وزارة البيئة من الوزارات ذات التاريخ العميق في المملكة؛ فقد شهدت تحولات جمة على مدار العديد من السنين، ولا يقل دورها الراهن عن أهميتها التاريخية.
فلا شك أن وزارة البيئة تلعب الآن دورًا محوريًا، لا سيما أن رؤية 2030 وضعت البيئة في قلب اهتماماتها، وليس أدل على ذلك من المبادرات الطموحة المختلفة التي يطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد -حفظه الله- ومن أبرزها: مبادرة السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر وغيرهما.
لمحة تاريخية
في عام 1367هـ أنشأ الملك عبد العزيز آل سعود المديرية العامة للزراعة؛ للاهتمام بشؤون الزراعة، وبعد تولي الملك سعود بن عبد العزيز الحكم سنة 1373هـ تم تحويل المديرية العامة للزراعة إلى وزارة الزراعة والمياه بموجب المرسوم الملكي رقم (5/21/1951) وتاريخ 18/4/1373هـ؛ حيث بدأت الوزارة بموجبه مباشرة مهامها وأعمالها.
وقد شهد تاريخ تطور وزارة البيئة العديد من المراحل؛ ففي عام 1367هـ تأسست المديرية العامة للزراعة وتم ربطها بوزارة المالية؛ لتقوم باستصلاح الأراضي، وتحسين الري، وتوزيع مكائن الماء وعمل السدود والقنوات، وتعمير العيون والآبار الارتوازية، وإعطاء قروض للمزارعين، والتعاون مع بعض الكفاءات الفنية الزراعية؛ للعمل في مجال تدريب وإرشاد المزارعين إلى الطرق الزراعية الحديثة.
وتم خلال عام 1373هـ تحويل المديرية العامة للزراعة إلى وزارة الزراعة والمياه بموجب المرسوم الملكي رقم (5/21/1/4951) وتاريخ 18 / 04 / 1373 هـ، وباشرت الوزارة مهامها وأعمالها؛ من خلال ست وحدات زراعية في الرياض، الخرج، الأحساء، المدينة المنورة، جازان، بريدة، وإحداث مكتب للمياه والسدود بالوزارة.
وتم في عام1381هـ استحداث وكالة للشؤون الزراعية ووكالة لشؤون المياه، وفي عام 1385هـ صدر قرار اللجنة العليا للإصلاح الإداري رقم (8) وتاريخ 21/6/1385هـ الذي قسّم وزارة الزراعة إلى قطاعين رئيسيين هما: قطاع الشؤون الزراعية، وقطاع الشؤون الإدارية والمالية.
وأُنشئت في عام 1390هـ وكالة الوزارة لشؤون التحلية وتحولت في عام 1394هـ إلى مؤسسة عامة لتحلية المياه المالحة. وتم تحويل ارتباط المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق إلى وزارة الزراعة والمياه بموجب قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (34) وتاريخ 07 / 02 / 1406 هـ والمصادق عليه بالمرسوم الملكي الكريم رقم (م/3) في 12 / 03 / 1406 هـ.
وفي عام 1423هـ صدر الأمر الملكي رقم 27482 في 09 / 07 / 1423 هـ القاضي بفصل قطاع المياه عن وزارة الزراعة كوزارة مستقلة للمياه. وفي عام 1437هـ صدر الأمر الملكي رقم أ / 133 وتاريخ 30 / 07 / 1437 هـ القاضي بإلغاء “وزارة المياه والكهرباء” وتعديل اسم “وزارة الزراعة” ليكون “وزارة البيئة والمياه والزراعة”، وتنقل إليها المهام والمسؤوليات المتعلقة بنشاطي البيئة والمياه.
وتضم وزارة البيئة الوكالات التالية: وكالة البيئة، وكالة المياه، وكالة الزراعة، وكالة الأراضي والمساحة، وكالة الثروة الحيوانية، وكالة التخطيط والتميز المؤسسي. وكالة الشؤون الاقتصادية والاستثمار، وكالة الخدمات المشتركة، وكالة الشؤون التنظيمية.
