رؤية 2030 وازنت بين الداخل والخارج وحققت تقدمًا اقتصاديًا