قال محمد الجدعان؛ وزير المالية، إن تحقيق تحسينات ملموسة في الأوضاع الاقتصادية للأسواق الناشئة يستلزم رؤية إستراتيجية بعيدة المدى. تركز على إيجاد حلول مستدامة للتحديات الهيكلية، وعلى رأسها أزمة الديون السيادية.
وأكد “الجدعان”؛ خلال كلمته الافتتاحية لمؤتمر “العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة“، الذي انطلقت أعماله اليوم الأحد، أن هذا الحدث المهم يمثل منصة مثالية لاستعراض ومناقشة أنجع السبل الكفيلة بمعالجة التحديات المشتركة التي تواجه الدول. بهدف بناء اقتصاد عالمي أكثر قوة واستدامة وشمولية، يعود بالنفع على جميع الأمم بلا استثناء.
تحديات جمة تواجه الاقتصاد العالمي
في حين أشار وزير المالية إلى أن الطريق نحو تحقيق التعافي الاقتصادي العالمي المنشود، ومجابهة التحديات القائمة، ليس سهلًا. بل يتطلب جهودًا مضنية وتعاونًا دؤوبًا بين مختلف الأطراف المعنية.
من ناحية أخرى شدد على أن التعاون متعدد الأطراف يظل هو السبيل الأكثر فاعلية لتحقيق هذا الهدف. مؤكدًا أن العمل الجاد يبدأ بالمحادثات والنقاشات البناءة التي تتم في مؤتمرات من هذا القبيل.
مناقشات معمقة حول قضايا حيوية
كذلك أوضح “الجدعان” أنه على مدى اليومين القادمين يشهد المؤتمر مناقشات معمقة حول طيف واسع من القضايا الحيوية. من بينها: التحولات الهيكلية، ومستويات الديون المرتفعة، والظروف المالية المحدودة. بالإضافة إلى تأثير التقنيات الحديثة، والسياسة النقدية، والتجارة والاستثمار. وبناء المرونة في مواجهة الصدمات المحتملة للاقتصاد العالمي المتباطئ.
بينما أكد أن إحراز تقدم ملموس في هذه المجالات يتطلب أكثر من مجرد امتلاك المهارات التقنية. فهو يستلزم أيضًا معالجة التحديات القائمة في بيئة جغرافية معقدة ومتطورة باستمرار.
ضرورة تعزيز التعاون الدولي
كما شدد وزير المالية على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول من الشرق والغرب على حد سواء، ومن الشمال والجنوب. بهدف إحداث تأثير إيجابي ملموس في الشركاء التجاريين.
وأوضح أن هذا التعاون يستدعي من الحكومات والقطاع الخاص العمل معًا من أجل تحقيق مصالح اقتصاداتهم. وتحضير المواطنين لمكان العمل في المستقبل؛ من خلال تبني رؤية طويلة المدى وخطة واضحة ومحددة.
وأشار إلى أن تحسين الآفاق الاقتصادية للأسواق الناشئة والاقتصادات النامية ليس مجرد مسألة حيوية لشعوبها. بل هو أيضًا يحقق فائدة مباشرة للدول ذات الدخل المرتفع؛ إذ يتقاسم الجميع المنافع والمكاسب.
معالجة المخاطر الهيكلية
في النهاية أكد “الجدعان” أهمية العمل المشترك لمعالجة المخاطر الهيكلية، مثل: الديون المثقلة التي تهدد بتقويض مكاسب التنمية. موضحًا أن هذا يتطلب اعتماد طرق مبتكرة للتعامل مع هذه القضايا. بما في ذلك تحسين المبادرات العالمية، مثل: الإطار المشترك لإعادة هيكلة الديون.
وأضاف: “في وقت يصبح فيه رأس المال نادرًا. ينبغي أن نستخدم كل دولار بكفاءة وفعالية”. لافتًا إلى أن إيقاف هدر الأموال في المشتريات قد يوفر ما لا يقل عن تريليون دولار سنويًا على مستوى العالم، وفقًا لتقرير البنك الدولي.