تستقطب المملكة العربية السعودية، الملايين من المسلمين من كل أنحاء العالم، إلى معالمها الأثرية، وتُعد السياحة الدينية في المملكة أهم المحاور المؤسسة لاقتصاد البلاد؛ حيث يوفر موسم الحج فرصًا واعدة للاستثمار، فضلًا عن دعم قطاع ريادة الأعمال.
ويزداد تهافت المسلمين من بقاع الأرض كافة، على زيارة مكة المكرمة، والمدينة المنوّرة على وجه الخصوص، في شهور رجب، شعبان، ورمضان؛ لأداء مناسك العمرة، وزيارة المسجد النبوي، بينما يشكّل شهر ذي الحجة، وجهة ضيوف الرحمن للحج.
وتشير الأرقام الحديثة، الصادرة عن الحراك السياحي في المملكة، إلى تحقيق قفزات نوعية خلال فترة قصيرة؛ حيث دخلت عوائدها في مسار التنمية، وتطوير القطاع، فيما وصل حجم الإنفاق على السياحة الداخلية إلى 46.3 مليار ريال في العام الماضي.
السياحة الدينية في المملكة
ويقدّم موقع “رواد الأعمال” في سلسلة مقالات متتالية، أهم المدن التي تعزز من قوة السياحة الدينية في المملكة، وذلك بالتزامن مع قرار مجلس الوزراء الأخير، برفع الحظر المفروض على تنقل المعتمرين خارج حدود مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والسماح لهم بزيارة كل مناطق البلاد، في خطوة ستجلب للمملكة مزيدًا من العوائد الاقتصادية.
قرار يعزز السياحة الدينية في المملكة
نص قرار مجلس الوزراء على استثناء القادمين للعمرة وزيارة المسجد النبوي من حكم حظر التنقل خارج نطاق مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة، الوارد في الفقرة (أ) من المادة (3) من تنظيم معاملة القادمين للمملكة بتأشيرات دخول للحج أو العمرة وغيرها.
وبهذا القرار، سيستفيد ملايين المعتمرين، الذين ستُتاح لهم زيارة مختلف المدن السعودية خلال مدة التأشيرة الممنوحة لهم، بعد أن كان ذلك محظورًا عليهم.
الكعبة المشرفة
تتصدّر مكة المكرمة، قائمة المدن الجاذبة للسائحين من كل أنحاء العالم؛ وذلك لأداء مناسك الحج والعمرة. ويعتبر المسجد الحرام والكعبة المشرفة، أولى المعالم التي يتوق المسلم إلى زيارتها.
يووجد الحجر الأسود في الجنوب الشرقي للكعبة الشريفة، وهو الحجر الثقيل الأسود اللون الذي أُنزل من السماء؛ لاستكمال بناء الكعبة، ويقوم الحجاج بتقبيله في الطواف.
المسجد النبوي
يُعد المسجد النبوي الشريف هو أكبر المساجد في العالم، وتم بناؤه على يد الرسول مُحمّد _صلى الله عليه وسلّم_ ويحتوي المسجد على قبر الرسول، وقبور الصحابة الكرام “أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطّاب _رضي الله عنهما_؛ ما يجعله واحدًا من أهم المعالم التي يقصدها المسلمون.
مرّ المسجد بتوسعات عديدة؛ حيث بدأت منذ عهد الخلفاء الراشدين، والدولة الأموية، العباسية، والعثمانية، ثم تمت أكبر توسعة عام 1994.
وأدخل عمر بن عبدالعزيز، حجرة عائشة؛ المعروفة حاليًا بـ “الحجرة النبوية الشريفة”، عام 91هـ، وتقع في الركن الجنوبي للمسجد، ودُفن فيها الرسول مُحمّد، أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطّاب، وتم بناء القبة الخضراء عليها.
ويُعد المسجد النبوي أول مكان في شبه الجزيرة العربية، يستعين بالإضاءة عن طريق استخدام المصابيح الكهربائية عام 1909م، وكان له دور كبير في الحياة الاجتماعية على مر السنوات؛ فكان بمثابة مدرسة دينية.
مسجد قباء
يُعتبر مسجد قباء أول مسجد بُني في الإسلام، ويقع على بُعد 3.5 كيلومتر مربع من المسجد النبوي الشريف، وتم بناؤه عام 622م، عندما هاجر الرسول إلى المدينة المنوّرة، ويتميّز بالمحراب، والمآذن العالية، والمنبر الرخامي.
ووضع صاحب السمو الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود؛ خامس ملوك السعودية، حجر الأساس للتوسعة الأخيرة للمسجد في عام 1405هـ، وبلغت مساحة المصلى 5 آلاف متر مربع، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، وأصبح المسجد يستوعب 20 ألف مصلٍ.
بدأ المسجد يفتح أبوابه، طوال اليوم بدءًا من الرابع عشر من ربيع الآخر عام 1440؛ تنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ خادم الحرمين الشريفين.
اقرأ أيضًا:
عسير.. سحر الطبيعة وعبق التراث