اقرأ أيضًا: إنشاء هيئة تطوير الأحساء.. مرحلة جديدة من الازدهار
خدمات وزارة البيئة وفروعها
واهتمت وزارة البيئة؛ عبر أجهزتها التنفيذية، بالمناطق؛ حيث بلغ مجموع مديريات خدمات المياه (13) وتأتي تحتها (140) وحدة، كما يوجد (13) فرعًا لوزارة البيئة والمياه والزراعة تتبعها (12) مديرية و(119) فرعًا زراعيًا، بالإضافة إلى (24) محجرًا زراعيًا (حيوانيًا، نباتيًا)، ومحجر للخيل بالجنادرية ومركز للخيل العربية الأصيلة بديراب، و(13) وحدة بيطرية؛ كما أن هناك (7) مراكز ووحدة لأبحاث الزراعة، و(13) مركزًا وفرعًا لأبحاث وخدمات الثروة السمكية، ومركز وطني لأبحاث ومكافحة الجراد بمنطقة مكة المكرمة، ومركز لإنتاج اللقاحات البيطرية بالرياض.
بالإضافة إلى (4) مراكز للتدريب الزراعي و(8) مختبرات للتشخيص البيطري و(6) منتزهات وطنية. و(552) سدًا للمياه بطاقة تخزينية تزيد على (2.5) مليار، و(295)محطة تنقية لمياه الشرب و(92) محطة معالجة لمياه الصرف الصحي بمناطق المملكة.
اقرأ أيضًا: مؤتمر مستقبل الطيران.. توصيات ونتائج لتعزيز التعافي
الاستراتيجية الوطنية للبيئة
من ضمن أبرز إنجازات وزارة البيئة اعتماد الاستراتيجية الوطنية للبيئة، التي تضمنت 64 مبادرة، وإعادة هيكلة القطاع البيئي برمته؛ ليتواكب مع اتساع المملكة وتنوع بيئتها ومواكبة النمو الكبير بالقطاعات المؤثرة في البيئة؛ من خلال إطلاق خمسة مراكز بيئية متخصصة وممكنة: وهي المركز الوطني للالتزام البيئي، المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، المركز الوطني لإدارة النفايات، المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، والمركز الوطني للأرصاد.
والهدف من ذلك كله العمل على تعزيز الالتزام البيئي، وخفض تكلفة التدهور البيئي، وتوفير فرص وظيفية للمواطنين، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، بالإضافة إلى إنشاء صندوق البيئة لدعم استدامة قطاع البيئة والعمل مع وزارة الداخلية لتأسيس القوات الخاصة للأمن البيئي، كما اعتمد مجلس الوزراء نظام البيئة الجديد والمتوافق مع أفضل الممارسات والمعايير العالمية، وتم أيضًا إعداد نظام جديد لإدارة النفايات ونظام للأرصاد.
برنامج إدارة الخزن الاستراتيجي للأغذية
ويندرج تحت إنجازات وزارة البيئة إطلاقها برنامج إدارة الخزن الاستراتيجي للأغذية، والذي تضمَّن إنشاء مشروع صوامع ميناء ينبع؛ لتعزيز الطاقات التخزينية للحبوب في المملكة بشكل عام وطاقات استقبال البواخر في الموانئ السعودية بشكل خاص.
وتصل الطاقة الاستيعابية للمشروع إلى 120 ألف طن ليرتفع إجمالي الطاقة التخزينية المتاحة في المملكة إلى ما يقارب 3.5 مليون طن.
ويشمل المشروع إنشاء أكبر نقطة لتفريغ الحبوب في ميناء ينبع بطاقة يومية تصل إلى 12 ألف طن، و14 فرعًا لتخزين الحبوب.
نظاما المياه والبيئة
أصدرت وزارة البيئة نظام المياه؛ الذي يهدف إلى المحافظة على مصادر المياه وتنميتها وحمايتها وضمان استدامتها، وإدارتها وتنظيم شؤونها، والحقوق المتعلقة بها وبأوجه استخدامها، وضمان توفير إمدادات المياه بشكل آمن ونظيف وموثوق به.
وأطلقت أيضًا نظام البيئة، الذي يهدف إلى حماية البيئة وتنميتها واستدامتها، والالتزام بالمبادئ البيئية، وتنظيم قطاع البيئة والأنشطة والخدمات المتعلقة به.
اقرأ أيضًا:
عماد الغدير: هيئة تطوير الأحساء سيكون لها مردود اقتصادي كبير على الوطن
صادق الرمضان: تعيين محافظًا وإنشاء هيئة تطوير الأحساء يعزز التنمية الزراعية والأمن الغذائي للمملكة
أحمد الراشد: الأمر الملكي الصادر بإنشاء هيئة تطوير الأحساء سيسهم في إعادة صياغة المنطقة كمركز حضاري
الشركة السعودية للكهرباء.. إنجازات ونجاحات
ذكرى بيعة ولي العهد.. رؤية مستقبلية لصالح الوطن