ها نحن نصل إلى محطة التسعين عامًا في وقت قياسي، ونستعد للرحيل من خلال قطار المئوية الخاطف، الذي يحمل معه رؤية طموحة، تقودها حكومة رشيدة، تتمتع بحنكة ملك، وطموح ولي عهد.
إنها السعودية التي زرعت في نفوس أبنائها الثقة بقيادتها الكفؤة التي تدير قارة عظيمة بحجم السعودية، فأبناء هذا الوطن- حكومةً وشعبًا- هم أحفادُ النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاءِ الراشدين والصحابةِ والتابعين الذين نشروا راية التوحيد، ولا تزال حتى يومنا وإلى الأبد خفاقة تتوسط علمنا الأخضر الشامخ ليرددها الأجيال جيلًا بعد جيل.
في احتفالنا اليوم بالذكرى التسعين لقيام دولتنا المباركة، التي زرع جذورها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه –نقف جميعًا نساءً ورجالًا، صغارًا وكبارًا، وقفة إجلال واحترام لهذا المؤسس، الذي وضع نصب عينيه الحفاظ على الدين والمقدسات والإرث والتاريخ، فأصبحنا على ما نحن عليه اليوم؛ وطنًا عظيمًا يفتخر بقادته وأبنائه ومنجزاته ومقدراته وموارده ليسخرها في بناء الإنسان السعودي، الذي يقود طفرة تنموية غير مسبوقة منذ عقود على كافة المستويات: الصناعية والتقنية والزراعية والتجارية والسياحية والصحية والرياضية والتعليمية. ولايزال أبناء هذا الوطن يفاجئون الأجيال القادمة باكتشافات هائلة في مجال الطاقة والمعادن والابتكارات والاختراعات.
لن ننسى ملكًا رشيدًا اسمه سلمان! كيف لا وهو من زرع حبه بصدق في نفوسنا وجعلها معلقة بحب الوطن، فاستطاع في غضون سنوات قليلة أن يبني أعظم حصن يحيط بجميع مناطق ومحافظات وهجر المملكة العربية السعودية ليحميها، هذا الحصن هو سور السعودية العظيم الذي بناه شباب وشابات هذا الوطن بدمائهم ووحدتهم ولحمتهم وتفانيهم وعطائهم وسخائهم لنكون نموذجًا يُقتدى به في كل مكان.
كل ذلك كان دافعًا قويًا لجعل الاقتصاد السعودي نموذجًا أذهل معه كبار المحللين من مؤسسات وأفراد في الداخل والخارج، كيف لا، والاقتصاد السعودي يتقدم في منظومة العشرين بشكل راسخ، وخطوات واثقة، واقتصاد متنوع، وإدارة حكيمة، وطموح لا محدود.
إنَّ الصندوق السيادي السعودي يتقدم للمرتبة الثامنة على مستوى العالم ضمن أكبر 80 صندوقًا سياديا؛ ما يدل على نجاعة الاستثمارات السعودية محليًا ودوليًا؛ فها هو يبرع في اقتناص الفرص التي جعلت الاقتصاد السعودي يقفز تنمويًا، خصوصًا بعد سلسلة الإصلاحات الجريئة والكبرى التي سهلت مزاولة الأعمال التجارية؛ ما ساهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية في 2020 إلى320 مليار دولار بحسب بوابة ” استثمر في السعودية”، مع توقعات بمضاعفة هذا الرقم قريبًا في ضوء ما تحظى به المملكة من مقومات عديدة، تُمكنها من تبوء مكانة متقدمة على المستويين الإقليمي والدولي، بصفتها مركزًا يربط القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا؛ ما يجعلها وجهة عالمية مثالية للسياحة والتجارة.
لقد أثبت الاقتصاد السعودي مكانته وصلابته أمام جائحة كورونا، فوقف شامخًا معتمدًا على ما لديه من موارد مادية وتقنية وبشرية، ليتألق ويزداد انتعاشًا بالرغم من تأثر الاقتصاد العالمي سلبيًا.
أدعو الله أن يعيش كاتب وقارئ هذه السطور سنوات عديدة لنحتفل عامًا بعد عام، ونصل بعد ذلك إلى الذكرى المئوية لبلدنا العظيم، وقد شهدنا تطورات اقتصادية واجتماعية مذهلة على كافة المستويات، تحت قيادة رشيدة تؤمن بالله وبرسوله، وتراهن على شعب عظيم يقود مسيرته التنموية المباركة.
سنظل نردد: الله أكبر يا موطني، فهناك 10 محطات فقط تفصلنا عن ذلك اليوم.
اقرأ أيضًا:
عبد الله الرشيد: نثمن دعم رواد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة
رئيس غرفة الباحة: سعداء بما نعيشه من أمن واستقرار وتقدم اقتصادي
اليوم الوطني الـ 90 سيظل محفورًا في الذاكرة